شبكة قدس الإخبارية

تواصل إضراب القيق يزيد حدة أعمال مقاومة الاحتلال

هيئة التحرير

الضفة – قُدس الإخبارية: شهدت الضفة في الأيام الأخيرة تصعيدا في أعمال مقاومة جيش الاحتلال والمستوطنين، تزامنا مع استمرار إضراب الأسير الصحفي محمد القيق وتجاوزه الـ 80 يوما.

فخلال 24 ساعة أعقبت الإعلان عن تدهور حاد في صحة القيق، قتلت قوات الاحتلال ثلاثة فتية وفتاة وتحدثت أن ذلك جاء على خلفية عمليات طعن وإطلاق نار، وكان أولها محاولة الشهيدة كلزار العويوي من الخليل تنفيذ عملية طعن قرب المسجد الإبراهيمي، قبل أن يتم قتلها.

ولم يمض سوى نصف يوم، حتى قتلت قوات الاحتلال الفتيين نهاد وفؤاد واكد من قرية العرقة غرب جنين، بعد أن أعلنت أن تصفيتهما تمت إثر اشتباك مسلح وقع مع أحدهما حيث كان يحمل سلاحا من نوع "أم 16"، مبينة أن الآخر كان يحمل سكينا.

وبالبحث عن الشهيد، تبين أنه نشر قبل ارتقائه بيومين تصميما حمل صورة للرسم الكاريكاتوري الشهير حنظلة حاملا بندقية، وكتب إلى جواره: "هذه طفولتي خذوها مني هدية.. فقط أعطوني بندقية".

10428646_1090172484392985_7731247359931907296_n

وبعد أقل من ساعتين على الاشتباك وارتقاء الشهيدين في جنين، قتلت قوات الاحتلال فتى عند حاجز عسكري قرب بيت لحم، وأوضحت أن القتل جاء لإفشال عملية طعن حاول الشاب تنفيذها على الحاجز.

وقبل أن يحل الظلام، أطلق جنود الاحتلال الرصاص على الشابة ياسمين رشاد الزرو قرب المسجد الإبراهيمي في الخليل، ثم نكلت بها قبل أن تنقلها لتلقي العلاج، ونشرت صورة لسكين قالت إنها كانت تحملها معها وتنوي تنفيذ عملية بها.

ثم جاء منتصف الليل، وقبل أن تدق الساعة  معلنة نهاية هذا اليوم كانت القدس على موعد مع عملية نوعية أخرى، الحدث إطلاق نار في باب العامود، وهو ما يعد بحد ذاته مميزا عن كل ما سبق، ويضاف إلى ذلك أن العملية كانت مزدوجة.

وهرعت العشرات من سيارات الإسعاف والشرطة وطواقم الإسعاف إلى المنطقة، وتم إغلاقها بالكامل وإجراء تشديدات عسكرية، في الوقت الذي تحدث فيه الاحتلال عن عدم سقوط مصابين في صفوفه، بينما ارتقى الشهيدان بشرف.

هذا التصعيد جاء في الوقت الذي تعالت فيه الأصوات مطالبة بحراك سريع وعلى أوسع نطاق انتصارا للقيق وتضامنا معه؛ بعد ظهور علامات لإصابته بجلطة قلبية وتوقفه عن الحركة والنطق، ما استدعى استنفارا في صفوف الأطباء بمستشفى العفولة الإسرائيلي حيث يرقد.

لكن الاستجابة لهذه الدعوات لم تكن فردية وحسب، بل جماعية تمثلت في تصعيد المواجهات في مختلف المناطق، بل وتجدد عمليات رشق حافلات ومركبات للمستوطنين ودوريات لجيش الاحتلال بالزجاج الحارق على المفارق والشوارع الاستيطانية، حسب ما تحدث عنه الإعلام الإسرائيلي في الأيام الماضية.

وشهدت الجمعة الماضية يوما ساخنا استجابة لدعوات النفير تضامنا مع القيق، فجاءت المواجهات على أشدها في كفر قدوم بقلقيلية ونعلين وبلعين وقرب سجن "عوفر" برام الله، وعند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم وفي بلدة الخضر جنوبا.

وكسرت المسيرات التي وصلت لنقاط التماس مع جيش الاحتلال في المناطق المذكورة حالة اقتصار المسيرات التضامنية مع القيق عند حواجز المدن، واستمرت المواجهات على أشدها لساعات وأصيب على إثرها العشرات بالرصاص الحي والاسفنجي والمطاطي، بعضهم وصفت إصاباتهم بأنها خطيرة.

لكن وبالعودة إلى الوراء قليلا، وقبل يومين فقط من انطلاق النداء الأخير لإنقاذ القيق في الشوارع وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، استبق شاب الجميع بإطلاق ندائه التضامني لكن بشكل عملي، عندما أقدم على طعن مستوطن قرب مستوطنة مقامة على أراضي بيت لحم.

الشاب نجح في الانسحاب من موقع العملية بسلام، وترجح الأجهزة العسكرية الإسرائيلية أنه توجه إلى بلدة نحالين المجاورة، ومنذ ذلك اليوم (الثلاثاء – 9/2) تحاصر قوات الاحتلال بلدة نحالين بحثا عنه.

وفي نحالين "فرطت المسبحة" كما يقولون، فالبحث عن شاب نفذ عملية طعن تطور إلى بحث عن عشرات الشبان الذين ينفذون هجمات كر وفر على قوات الاحتلال المتمركزة في المنطقة، آخر هذه الهجمات كانت كمينا بالزجاج الحارق نفذ اليوم على قوة من المشاة في شارع الشهداء وسط البلدة، حيث أكد نشطاء أنهم شاهدوا النيران تشتعل في أجساد عدد من الجنود.

وتزامنا مع ذلك تتواصل الوقفات التضامنية مع الأسير القيق أمام مستشفى العفولة؛ رغم مضايقات قوات الاحتلال على كل المتضامنين، كما يتواصل توافد المتضامنين إلى المستشفى من أطفال ونساء وأمهات شهداء ونشطاء وقيادات من الداخل المحتل.

وإلى جانب ذلك كله يواصل القيق تمسكه بإضرابه المفتوح عن الطعام، ورفضه تناول المدعمات والخضوع لأي علاج، مطالبا بإنهاء اعتقاله الإداري والإفراج عنه فورا ودون شروط ليتلقي العلاج في الضفة الغربية.