تسرّب كثير من أخبار وأحوال الأسرى زمن هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزّة، وكان منها ما تقشعرّ لها الأبدان، وقد رأى الناس انعكاسات هذه الأهوال على وجوه وأجساد من أُطلق سراحهم واضحة للعيان، فضع
اعتلى جرّافته العملاقة (D9)، هذه الجارفة أو الجرّافة أو قل أم الجوارف.. لا يقف أمامها شيء، تنخلع الأرض من تحتها بما حوت من صخور وشوارع مسفلتة وجدران ومنازل، إذا أتت قرية تبّرت ما فيها وقلبت سافلها على عاليها.
كانت معادلة بقيت راسخة في التاريخ، تحوّل من نزلوا عن الجبل وتركوا ظهر الجيش مكشوفًا لعدوّهم من أجل اللحاق بالغنائم إلى رمز للهزيمة، فإما الثبات في المعركة أو الانفضاض عنها حرصًا على الغنائم وبالتالي وقوع الهزيمة
عدة عقود من الزمن وأنتم تبحثون عن هيكلكم المزعوم في القدس وحول المسجد الأقصى بالتحديد، وبعد أن أعياكم البحث توجّهتم شمالًا وجنوبًا غير حاسبين حسابًا لنسبة الخطأ التي قد تحويها أساطيركم، أخيرًا جئتم بجرافاتكم العملاقة وبتغطية جويّة رهيبة
توجّهت للصلاة على أمل أن يشفع لي سنّي الذي تجاوز الستين بثلاث سنوات، وهذا يجب أن يمرّ عبر الوحش الكاسر الذي يسمّى حاجز قلنديا، طبعا هناك مثله حاجز قبة راحيل ليعرقل طريق القادمين من الجنوب. تجاوزت أزمة مرورية خانقة مشيا على قدميّ قرابة الخمسة كيلومترات
كان لي شرف الكتابة عن الأمهات الأسيرات في رواية "أمهات في مدافن الأحياء" سنة ألفين وثمانٍ، ثم أعدت الكرَّة للكتابة عن نموذج خنساوي فريد برواية سمّيتها "فرحة"، وهي عن الحاجة فرحة البرغوثي
عندما تتراجع أي قضية عادلة في قلوب أصحابها فإنها تحتاج إلى فرسان يعيدون للقضية مكانتها، وهؤلاء ذوو قدرات كاريزمية فذَّة ويملكون من الروح أعلاها ومن المشاعر أصدقها ومن الأعمال أشرفها ومن التضحيات أنفسها، يقولون بأفعالهم
أمام ما يحدث في نابلس من أحداث مؤلمة بلا حدود ومؤسفة بحجم قضيتنا العظيمة، وأمام أمانة الكلمة وخطرها في هذه الوقت الحسّاس لا بدّ من قول الحق ما استطعنا لذلك سبيلا.
مرت ذكرى اتفاقية أوسلو دون أن يعبأ بها أحد، الكل يتبرأ منها ويلعنها وينتقدها شرّ انتقاد، حتى الذين وقّعوها لو أتيحت لهم الفرصة من جديد لمزّقوها "وللعنوا سنسفيلها"، كانت حينها عروسًا جميلة باهرة خرجت للتوّ من أعرق صالونات التجميل وأمهرها
حتمًا سيتفاعل العالم الحرُّ المنافق بطريقة مختلفة تمامًا، سيخرج المكيال الذهبي لحقوق الإنسان، سيعدّد ويحدّد ويوضّح ويفضح الجريمة بكلّ أبعادها، الإنسانية والقانونية والأخلاقية، سيذرف كلّ دموعه السياسية والدبلوماسية
بات ما تشهده السجون الإسرائيلية هذه الأيام انتفاضة حقيقية وعملية بمنزلة تغيير لقواعد الاشتباك، فمنذ أن نجح ستة أسرى من اختراق المنظومة الأمنية بالغة التعقيد في سجن جلبوع والسجّان لا ينام ولا يهدأ له بال، يحاول كلّ ما بوسعه لردّ الصاع صاعين ولينهك الحركة الأسيرة