غزة – قُدس الإخبارية: اجتمع أهالي قطاع غزة المحاصر منذ 10 سنوات على الفرح بحلول شهر رمضان المبارك، فتزينت الأسواق بأضواء الهلال والنجمة و ارتفعت أنغام الأناشيد الإسلامية التي تهلل بقدوم الشهر المبارك، وعلق الجميع أمالهم بأن يكون شهر اليُمن والبركات .
وتبدو هذه الفرحة متباينة مع اختلاف الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة. فيرى مراقبون اقتصاديون أن الحركة الشرائية تحسنت نتيجة قدوم الشهر المبارك مع صرف رواتب موظفي السلطة الفلسطينية، فانعكس الأمر على نشاط ملحوظ بالأسواق الرئيسية في القطاع .
وقال مازن عيد (53 عاما)، إن صرف راتبه كموظف قُبيل شهر رمضان بيوم واحد أعطاه فرصة قوية ليجلب لمنزله أهم المستلزمات، "لأضفي البهجة لأبنائي وأحفادي، فاشتريت كافة السلع والزينة وفانوس رمضان لأحفادي العشرة".
هذا المشهد بدا واضحاً في شوارع مدينة غزة، فنتيجة الضغط على مراكز التسوق اضطر أصحال المحلات لإغلاق أبوابها بشكلٍ مؤقت للتخفيف من عدد الزبائن. وقال محمد أحد المنتظرين أمام "ستبس مول" بمدينة غزة، "تبدو الفرحة واضحة علينا هذا العام، فنحن نحاول أن ننسى ما عاشه أبناؤنا من كبت نفسي عندما أمضينا الشهر الفضيل تحت القصف والموت، فبتنا نبادر للبحث عن سُبل الفرح".
ولفت إلى أنه سعى لضرورة توفير كافة مطالب أبنائه "رغم قلة الحيلة"، فهو عامل بناء ولا يعمل بشكل منتظم، موضحا أنه عمل لعدة أيام واحتفظ بالنقود ليضفي البهجة علي قلوب أبنائه الذين اصطحبهم معه ليجلب لهم ما يرغبون.
ويعلق التجار أملا كبيراً على هذا الموسم. وقال إيهاب الحلو الذي يبيع زينة رمضانية، "أتوقع بأن يكون هذا الموسم أفضل، فأنا أبيع الزينة وفوانيس رمضان التي تضفي البهجة وتتميز بانخفاض أسعارها، إذ تبلغ متوسط قيمتها 10 وحتى 25 شيكل، وبالتالي تلاقي إقبالا من المواطنين".
وأوضح إبراهيم الحلو، الذي يملك محلا تجارياً بسوق الزاوية وسط مدينة غزة، أحد أقدم الأسواق بالمدينة، أنه كتاجر وفر كافة السلع التي تلاقي إقبالا بشهر رمضان مثل التمور والمكسرات، وأشكال مختلفة من الأطعمة التي تناسب وجبتي السحور والإفطار.
وأشار إلى أنه لم يشترِ كميات كبيرة من البضائع بسبب زيادة نسب الفقر والبطالة في القطاع، وبالتالي الشرائح القادة على الشراء محدودة، مؤكداً أن الحركة التي شهدتها الأسواق كانت نتيجة صرف رواتب الموظفين، وهم فئة من المجتمع ونسبة لا تعمم.