رام الله - قُدس الإخبارية: بين جماعين و"بيت إيل" حواجز ومستوطنات ومعسكرات، سقطت كلها بل أُسقطت بقرار اتخذه الشرطي أمجد جاسر السكري ابن بلدة جماعين قضاء نابلس، ونفذه على حاجز الشخصيات الهامة كما يعرفه الفلسطينيون.
أمجد عسكري برتبة رقيب أول في الشرطة الخاصة ومرافق شخصي لرئيس نيابة رام الله أحمد حنون، قال قبل أيام لأحد أصدقائه، "الطقس اليوم ليس مناسبا لتنفيذ عملية، أجلتها للأسبوع الجاي"، إلا أن ذلك لم يُأخذ على محمل الجد بالنسبة لصديقه الذي قال إن وضعه النفسي بدا طبيعيا تماما اليوم ولم تظهر عليه أي علامات للقلق أو التوتر.
لكن بزيارة سريعة لحساب الشهيد أمجد الشخصي على موقع فيسبوك، يتبين أن الشرطي كان متابعا مهتما لأحداث الانتفاضة الحالية، فقد شارك سابقا مقطع فيديو لجنود الاحتلال يعتدون على أطفال بقنابل الغاز المسيل للدموع، وأعرب عن غضبه الشديد من الجريمة موجها انتقاده للزعماء العرب لصمتهم على هذه الجرائم.
وفي منشور آخر وقبل أقل من يوم على العملية؛ كتب الشهيد أمجد داعيا: "اللهم امتنى على شهادة ان لا اله الا الله وان سيدنا محمد رسول الله. سامحوني".
وقبل ساعات فقط نشر أمجد، "على هذه الارض ما يستحق الحياة . بس للاسف مش شايف شي يستحق الحياة ما دام الاحتلال يكتم على انفاسنا ويقتل اخواننا واخواتنا اللهم ارحم شهدائنا واشفي جرحانا وفك قيد اسرانا . انتم السابقون ونحن بإذن الله بكم لاحقون".
وقبل ساعتين فقط من العملية، التقط الشهيد صورة لنفسه يُعتقد أنها داخل المركبة التي استخدمها في تنفيذ العملية، وكتب الشهادتين وتمنى أن يكون هذا الصباح صباح نصر، ثم أقدم على تنفيذ عمليته مستخدما سلاحا مرخصا للأجهزة الأمنية، وسيارة لرئيس نيابة رام الله أمجد حنون، وبطاقة "VIP" الخاصة بالشخصيات الهامة في اقتحام الحاجز العسكري وتنفيذ عمليته.
وذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية أن أحد الجنود الذين أصيبوا نتيجة العملية، وهم من لواء "جفعاتي" قد تدهورت صحته بشكل كبير جدا مساء اليوم.
والشهيد أمجد (34 عاما) أب لثلاثة أطفال أصغرهم ولد قبل أربعة أشهر، وقد لقيت عمليته ثناءً كبيرا من مختلف الفصائل الفلسطينية.