شبكة قدس الإخبارية

الاحتلال يطلب من سياسته وعسكره التزام الصمت حيال أنفاق غزة

هيئة التحرير

ترجمات عبرية – خاص قدس الإخبارية: على الرغم من ازدياد مخاوف المستوطنين من الأنفاق التي تحفرها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة باتجاه المستوطنات المحيطة بالقطاع إلا أن ساسة الاحتلال الإسرائيلي وعسكره غير معنيين بعملية عسكرية لمواجهة تلك الأنفاق التي تعتبر تهديد استراتيجي لنظرية الأمن الإسرائيلي الأمر الذي أثار حفيظة المستوطنين بالمنطقة وبعض المعارضين لحكومة بنيامين نتنياهو الذين اتهموه بالجبن وقلة الحيلة.

الذي جرى خلال الأيام الماضية بحسب المحلل السياسي في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية "عاموس هرئيل" ولا يزال يجري هو مجرد تصعيد كلامي وتبادل للاتهامات بين قيادة الجيش الإسرائيلي وقيادة حماس على خلفية الأنفاق.

وتنقل الصحيفة تصريحات لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية خلال جنازة تشييع شهداء الذراع العسكري لحماس السبعة خلال الأسبوع الماضي والتي قال فيها: "إن حماس تحفر الأنفاق من أجل الاستعداد للمواجهة المستقبلية مع الاحتلال الإسرائيلي، وإن الحفر يهدف إلى الدفاع عن الشعب الفلسطيني وتحرير الأماكن المقدسة".

النية لمهاجمة حماس

ويؤكد الكاتب أنه ليس لقيادة جيس الاحتلال ولا حتى ساسته أية نية لمهاجمة حماس في قطاع غزة، ولا حتى محاولة استغلال تصريحات حماس حول حفر الانفاق بالقرب من الحدود مبررا لإجراء عملية عسكرية جديدة في القطاع، هذه هي الخلاصة التي تبلورت على خلفية المحادثات مع رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، خلال الأيام الماضية.

ويشير "هرئيل" إلى تصريحات رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" التي قال فيها إنه "إذا تمت مهاجمتنا من الأنفاق في قطاع غزة فإننا سنرد بقوة شديدة ضد حماس، قوة أكبر من التي استخدمت في العملية الأخيرة على غزة عام 2014".

الذي اضطر نتنياهو لقول مثل هذه الأقوال بحسب "هريئيل" هو حاجته لتوجيه رسالة مزدوجة واحدة موجهة للمستوطنين الذين يبكون ويرتعدون خوفا من أصوات يسمعونها كل ليلة من غرف نومهم ظنا منهم أنها أصوات حفر الأنفاق التي ستخطفهم من بين أسرهم بلمح البصر يوما ما وعلى حين غفلة من الجيش، ورسالة لمنتقديه في المعارضة بالذات من اليسار وحزب المعسكر الصهيوني وهناك مستقبل، الذين طالبوا بشن عملية استباقية ضد أنفاق المقاومة بغزة قبل فوات الأوان حسب رأيهم وعدم انتظار ضربة من حماس عبر تلك الأنفاق.

ويؤكد "هرئيل" في مقالته على أن الأجهزة الأمنية والاستخبارية توصي بالتهدئة في الوقت الحالي، مشيرين إلى أنه يوجد جهود كبيرة يبذلونها للكشف عن الأنفاق الهجومية التي تدخل إلى العمق الإسرائيلي بحسب زعمهم.

في الأجهزة الأمنية يقولون "إن إسرائيل ليست معنية بمواجهة عسكرية أخرى ضد حماس وأنها ستضطر للعمل فقط إذا كانت محاولة للتعدي عليها، وليس هذا فحسب، بل يتعدى الأمر بالأجهزة الأمنية للطلب من المسؤولين العسكريين والسياسيين للامتناع عن الإدلاء بالتصريحات التي تطالب الجيش بالمبادرة لضرب حماس والتي بحسب الكاتب من شأنها أن تُظهر لحماس عن طريق الخطأ، أن "إسرائيل" تبحث عن المبرر لفتح النار ضدها في جولة عسكرية جديدة.

