القدس المحتلة – قُدس الإخبارية: لم تمض 24 ساعة على صرخته لإنقاذ الأسير الصحفي محمد القيق، حتى نفذ محمد ابن القدس في مدينته المحتلة دعوته بنفسه لكن على طريقته، أو طريقة الانتفاضة الثالثة!
محمد أبو خلف (20 عاما) من كفر عقب شمال القدس، أقدم عند التاسعة من صباح اليوم الجمعة على طعن جنديين في منطقة باب العامود، معززا بذلك التسمية الفلسطينية الجديدة للمنطقة بـ"باب الشهداء"، حيث أصيب الجنديان وهما من قوات ما تسمى "حرس الحدود" بجروح في الأطراف، ونقلا إلى مستشفى "شعاري تصيدق" لتلقي العلاج.
محمد نشر على حسابه الشخصي عبر فيسبوك عند التاسعة وثلاث دقائق من صباح الخميس، صورة للأسير القيق المضرب عن الطعام منذ 86 يوما، كُتب عليها #أنقذوا_القيق وتركها دون تعليق، ربما كان السبب في امتناعه عن التعليق حينها أنه كان قد قرر التعليق بدمه في الوقت الذي يحدده هو.
وتحدث الصحفي إلياس كرام عن شهادته على عملية الطعن في باب العامود قائلا، إن جنود الاحتلال أطلقوا أكثر من 50 رصاصة على الشهيد بشكل عشوائي بهدف قتله، حيث كان يصور تقريرا صحفيا في تلك اللحظة.
وقبل ثلاثة أيام من ارتقائه، نشر تصميما "دون تعليق أيضا" تضمنت دعاءً بحسن الخاتمة، وقبل ذلك تصميما آخر جاء فيه: "أجمل ثلاث نساء في العالم، أمي وظلها وانعكاس مرآتها"، معلقا بالدعاء لأمه "تاج رأسه" كما وصفها.
وبالتجول قليلا في حساب محمد الشخصي على فيسبوك، ستصل إلى عدد كبير من المنشورات التي حملت تهاني من أصدقاء محمد له بعيد ميلاده الـ 20، فهو مولود بتاريخ 29/كانون ثاني/1996 كما كتب في المعلومات الشخصية بحسابه الشخصي، لكن وبعد أقل من ثلاثة أسابيع فقط على ارتقائه، تحولت التهاني بعيد الميلاد إلى تهاني بالشهادة، تجدها في صدارة حسابه الشخصي حين تدخله، وذلك بعد ارتقائه في منطقة باب العامود.
وباب العامود هو الباب التاريخي الرئيسي للقدس القديمة، وقد شهد ارتقاء أكثر من 10 شهداء خلال الانتفاضة الحالية، وتنفيذ 11 عملية فدائية بالطعن وإطلاق النار، ما جعل الاحتلال ينظر له بعين الرعب ويسميه "باب الإرهاب".
تجدر الإشارة إلى أن إطلاق الرصاص عشوائيا من قبل الجنود أدى لإصابة فتاة فلسطينية كانت تمر من المنطقة بشظايا الرصاص في قدمها، وقد نقلت لتلقي العلاج ولم تعرف هويتها بعد.