شبكة قدس الإخبارية

جامعة الأقصى.. الانقسام حوّل صرحها العلمي لساحةٍ سياسية

مصطفى البنا

غزة- خاص قُدس الإخبارية: تحولت جامعة الأقصى في غزة من صرحٍ علمي إلى ساحةٍ للتجاذبات السياسية بعد أن اقتحمها الإنقسام السياسي ملقيًا بتبعاته السوداء على المؤسسة التعليمية، التي تواجه أزمةً جديدة بسبب نقص هيئتها التدريسية والإدارية، في ظل استمرار القطيعة بينها وبين وزارة التربية والتعليم في رام الله.

وأوضح رئيس جامعة الأقصى في غزة محمد رضوان، أن الجامعة تعاني نقصًا كبيرًا في هيئتها التدريسية، بسبب تزايد أعداد طلبتها بشكلٍ كبير وتطور تخصصات الجامعة، بالإضافة إلى التآكل الطبيعي في الوظائف الناجم عن بلوغ عدد من الموظفين لسن التقاعد، جعل الطلب ملحًا لاستقدام المزيد من الموظفين.

وأفاد رضوان لـ قُدس الإخبارية، أن الجامعة تواصلت مسبقًا وخلال ولاية الدكتور علي زيدان أبو زهري مع الحكومة في رام الله من خلال تقديم طلبات لتغطية هذه الاحتياجات، إلا أنها كانت ترفض على أساس أن الحكومة لا تخصص وظائف لغزة، مضيفًا "أعدنا إرسال هذه الاحتياجات بكتاب رسمي إلى وزيرة التعليم في حينها خولة الشخشير والتي كان ردها أيضًا بأن لا اعتمادات مالية ووظيفية لغزة بسبب عدم تخصيص حكومة الحمد لله مبالغ لذلك".

يؤكد رضوان أنه لم يتم تخصيص أية وظائف أو اعتمادات مالية حكومية لجامعة الأقصى، منذ وقوع الانقسام السياسي في عام 2006، وهو ما دفع إدارة الجامعة مؤخًرا إلى مخاطبة الوزارة في غزة، التي استجابت بالإعلان عن هذه الاحتياجات عبر ديوان الموظفين العام، حيث أجريت مسابقة ومقابلات وتم استيعاب من اجتازوا هذه المقابلات وتحويلهم للعمل في جامعة الأقصى، على حد ذكره.

من جانبها، لم تقف الوزارة في رام الله مكتوفة الأيدي أمام ما جرى حيث طالبت في بيانٍ لها الإثنين الماضي، من أسمتهم "الموظفين التابعين للوزارة في غزة" والذين انتقلوا للعمل في جامعة الأقصى دون الحصول على موافقة الوزارة وديوان الموظفين العام في رام الله بمن فيهم معلمي المدارس لسرعة العودة إلى مواقعهم الوظيفية السابقة، محذرةً إياهم من اتخاذ خطواتٍ إدارية أو مالية لاحقة بحقهم، مطالبة بإشعار الوزارة بعودتهم للموقع الوظيفي الأصلي من خلال المراسلة عبر بريدٍ إلكتروني لإثبات عودتهم.

يقول رضوان إنه "حين الحديث عن تبعية الجامعة فنحن نتكلم عن وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية, ولكن بسبب الانقسام أصبح هناك وزارة في غزة وأخرى في رام الله ومنذ عام 2006 ونحن نتعامل مع الوزارتين على قدم المساواة"، يتابع قائلًا "تحولنا للتعامل مع الوزارة في رام الله بعد تشكيل حكومة التوافق ولم تنقطع مراسلاتنا ومخاطبتنا الرسمية معها إلا أنها تخلت عن غزة بكل موظفيها".

ويشير إلى أن تعاملهم هو مع وزارة التربية والتعليم الفلسطينية فحسب، متابعًا "لا يعنينا ما يسمى بغزة ورام الله وهذا شيء ناتج عن الانقسام السياسي"، مطالبًا السياسيين بحل مشكلة الانقسام وتجاوز تبعاته التي انعكست على كامل مناحي الحياة بغزة والتي منها جامعة الأقصى داعيا الحكومة إلى التحلي بالمسؤولية الوطنية تجاه الشعب الفلسطيني في غزة، "وألا يكونوا فئويين وحزبيين في هذه القضايا"، على حد وصفه.

شبكة قدس الإخبارية حاولت الحصول على رد الحكومة برام الله، بالتواصل مع الوكيل المساعد لشؤون التعليم العالي أنور زكريا الذي امتنع عن التعليق على الأمر مكتفيًا بالقول أن جذور الأزمة بين جامعة الأقصى والوزارة معروفة للجميع ونأمل أن يتم حلها قريبًا.