شبكة قدس الإخبارية

بالفيديو : "المنتفضون الجدد" يعيدون هندسة جيلهم بعيدا عن الفصائل

هيئة التحرير

رام الله – خاص قُدس الإخبارية: ينفجر الشارع الفلسطيني، وينزل أبناء القدس والضفة ثم قطاع غزة إلى الميادين مستخدمين كل الوسائل المتاحة في محاولة تحقيق ما عجزت عنه "القيادات الفلسطينية" طوال عقود مرت، ومن بين أسلحتهم وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة.

الصحفي بفضائية الجزيرة صهيب العصا من بيت لحم، رصد هذه التطورات ميدانيا في فلم أخرجه وحمل عنوان "المنتفضون الجدد"، كان من إنتاج فضائية الجزيرة واستغرق قرابة شهر ونصف من العمل، وهو ما يعتبر وقتا قياسيا لفريق العمل الذي عمل بذكاء وبتوجيهات من المخرج المقيم في العاصمة القطرية الدوحة لارتباطه بعمله هناك.

ويرافق الفلم عددا من الشبان الفلسطينيين الذين يشاركون في الانتفاضة بالضفة والقدس، ليتحدثوا عن وسائلهم ومعاناتهم ومواقفهم من الفصائل الفلسطينية ورؤيتهم للأحداث، وقد كان من بين من رافقهم الفلم مرابطة أبعدت عن المسجد الأقصى، وناشطا وناشطة في المواجهات، والزميل في شبكة قدس الإخبارية إياد الرفاعي متحدثا عن دور وسائل التواصل الاجتماعي.

كما رصد الفلم مشاهد حصرية من مراحل إعداد منجنيق يستخدم في رجم قوات الاحتلال بالحجارة خلال المواجهات، واستضاف مجموعة من المحللين للحديث عن كل فكرة واستعراض وجهات النظر المختلفة حولها.

ويقول الصحفي صهيب العصا لـ قُدس الإخبارية، إن الصعوبة الأكبر خلال إخراج هذا العمل تمثلت في الوصول الى شباب فاعلين في المواجهة  يوافقون على التصوير، خاصة أن الفلم يقتضي مرافقة المتحدث في ميدان نشاطه وليس إجراء مقابلات وحسب.

ويوضح العصا، أن الفلم جاء كمحاولة لفهم حالة الجيل الفلسطيني الحالي الذي يتصدر المواجهة مع الاحتلال، في ظل غياب فعلي لفصائل المقاومة في الضفة الغربية وموقف السلطة الفلسطينية المعروف من هذه المواجهة، مشيرا إلى أن العمل مع الشبان والاقتراب منهم أظهر انفصالهم – نسبيا – عن أي قرار نتظيمي وإن كانوا مرتبطين عاطفيا أو فكريا ببعض الفصائل.

ويتناول الفلم الذي استغرق 26 دقيقة وعرض على فضائية الجزيرة الأحد (14/شباط)، قصة الشهيد بهاء عليان منفذ عملية الطعن وإطلاق النار التي وقعت داخل حافلة مستوطنين في القدس، وشاركه فيها الأسير بلال أبو غانم، حيث يشير الفلم إلى شخصية بهاء الناشط والمثقف، التي جعلت منه بعد استشهاده نموذجا للشباب المشارك في الانتفاضة.

ويضيف العصا، أن الفلم أثبت فشل محاولات الهندسة الاجتماعية التي مورست على الجيل الذي كبر في ظل الانقسام وبعد انتهاء انتفاضة الأقصى، كما أظهر عجز الفصائل عن قيادة المرحلة، وحاول من خلال المحللين الذين استضافهم تفسير هذا العجز.

وتعقيبا على الفلم، يقول الناقد السينمائي بشار ابراهيم في مقال بصحيفة "الحياة اللندنية"، إن الفلم نجح من خلال معايشة حيوية تنتقل مع "المنتفضين الجدد" بكاميرا محمولة رشيقة، وتقتطف تصريحات وشهادات مقتضبة ذكية، تعزّزها مداخلات واعية لاثنين من الشباب الأكبر سناً وأكثر نضجاً (أستاذ جامعي، وصحافي)، تضع الأمور في نصابها، والمسارات في سياقها.

تجدر الإشارة إلى أن الفلم حقق مشاهدات زادت عن 4100 مشاهدة عبر موقع يوتيوب وخلال يومين فقط، فيما قاربت مشاهدات الإعلان عن الفلم من 200 ألف مشاهدة، إضافة للتفاعل الكبير معه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.