الخليل- قُدس الإخبارية: الحادية عشر والنصف مساء السادس من آذار الحالي، اقتحم أفراد أجهزة الأمن منزل طالبة الماجستير بجامعة الخليل آلاء المناصرة (25عامًا) وفتشوه، وركزوا على كل الأغراض الخاصة فيه.
"غرفة آلاء ومكتبتها ومحتويات مكتبها وكتبها، إضافة إلى جهازها المحمول والحاسوب الشخصي"، جميعهن تعرضن للتفتيش قبل أن تتم مصادرة هاتفها وحاسوبها ويخرج أفراد الجهاز مع التأكيد على استدعاء والدها في اليوم التالي.
ألاء مناصرة، طالبة الدراسات العليا في التاريخ، قالت إن عملية الاقتحام والتفتيش كانت تتزامن مع اقتحامات مماثلة لطالبات أُخريات بجامعة الخليل أيضًا، تم تفتيش بيوتهم في الوقت ذاته، وهن 6 طالبات زميلات في الكتلة الإسلامية بالجامعة، بينما لم يكن ما جرى لاحقًا مع آلاء مطابقًا لما جرى معهن.
وأضافت مناصرة لـ قُدس الإخبارية، "في اليوم التالي "السابع من آذار" اتصلوا بوالدي طالبين منه الحضور إلى مخابرات يطا ثم ما لبثوا أن عاودوا الاتصال قائلين: لا تأتِ وحدك، احضر ابنتك آلاء معك، لا تأتِ دونها".
"عندما وصلنا المخابرات منعوا والدي من الدخول وتم استدعائي وحدي، رفض في البداية تركي اذهب لهم وحدي لكنهم أخضعوه، حتى بقي ينتظرني في الخارج من الساعة الثانية عشر ظهرًا وحتى السادسة والنصف مساءً، بواقع 7 ساعات تقريبًا كنت أخضع خلالها للتحقيق"، قالت مناصرة.
ووصفت الساعات السبع بأنها قاتلة، وقالت، "لم أتحرك من مكاني أبدًا ولم يسمحوا لي بالحركة أو الخروج كما منعوني من الصلاة، كنت أجلس خلالها على جلسة واحدة وهيئة واحدة، يحقق معي ثلاثة أفراد من بينهم امرأة".
وبينت آلاء، أن المحققين وجهوا لها اتهامات لا أساس لها من الصحة، وتلفيقات ودعاوى مضللة وتهديد تضمنه التحقيق طيلة فترته، مضيفة، أن الأسئلة لا تحتمل الإجابة بالاعتراف أو عدمه، بينما كانت في فحواها "لدينا صور وأدلة وفيديوهات على كذا وكذا من هم شركائك وما هي أسماء الداعمين؟".
ولفتت إلى أن الاتهامات التي واجهتها كانت تتعلق بانتمائها للكتلة الإسلامية في الجامعة والقيام بنشاطات لصالح الكتلة وتمويلها والتواصل مع جهات بغزة، "بناء على أدلة واهية ومزعومة"، حسب تعبيرها، مضيفة، "كانوا يقولون: تأخر الوقت وحلّ المساء ولم تعودي لأهلك، اعترفي واخلصي".
ويوم أمس الخميس؛ انتقلت المواجهة من غرف التحقيق إلى غيرها، حيث أصدرت الكتلة الإسلامية بيانًا يستنكر احتجاز طالبات الكتلة ومضايقتهن من قبل أجهزة السلطة ومن بينهن آلاء، فيما اعتبرت الشبيبة أن بيان الكتلة سيتسبب باعتقالهن لدى الاحتلال ويهدف إلى جلب التضامن معهن فقط.
وحسب مناصرة، فإن الأسبوعين الأخيرين شهدا تحركات غريبة في ساحة الجامعة ووجوه غير مألوفة لاحظها الطلبة، كان التخوّف من كونهم "مناديب" للأجهزة، مبينة أن أحد من رأتهم في الجامعة يراقب تحركات الطالبات كان أحد المحققين بالأجهزة الأمنية.
وتشير آلاء إلى أن ما جرى لم يسبب لها الخوف، بل دفعها للتوجه إلى منظمات حقوقية وهيئات أهلية لتقديم شكاوى، في حين أنكرت أجهزة الأمن احتجازها واستدعاءها كما نفوا معرفتهم باسمها.