فلسطين المحتلة- قُدس الإخبارية: ما أن أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه موشيه يعلون وتعيين اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان خلفًا له، حتى تباينت الرؤى والتحليلات حول هذا التغيير الذي أجراه نتنياهو في وقت تسود فيه رياح التوتر على الحدود مع قطاع غزة.
ويُعتبر تعيين ليبرمان ذو الميول المتطرفة والعنصرية، في هذا المنصب الحساس بمثابة نذير شؤم على قطاع غزة، خاصةً أنه بدأ تسلمه منصبه الجديد بالتهديدات الساخنة للقطاع والتي كان آخرها إمهاله لحماس 48 ساعةً لتسليم "رفات " الجنود الإسرائيليين الذي فُقدوا خلال الحرب الأخيرة على القطاع عام 2014.
ويرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية محمد مصلح بأن تعيين ليبرمان في وزارة الحرب، تطور دراماتيكي خطير يرسم مرحلة أكثر عدوانية تجاه قطاع غزة وتصريحاته الأخيرة التي افتتح بها استلامه للوزارة، معتبرًا أن "ليبرمان رجل تغلب عليه العنتريات المتعلقة بشخصيته الاستفزازية، وسيحاول جر قطاع غزة إلى مواجهة يحرص أن يكون هو البادئ فيها ويدفع الأمور تجاه ذلك بشكلٍ أو آخر".
إلا أنه مصلح يؤكد بأن "نتنياهو لن يسمح لليبرمان بأن يغرق سفينة الحكومة بالدخول في مواجهة جديدة مع غزة، لأن قرار الحرب يؤخذ في المستوى السياسي كاملًا وليس قرارًا فرديًا"، متابعًأ "سيكون ليبرمان بحاجة إلى جسور تواصل مع قيادة الجيش التي ينقم عليها بسبب عدم أهليتهم لقيادة المرحلة على حد وصفه".
وبحسب مصلح، فان للأمر أبعادٌ أخرى، حيث يعتقد بأن نتنياهو استطاع بحسابات سياسية بسيطة استيعاب أعدائه من خارج الحكومة خاصة اليمين الذي يتهمه بعدم الخبرة في مواجهة أعدائه، مضيفًا "بهذه الخطوة مكّن نتنياهو حكومته السياسية في محاولة لإطالة عمر ائتلافه الحكومي والحفاظ على وجوده حتى آخر الفترة المقررة له، كما أنه نجح بالتعامل مع اليمين بطريقة دبلوماسية".
ويضيف لـ قُدس الإخبارية، "ستواجه الحكومة عقبات بوجود ليبرمان في هذا المنصب، من خلاف توتر في العلاقات مع الدول الغربية، وقد كانت تجربته في وزارة الخارجية التي وترت العلاقة بين إسرائيل والدول العربية والغربية بما فيها الحليف الأكبر الولايات المتحدة، دليلًا عن ذلك"، على حد قوله.
ويعتقد أستاذ العلوم السياسية البروفيسور عبد الستار قاسم بأن نتنياهو سيروض ليبرمان في وزارة الحرب كما روضه في وزارة الخارجية بحكومة الاحتلال، على الرغم من التوتر الذي سببه في العلاقة بين الحكومة وبين الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة.
ويشير قاسم إلى أن تهديدات ليبرمان ليست سوى زوبعات ولا تتعدى حدود التصريحات النارية، فإسرائيل ليست في وارد الدخول في مواجهة جديدة تحرجها مع القوى الغربية كما أن الداخل الإسرائيلي لا يحتمل حربًا جديدة بعد فشل حكوماته في تحقيق أهدافها خلال 3 حروب مضت.