شبكة قدس الإخبارية

لماذا تخشى "إسرائيل" والسلطة جيل الانتفاضة الحالي؟

هيئة التحرير

ترجمات عبرية – خاص قدس الإخبارية: الشباب الفلسطيني الذي يتصدر المشهد في الانتفاضة المستمرة من مطلع أكتوبر الماضي، لا يزال مثار تحليل وبحث لدى المحللين والكتاب والباحثين الإسرائيليين في الصحف والمواقع الإخبارية والمعاهد الإسرائيلية، والذين يحاولون فهم الأسباب التي تدفع شبان في مقتبل العمر على التضحية بأنفسهم أمام جبروت جيش الاحتلال وبطشه والهدف الموت في سبيل الأرض والوطن والمقدسات.

العديد من الصحف والمواقع الإخبارية الإسرائيلية تناولت اليوم بإسهاب نتائج استطلاعات الرأي التي تجرى بمختلف المناطق الفلسطينية بالقدس والضفة الغربية وحتى الداخل المحتل عام 48 والتي أظهرت أن جيلا كاملا من الفلسطينيين وهم الغالبية العظمى يؤيدون الهجمات المسلحة ضد الإسرائيليين وأن غالبية الشعب الفلسطيني يكره "إسرائيل والإسرائيليين"، كما بينت تلك الاستطلاعات أن هذا الجيل يستعدي السلطة الفلسطينية، ما خلق شعورا بالخوف لدى "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية من هذا الجيل على حد سواء.

كما أشارت تلك الصحف والمواقع إلى واقع الحال في المخيمات الفلسطينية المنتشرة في مدن الضفة الغربية وأسباب انخراطهم الخجول في الانتفاضة، وبحثت عن الواقع الذي ستؤول إليه الأمور في حال انخراطهم بقوة في العمليات.

جيل يكره "إسرائيل"

صحيفة "معاريف" الإسرائيلية نشرت تحليلا للباحثة الإسرائيلية في معهد السياسات الأمنية في العاصمة الأمريكية "واشنطن"، "كارولين غليك"، قالت فيه: "إن جميع استطلاعات الرأي بين الفلسطينيين في الأعوام الـ25 الأخيرة تشير إلى أن جيلا كاملا منهم يدعم العمليات المسلحة ضد "إسرائيل"، كما أن غالبية الفلسطينيين يكرهون إسرائيل والإسرائيليين، ويعتقدون بأن ليس لديهم حقوق لإقامة دولة يهودية.

وأضافت "غليك" أن " العمليات التي ينفذها شبان فلسطينيون من طعن ودهس وإطلاق نار ليست هجمات فردية منعزلة ناجمة عن التحريض، لأن كل من يحمل سكينا ويقتل مستوطنا لا يكون مرسلا من تنظيم فلسطيني، بل من قبل مجتمع فلسطيني كامل، وبالتالي فإن إطلاق وصف "عمليات فردية" تسطيح لطبيعة الهجمات".

وتابعت "حاولت إسرائيل إقناع الشبان الفلسطينيين بأن قتل الإسرائيليين أمر ليس جيدا، لكنها فشلت في ذلك، لأنهم غير مقتنعين من الأساس بحقنا في إقامة دولة مستقلة، وأن الأراضي التي تقوم عليها الدولة هي أرض خالصة لهم سيعودون إليها يوما ما".

وختمت بالقول: "نحن نعرف أنه لن يكون بيننا وبينهم سلام، وإن كان قد حصل فقد كان سلام زائف وغير مستمر، لكننا أيضا نعرف أننا غير قادرين على ردعهم عن تنفيذ المزيد من الهجمات ضدنا، في ضوء أن 65%-85% من الفلسطينيين يعتقدون أن العمليات المسلحة ضد "إسرائيل" أمر مثمر، سيدفع "إسرائيل" لتقديم المزيد من التنازلات لهم، وربما يكونون محقين في ذلك".

الخوف من المخيمات

موقع "والا" الإخباري نشر اليوم تقريرا لمراسل الشؤون العربية " آفي يسخاروف" كشف فيه عن نتائج زيارة أخيرة أجراها لمخيمات اللاجئين في مدينتي نابلس وجنين شمال الضفة الغربية المحتلة، والتي بينت أن "سكان تلك المخيمات يعتبرون "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية عدوا مشتركا لهم"، بحسب زعمه.

وقال "يسخاروف" إن "الفلسطينيين في تلك المخيمات يؤكدون أن من تعتقله السلطة الفلسطينية من منفذي العمليات ثم تطلق سراحه تعتقله "إسرائيل"، ومن تعتقله "إسرائيل" ثم تطلق سراحه تعتقله أجهزة السلطة، وأن هذا عمل مشترك متفق عليه يكمل بعضه بعضا".

وأضاف أنه "قد يكون عدم انضمام مخيمات اللاجئين بالضفة للانتفاضة، يجعلها غير قادرة على التوسع أكثر، وهو ما يدفع حركة حماس لبذل جهود أكبر لإحيائها، عبر تجديد عمليات إطلاق النار والعمليات الانتحارية، في ظل تراجع عمليات الطعن والدعس، وأعداد المتظاهرين".

ونقل المراسل عن سكان مخيم "بلاطة" بنابلس قولهم: "إن ذلك ما تقووم به السلطة وقوات الاحتلال قد يكون أحد أسباب عدم مشاركة سكان المخيمات في العمليات ضد الإسرائيليين".

وأكد "يسخاروف" أن انضمام سكان المخيمات للانتفاضة الحالية سيغير قواعد اللعبة التي تلعبها كل من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والفلسطينية والدور الذي يلعبانه في محاولات منع اشتداد الانتفاضة ومحاولة وقفها.

انتفاضة شباب

صحيفة "يديعوت أحرونوت"، قالت في تقرير لها نشرته اليوم الأحد "إن ثلث منفذي العمليات الأخيرة هم فتيان دون سن العشرين، ممن يتخذون قرارهم اللحظي بالهجوم، ولا يستطيع أحد التنبؤ بما قد يقومون به، ما يشكل تحد حقيقي لأجهزة الأمن الإسرائيلية".

ونوهت الصحيفة إلى أن هذا الأمر دفع أجهزة الأمن الفلسطينية بأوامر من عباس نفسه لمحاولة منع هؤلاء الشبان والفتيان من تنفيذ هذه العمليات، من خلال اعتقال أي منهم يتفوه برغبته بالموت، أو من يتصرفون بطريقة مريبة مرتبطة بتنفيذ العمليات.

وأشارت "يديعوت" إلى أن ما تحظي به عمليات مقاومة الاحتلال الإسرائيلي من تقدير بين الفلسطينيين لمنفذيها وللشهداء تمثل حافزا للشباب لتنفيذ مثل هذه الهجمات، موضحة أن معظم منفذيها كانوا من الجيل الشاب الذين يتأثرون بما يجري.