الضفة المحتلة - قدس الإخبارية: وجه الدكتور ناصر الدين الشاعر، نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم العالي الأسبق، خطابا مفتوحا لمن يهمه أمر المعلمين والمسيرة التعليمية، بخصوص حراك المعلمين، داعيا إلى معالجة الأمر بكل إخلاص وموضوعية وحرص على الوطن وأهله.
ودعا الشاعر إلى الاعتراف بحق المعلمين وغيرهم بالتعبير عن مطالبهم بالطرق السلمية, وهي القضية التي كفلها القانون ولا يجوز المساس بها أو الانتقاص منها.
كما دعا إلى عدم المساس بالمعلمين على خلفية مطالبتهم بحقوقهم، وضرورة التأكيد على حرمة اعتقالهم, وضرورة الإفراج عمن جرى اعتقاله منهم، وهو الذي طالبت به مؤسساتنا الحقوقية في البلد، وعدم تدخل الأجهزة الأمنية في قضايا مدنية لا تخالف القانون ولا تمس الأمن.
وطالب الشاعر بضرورة معالجة مطالب المعلمين وعدم التهرب منها تحت ذرائع وجود أجندات غير مطلبية للمضربين، قائلا: "من غير اللائق اتهام عشرات آلاف المعلمين بالغباء والانسياق وراء أجندات يضعها بعض المزعومين، ومن المصيبة هنا إصرار البعض على ترويج نظرية المؤامرة بدل البحث عن حل حقيقي للمشاكل المعروضة.
وأضاف "حتى لو افترضنا وجود مؤامرة, فلماذا لا نحل المشاكل التي يريد هؤلاء المتآمرون المزعومون استغلالها؟".
وانتقد الشاعر محاولات شق صفوف المعلمين وتشكيكهم ببعضهم لتحقيق الانتصار عليهم وعدم تلبية مطالبهم، وقال: "لما كان المعلمون مجتمعين على قضاياهم المطلبية, ولا يرفعون راية حزبية على الاطلاق، فلماذا لا نستثمر ذلك التوافق لجهة إحداث مصالحة ميدانية واقعية يقودها المعلمون وتنتقل لغيرهم بعد أن فشلت السياسة بتوحيد الشعب وإنهاء الانقسام؟ أليست المدرسة هي الحضن الذي نلقي فيه أبناءنا وبناتنا ونستأمن عليهم المعلمين والمعلمات؟، فلماذا لا يكون المعلمون أملنا في استعادة الوحدة بدلا من تكريس الانقسام فيهم؟".
ودعا إلى الاستماع لمطالب المعلمين ومناقشتها في إطار القانون, و تنفيذ ما تبقى من بنود عالقة من الاتفاقات السابقة, فضلا عن السماح لهم بانتخاب من يمثلهم و يتحدث باسمهم من المعلمين أنفسهم".
وناشد الشاعر جميع الفصائل والقوى الفاعلة بتوفير الحضن الجامع للمعلمين, وعدم الوقوع في فخ الاتهامات والردود, وأن يكون لهم الدور الإيجابي في حل المشكلة بين الحكومة والمعلمين والتقريب بين المطلوب والممكن.
كما وناشد المسؤولين بضرورة الاستماع لمطالب المعلمين ومناقشتها معهم في جوٍ أخويٍ كريمِ يليق بجهودهم ويراعي الظروف الحساسة التي تمر بها القضية، بهدف الوصول إلى حلٍ منصف يحفظ كرامة المعلم ويحمي المسيرة التعليمية ومستقبل أبنائنا، مطالبا بالإفراج الفوري عمن جرى اعتقالهم على خلفية الإضراب.