شبكة قدس الإخبارية

انتخابات الجامعة الإسلامية .. غياب بعض الكتل البارزة أضعف المشاركة

مصطفى البنا

غزة - قدس الإخبارية: على بعد ثلاث سنواتٍ من آخر حدثٍ انتخابي شهدته الجامعة الإسلامية بغزة عام 2013، انطلقت اليوم الأربعاء العملية الانتخابية لاختيار أعضاء مجلس الطلاب في الجامعة، في ظل احتقانٍ سياسي وأوضاع صعبة تلقي بظلالها على مجريات الأمور داخل باحات الجامعة وخارجها.

ففي حين تشارك في السباق الانتخابي الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة حماس وكتلة الوفاء التابعة لحركة الأحرار المقربة منها، وأخيرتين من المستقلين، فقد غاب عن المشهد العديد من الكتل ذات الحضور الطلابي القوي كالشبيبة الفتحاوية والرابطة الإسلامية التابعة لحركة الجهاد الإسلامي وكتل اليسار الممثلة بجبهة العمل الطلابي وكتلة الوحدة، ما يحرم العملية الانتخابية من المنافسة التي تفرز نتيجة حسمٍ قويةً ومعتبرة.

أزمة نظام الاقتراع

ممثل جبهة العمل التقدمي في الجامعة الإسلامية غسان العيماوي، أوضح أن امتناع كتلته عن المشاركة جاء بسبب إصرار إدارة الجامعة على إجراء الانتخابات بنظام الأكثرية الذي لا يحقق التعددية السياسية والنقابية، ولا تعمل على إفراز جسم طلابي يمثل الجميع ويكون قادرًا على الدفاع عن حقوقهم والتصدي لأي قرارات تصدرها الجامعة تمس مصلحة الطلاب.

ولم يختلف موقف الرابطة الإسلامية حيث قال العضو عبادة الفرا لـ"قدس الإخبارية": إن "الأطر اتفقت جميعها على المشاركة بناءً على المبادرة التي قدمتها الكتلة الإسلامية لإقامة الانتخابات وفقًا لنظام التمثيل النسبي إلا أنهم عزفوا عن المشاركة، بعدما فوجئوا بسحب الكتلة لمبادرتها قبل أيام من حل الجمعية العمومية والدعوة للانتخابات".

اتهامات متبادلة

الكتلة الإسلامية نفت على لسان مرشحها لرئاسة المجلس محمد جندية الاتهامات بسحب المبادرة، مؤكدةً أنها لا ترفض "النسبية" في الانتخابات لكن بما يضمن مشاركة الجميع، وتطبيق هذا النظام في الجامعات كافة وليس الجامعة الإسلامية فقط

وأضاف جندية لـ"قدس الإخبارية"، "كنا أول من قدّم مبادرة لإجراء الانتخابات بنظام التمثيل النسبي إلى سكرتاريا الأطر الطلابية في الجامعة، إلا أن العديد من الأطر الطلابية وعلى رأسها الشبيبة الفتحاوية رفضت تطبيق المبادرة بتفاصيلها"، وصرّح بأن المجلس مستعدٌ لتقديم استقالته فورًا والدعوة لانتخابات مبكرة في حين توافقت الأطر على إجراء الانتخابات بالتمثيل النسبي وفقًا للمبادرة.

وردت عضو الهيئة القيادية العليا لحركة فتح نهى البحيصي في اتصال مع "قدس الإخبارية"، على اتهام الكتلة الإسلامية لهم بإفشال المبادرة، بالقول: "إن الشبيبة شاركت في انتخابات الجامعات كافة، خاصة الضفة الغربية والتي أجريت بالتمثيل النسبي أيضًا، تضيف أن التخوف ليس من مشاركتنا بل مما طالبنا به من أجل إتمام هذه العملية الانتخابية وترسيخ قواعد العمل ضمن حرية تكفل الحقوق للجميع.

أكدت بأن امتناع الشبيبة عن خوض الانتخابات جاء بعد عدم موافقة الجامعة على شروطها المتمثلة في منح الحرية الكاملة للعمل الطلابي وإجراء الانتخابات بالتمثيل النسبي إضافةً إلى توفير أماكن لممارسة الديموقراطي داخل الجامعة.

تشكيك في التمديد

وشهدت عملية الاقتراع تمديدًا من الساعة الثالثة -الموعد الافتراضي لإنهاء الاقتراع- حتى الساعة الرابعة والنصف، سبب حالةً من الإرباك لدى بقية القوائم المشاركة، حيث عبرت كتلة الشموع عن استيائها من التمديد مؤكدةً أن الكتلة الإسلامية هي من تقدمت بالطلب من أجل استقدام المزيد من أنصارها الطلاب للاقتراع.

وقال أحد ممثلي "الشموع" محمد التتري في تصريح لـ"قدس الإخبارية"، "إن مشاركتهم كانت من أجل إثبات أن العملية الانتخابية "مجرد مسرحية" لا يفوز فيها سوى فريق بعينه". وأضاف، "لو كان الإقبال كثيفًا لكان التمديد مشروعًا لكن ضعف الإقبال في الساعة الأخيرة يثبت أن التمديد مشكوكٌ في أمره".

الجامعة ترد

من جانبه عرض عميد شؤون الطلبة في الجامعة الإسلامية ماهر الحولي على جميع الأطر الطلابية التوافق على نظام اقتراعٍ معين من أجل تطبيقه والموافقة عليه من قبل الجامعة، داعيًا الأطر كافة إلى التحلي بالمصداقية والجرأة والضغط على مرجعياتهم السياسية كي تصل إلى قرار موحد بهذا الخصوص.

وعلى الرغم من تأكيد الحولي بأن نسبة المشاركة "مرضية" وأن هناك إقبالًا على الاقتراع، إلا أن العديد من الطلبة أكدوا بأنهم تلقوا اتصالاتٍ تحثهم على التصويت خلال الساعات الأخيرة بسبب انخفاض نسبة المشاركة، التي بلغت حسب الإحصائيات الأولية 48% فقط من إجمالي الطلاب الذين يحق لهم التصويت والبالغ عددهم 5632 طالب.