شبكة قدس الإخبارية

فرنسا تصر على مؤتمر السلام رغم رفض "إسرائيل".. ماجدوى ذلك؟!

مصطفى البنا

رام الله – خاص قُدس الإخبارية: تواصل فرنسا التأكيد على تمسكها بمبادرتها للتسوية السلمية بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال، رغم الموقف الإسرائيلي الثابت برفض هذه المبادرة جملة وتفصيلا، حتى بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو إلى المنطقة، ولقائه برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو اليوم الأحد، في محاولة لتقريب وجهات النظر والمواقف.

وخلال اللقاء كرر نتنياهو التأكيد على رفض المبادرة وأي مبادرة أخرى قد تضع شروطا مقابل إطلاق المفاوضات، معتبرا أن المبادرة الفرنسية تمثل بوابة هروب للفلسطينيين، ليخرج الوزير إيرو ويجدد التأكيد مرة أخرى على عقد المؤتمر الدولي للسلام رغم الموقف الإسرائيلي، وفقا لما نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

ويطرح الإصرار الفرنسي مقابل التعنت الإسرائيلي تساؤلات عن جدوى المضي قدما في هذا المشروع، وعن الموقف الأفضل من طرف السلطة الفلسطينية في ظل الرفض الإسرائيلي لهذه المبادرة.

ويقول المحلل السياسي خليل شاهين إن الحديث يدور الآن عن اجتماع تحضره 20 دولة بدون السلطة الفلسطينية و"إسرائيل"، الأمر الذي ترى فيه فرنسا فرصةً لإتاحة مجالٍ أوسع للدول المشاركة للبحث في الإطار المطلوب من أجل الوصول إلى مؤتمر دولي وتشكيل لجنة دعم ومواكبة دولية.

ويرى شاهين أن "إسرائيل" ترفض هذا الحل لأنها تعارض أي إطار غير الإطار الثنائي للمفاوضات، "لأنها تريد تشكيل الملعب الذي تريده هي، وهذا بمثابة حكم بالإعدام على المبادرة"، مضيفًا أن الجانب الفلسطيني يبدو مندفعًا تجاه المبادرة على الرغم من أن عقد اجتماع وزاري في غيابه قد يفضي إلى عملية سياسية مجحفة بحق الفلسطينيين وتمس بحقوقهم الأساسية.

وكشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية اليوم عن اتصالات تجريها فرنسا منذ أسابيع مع الولايات المتحدة وروسيا لضمان مشاركتهما في الاجتماع المقرر آخر الشهر الجاري، إلا أنها لم تتلق حتى الآن أي رد من الجانبين.

ويعلق شاهين بأن الولايات المتحدة تربط حضورها بتعديل الأفكار الفرنسية لتتوافق أكثر مع الرؤية الإسرائيلية"، لكنه يرى بأن الولايات المتحدة وحتى روسيا قد تشاركان في المؤتمر، لكن المشكلة الحقيقية تكمن فيما سينتج عن الاجتماع الوزاري الذي سيسبق المؤتمر.

أما أستاذ العلوم السياسية عبد الستار قاسم، فيعتبر بأن المبادرة الفرنسية لم تولد أصلًا واستمرار الرفض الإسرائيلي لها يعني أنها تموت وهي جنين، متساءلًا "ما قيمة المؤتمر إذا لم يحضره الطرف المعني؟" في إشارة لـ"إسرائيل".

ويضيف قاسم، "ليس أمام السلطة الفلسطينية سوى القبول بهذه المبادرة، لأنها طرف ضعيف أصلًا"، متابعًا "هذا السبب يدفعنا إلى أن نبحث عن الوسائل التي تجعلنا أكثر قوة".

ويؤكد قاسم أن فرنسا أضعف من أن تفرض ضغوطًا على "إسرائيل"، وأن الولايات المتحدة لا تسمح لأي طرف بـأن يفرض حلولًا في هذه القضية، مضيفًا "حتى لو أنتجت المبادرة الفرنسية وضعًا يتناغم مع رغبة إسرائيل، فإن الولايات المتحدة لن تسمح لفرنسا بأن تلعب دورًا رئيسيًا في هذه القضية".

وتقوم الفكرة بالأساس على عقد مؤتمر دولي تُطلق من خلاله عملية التسوية السلمية برعاية دولية، وهو ما يجعل السلطة الفلسطينية متشجعة لهذه المبادرة حسب الخبراء، كونها ستنهي التفرد الأمريكي في رعايته للمفاوضات بتحيز كامل لدولة الاحتلال.