شبكة قدس الإخبارية

"عمليات فارقة" خلال انتفاضة القدس

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: منذ تصاعد الأحداث في بداية أكتوبر عام 2015 اندلعت سلسلة عمليات فدائية هدمت الأسطورة الأمنية للاحتلال، وبينما لا تخلو وسائل الإعلام من الحديث عن انخفاض معدل العمليات الفدائية مؤخرًا حتى يطل علينا شهيدٌ جديد في عملية تعيد إلى الانتفاضة زخمها القوي.

وفيما يلي سردٌ لأبرز العمليات الفدائية التي وقعت منذ اندلاع انتفاضة القدس والتي اعتُبر بعضها نوعيًا ويمثل مراحل انتقالية هامة ومفصلية خلال هذه الانتفاضة.

عملية ايتمار "الانتقام"

copy-of-%d8%a7%d9%8a%d8%aa%d9%85%d8%a7%d8%b1

في الأول من أكتوبر نُفذت عملية فدائية "انتقامًا لحرق الشهيد الطفل علي دوابشة" وفقًا لما سربته مخابرات الاحتلال عقب تحقيقات مع خلية المقاومة التي نفذت العملية وأدت لقتل مستوطنين اثنين من مسافة صفر.

فيما عرفت لاحقًا بإسم عملية مستوطنة إيتمار المقامة على أراضي قرية بيت فوريك شرق مدينة نابلس، وقد شكلت هذه العملية نقطة تحول فارقة، حيث أدت إلى تصاعد الأحداث بشكل متسارع وصولًا إلى عملية الشهيد مهند الحلبي بالقدس.

عملية مهند الحلبي

وتعتبر عملية القدس الأولى وشرارة الانطلاق لانتفاضة حقيقية بدأت تظهر ملامحها بشكل أوضح وفقا لمحللين عسكريين، كما اعتبرها آخرون لحظة ميلاد الانتفاضة الحالية، ولكن المتفق عليه أن 3 تشرين أول الماضي، شهد قيام الشهيد مهند الحلبي بتنفيذ عملية الطعن بمدينة القدس المحتلة، أدت إلى مقتل مستوطنين اثنين وجرح آخرين، وبدأ على أثرها فصلًا جديدًا من فصول المقاومة التي دفعت الشارع الفلسطيني للانتفاض بعنفوان جديد لمرحلة لا تشبه ما قبلها.

عملية "كوماندوز السكاكين"

لم تكد تمضي عدة أيام على اندلاع الانتفاضة وإذ بالشاب محمد سعيد علي من مخيم شعفاط بالقدس المحتلة يجلس في مكانه المعتاد في ساحة باب العامود وتقدم نحو جنود من قوات "اليسام" الخاصة التابعة للاحتلال بالقدس، وانقض عليهم بسكينه وتمكن من طعن 3 منهم وأصابهم بجراح خطيرة قبل أن يرتقي شهيدًا.

عملية جبل المكبر

quds01

بعد 10 أيام من تنفيذ عملية الحلبي الأولى بالقدس، أقدم الشهيد بهاء عليان والشاب بلال غانم على اقتحام باص اسرائيلي قرب بلدة جبل المكبر ونفذا عملية مزدوجة بإطلاق نار وطعن، أدت إلى مقتل ثلاثة مستوطنين وجرح نحو 20 مستوطنًا آخرين وصفت جراح بعضهم بالخطيرة وكان للعملية صدى كبير إذ أنها تعتبر اول عملية مزدوجة تنفذ بواسطة أسلحة نارية خلال الانتفاضة الحالية.

عملية دهس علاء أبو جمل

في اليوم ذاته لعملية الباص المزدوجة الذي يوافق الـ13 من تشرين أول، قرر الشاب علاء أبو جمل تنفيذ عملية بطولية مزدوجة، دهس خلالها عددًا من المستوطنين أمام إحدى محطات انتظار الباصات قبل أن يقوم بالإجهاز عليهم بواسطة "سكين" كانت بحوزته ليتمكن من قتل حاخام صهيوني وإصابة 7 آخرين.

