شبكة قدس الإخبارية

أحاديث انهيار السلطة.. محاولات ضغط إسرائيلية تؤتي ثمارها

هيئة التحرير

ترجمات عبرية – خاص قدس الإخبارية: تناولت عدة صحف إسرائيلية اليوم الاثنين محاولات التفكير عالي الصوت الذي بدأت به حكومة الاحتلال وأذرعها الأمنية بجدية خلال الأيام الأخيرة عن احتمالية انهيار السلطة الفلسطينية والتفكير بما ستحل إليه الأمور في مناطقها بالضفة الغربية.

ونقلت الصحف الإسرائيلية مخاوف الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني الرسمية اللذان يجمعان على أن البديل الوحيد في حال تحقق ذلك السيناريو سيكون حلول حماس محل السلطة، وهو ما لا يرضى به الطرفان إطلاقا.

خوف مشترك من حماس

صحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية قالت في مقالة للمحلل السياسي "رؤوبين باركو" نشرتها اليوم: "إن إسرائيل أجرت في الآونة الأخيرة نقاشات مستفيضة وجدية حول تحقق سيناريو انهيار السلطة الفلسطينية، مما أثار فزع الأخيرة التي باتت تعتقد من داخلها أن القضية الفلسطينية تتعرض للتهميش في أجندة صناع القرار الدولي التي باتت تهتم بالقضايا الدولية الأخرى".

وأكد الكاتب نقلا عن أوساط سياسية وأمنية إسرائيلية على أن السلطة الفلسطينية راجعت تهديداتها بحل نفسها، خشية أن تستفيد حركة حماس من الفراغ المتوقع بعد انهيارها في الضفة الغربية.

وأشار الكاتب إلى أن كشف جهاز مخابرات الاحتلال (الشاباك) عن خلايا عسكرية لحماس في الضفة الغربية كانت تسعى لتنفيذ عمليات مسلحة ضد الاحتلال، قد يتسبب في انهيار السلطة الفلسطينية، وهو ما كان سيمنح الحركة فرصة لنقل تجربتها القائمة في قطاع غزة إلى الضفة الغربية.

واستدرك "باركو" بالقول: "إن كل فلسطيني يعلم أن أية دولة أوروبية لن تدعم قيام دولة لحماس في الضفة الغربية على غرار الوضع القائم في غزة، مما جعل السلطة الفلسطينية تعيد النظر مجددا في "تسليم مفاتيح" الضفة الغربية لأقرب ضابط إسرائيلي".

وأضاف أن "ذلك دفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الإعلان في خطابه الأخير أن السلطة إنجاز تاريخي فلسطيني وطني، ولن يحلها، وهو ما يضمن استمرار وتقوية التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل"، وتراجع مستوى التحريض على العمليات المسلحة في وسائل الإعلام التابعة للسلطة".

الشعب يحضن بعضه

الكاتبة والمحللة السياسية في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية "سارة باك" قالت: "إن السلطة الفلسطينية لا تقدم مساعدات اقتصادية للفلسطينيين، بل تضع صعوبات على من يسعون لتوفير مصادر دخل كريمة".

وأضافت في مقالة لها نشرتها الصحيفة اليوم الاثنين أنه "في ظل الغضب الفلسطيني من السلطة، فإن كثيرا من الفلسطينيين ينضمون لحركة حماس، لأنهم يرون في الحركة وزعماءها أنهم بعيدون عن الفساد".

وزعمت الكاتبة أن "من ينخرط في العمليات ضد "إسرائيل" يتلقى مساعدات مالية ليس من السلطة وإنما من الشعب، ومن يتم هدم منازلهم من الفلسطينيين من قبل الجيش تتم إعادة بنائه مجددا من الشعب أيضا، وهو ما يدفع الفلسطينيين لفقدان الأمل بالتطبيع مع "إسرائيل"، واختيار طريق السلاح لمواجهتها".

قطار انهيار السلطة غادر المحطة

كذلك يرى زئيف آلكين الوزير في حكومة الاحتلال، وعضو المجلس الأمني السياسي المصغر (الكابينت) أن "الرئيس محمود عباس سوف ينزل قريبا عن المنصة، وستحل مكانه الفوضى "وعلينا ان نكون يقظين لذلك".