وبحسب الكتاب ومحللين إسرائيليين آخرين أن أجهزة الأمن تحاول على صعيد آخر الترويج لمشروع الحل التكنولوجي الذي اعترف ممثل وزارة الجيش في نقاش لجنة الانتقاد السياسي أن تحقيقه يحتاج إلى مزيد من الوقت، في محاولة منها لكسب المزيد من ذلك الوقت، مبررة ذلك باستمرار النقاشات لخفض الميزانية المرصودة للمشروع الذي تقول وزارة الجيش إنه سيكلف 2.8 مليار شيكل، وهو بند غير موجود في ميزانية الأمن للسنوات القادمة.

لغز أصوات الحفر

وتنقل الصحيفة عن قادة في جيش الاحتلال قولهم: "إن أحاديث سكان غلاف غزة حول سماع الاصوات التي تثير القلق من الحفر يتم فحصها بشكل معمق".

قادة اجهزة أمن الاحتلال ومن أجل كسب المزيد من الوقت تقول إن قسم من ادعاءات المستوطنين بسماعهم أصواتا للحفر بمحيط منازلهم نابع من الأجواء الصعبة في تلك المناطق في أعقاب الحرب.

وتشير تلك الأجهزة إلى أنها عقدت اجتماعا الأسبوع الفائت بحضور ممثلين عن جيش الاحتلال وأعضاء من لجنة الخارجية والأمن في كنيست الاحتلال مع رؤساء المجالس المحلية في التجمعات الاستيطانية المحاذية لقطاع غزة بهدف تبديد مخاوف المستوطنين الذين يقولون إنهم يسمعون ضجة متواصلة خلال الليل ناجمة بحسب زعمهم عن الأدوات التي يستخدمها رجال حماس في حفر الأنفاق.

وتقول إذاعة جيش الاحتلال أن جهازي الشاباك والاستخبارات العسكرية "أمان" أجروا فحصا لتلك الأصوات التي يشتكي منها المستوطنون ليضعوا بين أيدي المستوطنين تفسيرا يقولون إنه منطقي بأن تلك الأصوات ناجمة عن مولدات الكهرباء التي يعتمد عليها أهالي غزة في الحصول على الكهرباء بسب الانقطاع المستمر للتيار في القطاع.

هجوم مفاجئ لحماس

الكتاب والمحلل السياسي بصحيفة "يديعوت احرونوت" كان له رأي مغاير لتبرير الشاباك وأمان حيث يقول في مقالة نشرتها الصحيفة "إن سكان غلاف غزة ليس فقط يسمعون طرقا يصدر من تحت الأرض، فمن الجهة الأخرى أيضا يرون ويسمعون عمل الحفريات في الجانب الإسرائيلي، والتي تغرس شيئا ما في الأرض، وهذا من يفسر من قبل الذراع العسكري لحماس بأنه طبول حرب".

ويضيف أنهم في "إسرائيل" يعتقدون ان حماس ستقوم بهجوم مفاجئ إذا شعرت بأن جيش الاحتلال يقترب من صنع حل تكنولوجي يجعل انفاقها مكشوفة.

ويشيرون في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى سلسلة المحفزات التي وقعت خلال الأسابيع الماضية والتي تعمل على أن تكون الجولة القادمة من المواجهة وشيكة وقد بدأ بالمنشورات في "إسرائيل" بالذات، عن أن هناك يقينا بأن أنفاق لحماس تسللت منذ الآن إلى العمق الإسرائيلي، وهي نفس المنشورات التي انطلقت أثناء الحرب الأخيرة والتي قالت إنه "تحت كل بلدة في غلاف غزة يوجد نفق"، وما هي إلا أيام حتى دارت رحى الحرب.

ودعا الكاتب قادة جيش الاحتلال وساسته إلى النئي بأنفسهم عن هذا النوع من المنشورات حتى لو كانت في معظمها حقيقة، لأن من شات لك المنشورات بحسب الكاتب "أن تزرع الفزع، وخلق إحساس بالحرب لدى الجمهور، ويخلق قادة سياسيين يركبون الموجة ويدعون إلى التدمير الفوري لتل الأنفاق دون أساس علمي وعملي واضح عن مكان تلك الأنفاق ومداها ولا حتى قدرتها القتالية، فالمعلومات عنها صفر، فعلى أي أساس سيتم إرسال الجيش لحرب في غزة؟.