عملية بئر السبع الفريدة

copy-of-63

بينما لم تكد قوات الاحتلال تلتقط أنفاسها وهي تحاول وقف مد الانتفاضة وإخمادها حتى فاجأها الشهيد مهند العقبي في 19 تشرين أول الماضي بعملية نوعية نفذها داخل محطة انتظار الباصات بمدينة بئر السبع المحتلة، أدت الى مقتل جندي اسرائيلي وإصابة 34 مستوطنًا آخرون بجروح مختلفة

دفعت هذه العملية الفدائية إلى إثارة جنون حكومة الاحتلال وفرضت تكتما شديدا على تفاصيل العملية، وبعد أن تأكدت حكومة الاحتلال أن منفذها هو الشهيد مهند العقبي أحد أبناء مدينة النقب المحتل وهو الأمر الذي عكس تمددا في رقعة منفذي عمليات انتفاضة القدس وصل إلى الداخل المحتل 1948.

عملية "غوش عتصيون"

في الـ 19 من تشرين الثاني الماضي، أقدم الشاب محمد عبد الباسط حروب على تنفيذ عمليته قرب مستوطنة "غوش عتصيون" حيث فتح النار من رشاش اوتوماتيكي من سيارة متحركة تجاه مجموعة من المستوطنين وجنود الاحتلال، أدت إلى مقتل اثنين من المستوطنين وإصابة 7 آخرون قبل أن تتمكن قوات الاحتلال من إلقاء القبض عليه بعد أن فرغ منه الرصاص، كانت هذه العملية أيضًا تطورًا نوعيًا في الأسلوب والتنفيذ.

عملية نشأت ملحم "مقهى ديزنكوف"

وصولًا إلى تل أبيب هذه المرة، وبعد موجة من عمليات الدهس والطعن في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، جاءت هذه العملية لتنقل الصورة نحو "تل أبيب"، حيث قام الشهيد نشأت ملحم من عارة بالداخل المحتل بتنفيذ عملية إطلاق نار تجاه مجموعة من رواد أحد المقاهي في شارع ديزنكوف وسط مدينة تل أبيب، أدت إلى مقتل مستوطنين اثنين وإصابة 8 آخرون بجراح

تمكن المنفذ من الانسحاب من المكان عقب تنفيذ عمليته ببراعة منقطعة النظير، حيث لم تتمكن أجهزة أمن الاحتلال من العثور على مكانه إلا بعد طول عناء وبحث مستمر، أظهر فشل منظومة أمن الاحتلال وضعف مخابراته، حيث تحولت مدينة تل أبيب إلى مدينة أشباح طيلة أسبوع كامل.

التسلل إلى المستوطنات

الحديث هنا ليس عن عملية واحدة، بل عن منهج جديد تمثل في أربع عمليات متلاحقة فصل بينها أيام فقط، وكانت من خلال اقتحام مستوطنات إسرائيلية وإيقاع قتلى وجرحى.

أول هذه العمليات كانت بتاريخ 17/كانون ثاني الماضي عندما تسلل مقاوم إلى مستوطنة "عتنائيل" وقتل مستوطنة ثم انسحب بهدوء وخفة، وبعد ساعات اعتقلت قوات الاحتلال الفتى مراد ادعيس من يطا وقالت إنه هو منفذ العملية.

وقد تبعت هذه العملية ثلاث عمليات أخرى نفذها أربعة فدائيين هم، عثمان محمد شعلان من قرية هندازة شرق بيت لحم، وكانت في مستوطنة "تقوع"، ثم حسين أبو غوش من مخيم قلنديا وإبراهيم علان من بيت عور التحتا غرب رام الله، ونفذا عمليتهما في مستوطنة "بيت حورون" واستشهدا بعد قتل مستوطن وإصابة آخر، ثم عبادة أبو راس داخل مستوطنة "جفعات زئيف" وقد أصاب مستوطنين.