ونقل موقع صحيفة معاريف عن آلكين قوله: "إن قطار انهيار السلطة غادر المحطة، وعلينا أن نفهم أن عهد ابو مارن أصبح خلف الباب بعد أن ضعُف وأعياه التعب، بالإضافة إلى أن هناك من يعمل ضده"، حسب زعمه.

وأضاف آلكين، أن "الشارع الفلسطيني ينظر اليه كحصان ميت، وهذا ما يجعلنا نعاني حاليا من الوضع الأمني المتدهور".

وعدد آلكين ثلاثة عناصر لعدم الاستقرار الذي تعاني منها السلطة الفلسطينية، وهي، "ضعف ابو مازن، وعدم الاستقرار داخل تنظيم فتح، وطموح حماس للسلطة، يضاف الى كل ذلك الوضع الاقليمي".

وتابع، "الفلسطينيون ليسوا خارج اللعبة الاقليمية، فهم يشاهدون يوميا ما يحصل في الدول العربية المحيطة بهم، ويدركون ان الربيع العربي لابد من ان يصل اليهم وان ذلك لا يعدو كونه مسألة وقت فقط".

واستعرض آلكين أربعة سيناريوهات محتملة الوقوع بعد ابو مازن، وهي تعيين وريث لعباس، أو قيادة مشتركة، أو "انقلاب" تقوده حماس، او الفوضى.

وبالنسبة للسيناريو الاول فلا يوجد هناك لغاية الان من يمكنه تسلم المفاتيح بعد ابو مازن، فلا توجد شخصية في الأفق مؤهلة لهذا الدور، حسب آلكين، أما السيناريو الثاني (القيادة المشتركة) فرأى آلكين أنه لا توجد مجموعة اشخاص في القيادة الفلسطينية من الممكن ان يتدبروا الأمور بينهم، لذا فهذا الاحتمال غير معقول ايضا، فهناك العديد من مراكز القوة التي تنافس بعضها بعضا.

أما السيناريو الثالث (انقلاب حماس) فقال آلكين إنه محتمل بقوة، معلقا أنه في هذه الحالة فإن "إسرائيل" لا يمكن أن تسمح لنفسها بإعادة سيناريو ما حصل في غزة، في حين يرى آلكين أن السيناريو الأكثر قربا للحدوث هو الاحتمال الرابع (الفوضى)، "حيث يتمثل بتفكك السلطة وحرب الجميع ضد الجميع وصراع على التركة.

ويقول: "هذا السيناريو ايضا يتطلب منا كما هو الحال في سيناريو انقلاب حماس استعدادا كبيرا لمواجهته لأن مردوده سيكون سلبيا علينا"، كما قال.

ضغط آتى أكله

وفي الوقت الذي يرى فيه كتاب ومحللون إسرائيليون هذه النقاشات في الأروقة السياسية والأمنية الإسرائيلية مجرد محاولا ضغط من قبل حكومة "نتنياهو" ليس إلا، يرى محللون آخرون أن هذا الضغط والابتزاز الإسرائيلي قد آتى أكله، بدرجة أو بأخرى، حيث رفعت السلطة مستوى التنسيق الأمني بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة، ووسعت من دائرة تعاونها مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وفقا لتأكيدات صادرة عن العديد من المصادر الفلسطينية والإسرائيلية.

وأكد موقع "والا" الإسرائيلي على أن "إسرائيل" لن تدفع باتجاه السماح بانهيار السلطة الفلسطينية، أو العمل على انهيارها، لأنه من وجهة نظرها لذلك مخاطر كبرى ومحاذير عظمى تتحاشاها "إسرائيل" ولا يمكن لها احتمال وقوعها.

وشدد الموقع على أن هذه الضغوط إنما تتعلق بتخويف قيادة السلطة وشن حرب نفسية عليها، وبحث أمر استبدال الرئيس عباس الذي لا ترى فيه الشخص الأنسب لقيادة السلطة وحماية الأمن الإسرائيلي وإدارة الوضع الفلسطيني الداخلي في المرحلة القادمة.