شبكة قدس الإخبارية

فلسطينيون حبسهم معبر رفح في مصر.. أيام سوداء ومستقبل مجهول

حنين حمدونة

غزة – خاص قُدس الإخبارية: "أعد العالقين أيها الرئيس".. هذا ما يررده فلسطينيون تقطعت بهم السبل فوجدوا أنفسهم سجناء ظروف صعبة، لاهم في وطنهم ولا هم في المنفى، بعد أن غادروا قطاع غزة منذ أشهر أو أسابيع جريا وراء علاج غير متوفر بالقطاع، لتغلق في غيابهم بوابة المعبر ويبقوا منفيين في الخارج، لا يجدون سبيلا سوى إطلاق المناشدات لحل قصتهم، دون أن يجدوا حتى وعودا بحل مشكلتهم.

رمزي أبو شوارب سافر إلى مصر لإجراء عملية جراحية  لابنته ريماس (6 سنوات) بعد أن كانت تعاني من ضيق في المريء يجعلها تواجه صعوبة في البلع. ولتجنب مشاق السفر وتكاليفه أجرت العائلة عملية جراحة لـ"فم المعدة" لطفلتها في قطاع غزة، إلا أن الأطباء قيموها بأنها "عملية فاشلة"، ليكون السفر للعلاج في الخارج هو الطريق الأخير.

يقول أبو شوارب، إن رحلة العلاج تجاوزت أسبوعين بعد تدهور الوضع الصحي لطفلته، مبينا أن الأسبوعين امتدا لتستغرق رحلة العودة وقتا أطول من فترة العلاج وإجراء العملية، حيث احتجز الأب مع طفلته في مصر بسبب إغلاق معبر رفح، فاضطر لاستئجار منزل لفترة قصيرة بعد أن عجز عن دفع أجرة المنزل بسبب ثمنها الباهظ.

ويضيف، أنه التجأ لمنزل صديق له ليصل به الأمر إلى الإفلاس الكامل بعد دفع جميع ما بحوزته، هذا عدا عن عجزه عن شراء أدوية تحتاجها طفلته لا توجد بغزة ولا يستطيع دفع ثمنها بمصر، موضحا أنه تواصل مع السفارة الفلسطينية بمصر لترد عليه بأن فتح المعبر وإغلاقه قرار سياسي، وأنها لا تستطيع التأثير على صناع القرار بمصر لإعادة العالقين.

ويتابع أبو شوارب، "كل ما نريده هو القليل من التعامل بكرامة لتحفظ لنا أحلامنا وحقوقنا، يكفينا  كل ما نعيشه من عذاب  فنحن نكابد الأمرين للسفر ونعاني ألف عذاب لنعود".

وفتحت السلطات المصرية منتصف شهر شباط الماضي معبر رفح لثلاثة أيام ثم أعادت إغلاقه مجددا لأجل غير مسمى. وخلال هذه الفترة دخل 595 فلسطينيا عالقا في الجانب المصري، لكن هذا لم ينهِ مشكلة العالقين؛ كما أن كثيرا ممن سافروا خلال الأيام الثلاثة أصبحوا بحاجة للعودة، هذا إضافة لمن كانوا قد سافروا في وقت سابق وانتهت رحلاتهم "العلاجية غالبا" بعد منتصف شباط.

ويتساءل العالقون إن كانت مصر قد أغلقت المعبر مانعة دخول أبناء قطاع غزة إلى أراضيها لأسباب أمنية كما تقول، فلماذا تمنع العالقين في مصر من العودة للقطاع إذن؟!. فقصة أبو شوارب وطفلته التي خرجت للعلاج وعلقت في المنفى؛ ليست الحكاية الوحيدة، فمثلها السيدة فوزية محمد الغفاري التي غادرت منتصف الشهر الماضي ووجدت نفسها سجينة في شقة لا تملك ثمن إيجارها.

وتقول فوزية إنها غادرت غزة لتلقي جرعة "يود مشع" في سياق علاجها من مرض مزمن، تاركة أطفالها خلفها في القطاع المحاصر على أمل العودة إليهم قريبا؛ لكن هذه الـ"قريبا" لم تأتِ بعد!، ففوزية علقت في مصر واضطرت لاستئجار شقة حتى انتهاء نقودها لتبقى حبيسة مستقبل لا تستطيع توقع معالمه، لكنها لا تراه إلا سيئا.

وناشدت الغفاري الرئيسين الفلسطيني والمصري النظر بعين الرأفة لحال الفلسطينيين الذين ينتظرون العودة لأسرهم بغزة ، "فهم يعانون الفقر ويمضون فترة طويلة عالقين في القاهرة أو العريش  ينتظرون  إعادة فتح المعبر" . وقالت، "نرجو من الرئيس عبد الفتاح السيسي عدم ربط معبر رفح بالمصالحة أو الأوضاع الأمنية بسيناء، فنحن هنا نكابد الأمرين برفقة آلاف الفلسطينيين الذين لا يجدون ما يأكلونه.. افتحوا المعبر لنعود لأسرنا".