 عملية VIP

العملية بطابع عسكري هذه المرة، ففي نهاية شهر كانون ثاني الماضي، أقدم أحد عناصر الشرطة الفلسطينية الخاصة الرقيب أول أمجد السكري من قرية جماعين قضاء محافظة نابلس بالتوجه نحو حاجز الـ DCO المخصص لمرور الشخصيات الرسمية وبعد تمكنه من اجتياز أول غرفة للتفتيش أشهر مسدسه الشخصي مطلقًا النار تجاه 3 من جنود الاحتلال وأصابهم بشكل مباشر قبل أن يرتقي شهيدًا برصاص جندي آخر كان يعتلي برج المراقبة.

شكلت هذه العملية مفاجأة لأجهزة أمن الاحتلال من حيث نوعية الهدف ومن حيث نوعية المنفذ إذ تعد المرة الأولى التي يقوم فيها عنصر أمن فلسطيني بتنفيذ عملية فدائية عن سبق إصرار وترصد ضد جنود الاحتلال وعلى حاجز لم يتعرض من قبل لأي عملية إطلاق نار طوال السنوات الماضية. وهو الأمر الذي انعكس في ردة فعل الاحتلال بمحاصرة رام الله.

عملية شهداء قباطية "الفدائيون الثلاثة"

في الثالث من شباط الحالي اتفق ثلاثة شبان هم "الشهيد احمد ابو الرب والشهيد محمد كميل والشهيد احمد زكارنة" من قباطية بجنين، على تنفيذ عملية مزدوجة بالطعن وإطلاق النار تجاه مجموعة من قوات حرس الحدود التابعة للاحتلال المتمركزين في ساحة باب العامود بمدينة القدس المحتلة وقاموا بطعن عدد آخر، وأدت العملية الى مقتل شرطية وإصابة 10 آخرين.

وتعتبر العملية من أهم العمليات التي وقعت منذ اندلاع انتفاضة القدس قبل 4 شهور حيث تمكن المنفذون من اختراق معظم إجراءات الاحتلال الأمنية المشددة بمدينة القدس المحتلة برفقة أسلحة وعبوات متفجرات، وجاءت كردٍ على مُدّعي فشل الانتفاضة وانخمادها والاثبات أن الانتفاضة مستمرة وبعمليات نوعية قادمة.

عملية باص 12

عملية استشهادية نفذها الشهيد عبد الرحمن أبو سرور من بيت لحم بتاريخ 18-4-2016، وهي عبارة عن انفجار حافلتين اسرائيليتين على خط 12 الواصل بين مدينتي القدس والخليل المحتلتين من خلال عبوة ناسفة زرعها الشهيد أبو سرور، وأسفرت العملية عن إصابة 21 اسرائيلياً بينهم اثنين بحالة الخطر، واعتبرت العملية من أهم عمليات الانتفاضة لما شكلته من عودة لتفجير الباصات، ووقوف خلية منظمة للمقاومة خلف العملية.

عملية صلية كارلو عملية إطلاق نار مزدوجة نفذها أبناء العم محمد وخالد مخامرة في “تل أبيب” وقتل فيها 4 إسرائيليين وأصيب 16 آخرين جراح بعضهم بالغة الخطورة، وشكلت العملية صفعةً قوية للاحتلال ومنظوماته الأمنية، واعتبرها المحللون أخطر وأهم عملية خلال الانتفاضة من ناحية التأثير والمكان والتوقيت. عملية "عتنائيل" وتمكنت المقاومة بداية شهر يوليو من عام 2016 من تنفيذ عملية إطلاق نار على سيارة في شارع 60 جنوبي مدينة الخليل، وأدت لمقتل حاخام اسرائيلي، وإصابة ثلاثة آخرين، وعلى إثر العملية تم مطاردة الشهيد محمد الفقيه أحد منفذي العملية، واستشهد بعد شهر خلال اشتباك مسلح في بلدة صوريف بعد صمود أكثر من 7 ساعات.  تجدر الإشارة إلى أن ما ورد أعلاه هو الأبرز من حيث نوعية العمليات ونتائجها وحجم تأثيرها على الاحتلال، لكنها ليست العمليات الوحيدة خلال الانتفاضة التي أسقطت ما يقارب 38 قتيلا في صفوف المستوطنين والجنود حتى الان.