القدس المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: الوصول إلى المدرسة، أو إلى دورة اللغة الانجليزية، كالوصول إلى ملعب كرة القدم أو زيارة أحد الأصدقاء، قد يعرضك للاعتقال أو حتى الإعدام على أحد الحواجز العسكرية المقامة على مداخل القرى والأحياء في مدينة القدس.
ولأن جنود الاحتلال يستفردون بالفتية والشبان على الحواجز العسكرية وينكلون بهم، فقد بات البعض يفتح كاميرته أو حتى مسجل هاتفه لتوثيق ما قد يرتكب بحقه، تحت الذريعة التي يسوقها الاحتلال دائما "محاولة طعن".
مالك رفعت حماد (17 عاما) من مدينة القدس، وبعد أشهر على محاولة إدانة جنود الاحتلال باعتدائهم عليه، كشف لـ قدس الإخبارية عن تسجيل صوتي يوثق الاعتداء عليه والتحقيق معه في أحد مراكز التحقيق في مدينة القدس.
ويروي مالك أنه كان خارجا من قرية صور باهر جنوبي مدينة القدس راكبا دراجته الهوائية، وخلال مروره عن حاجز عسكري مقام على مدخل البلدة، تعرض لمضايقات من أربعة جنود كانوا متمركزين قرب الحاجز، قبل أن ينضم لهم ثلاثة آخرون وينكلون به.
"بدأوا بضربي ولم يكن هناك أي سبب، ضربوني على ظهري ورقبتي ببنادقهم وأرجلهم، ثم قيدوني وتركوني على جنب الشارع لحين قدوم سيارة الاعتقال"، لينقل مالك إلى مركز توقيف وتحقيق في جبل المكبر، "رآني أحد أهالي القرية وأبلغ والدتي التي تحضرت للمكان إلا أنهم منعوها من مرافقتي".
ويبين مالك أنه وفور وصوله مركز التحقيق، تعرض للضرب والدفع لإجباره على الجلوس، لتبدأ جولة التحقيق مع مالك حيث اتهم بضرب أحد الجنود، "حاولوا إجباري قبل البدء بالتحقيق على ورقة تنص أني لم أتعرض للضرب والتنكيل، إلا أنني رفضت".
وبعد ساعتين من الاعتقال والتحقيق دون وجود ذريعة أو تهمة محددة، أفرجت قوات الاحتلال عن مالك لينقل مباشرة إلى مشفى "شعاري تصيدق" الإسرائيلي حيث كان يعاني أوجاعا شديدة في أنحاء جسده، لافتا إلى أنه يتلقى حتى اليوم علاجا طبيعيا بسبب ما تعرض له من ضرب وتنكيل.
ويعاني مالك من آثار نفسية انعكست على تحصيله الدراسي الذي تراجع بشكل كبير بعد الاعتداء الذي ارتكب بحقه، فبعد أن حصل على المركز الأول في الصف العاشر خلال العام الماضي، وجد نفسه يحصل على علامة (6/60) في امتحان الرياضيات ولأول مرة في حياته، بالإضافة لتدني علاماته في مختلف المواد".
وأشار مالك إلى أنه والعائلة يلاحقون قضائيا جنود الاحتلال المشاركين في الاعتداء مضيفا، أن هذه الملاحقة لم تثمر عن أي شيء سوى استهزاء جنود الاحتلال به كلما مر الحاجز عند مدخل القرية.