شبكة قدس الإخبارية

قصف بيت لاهيا... هل غيرت "إسرائيل" قواعد اللعبة؟؟

هيئة التحرير

غزة – خاص قدس الإخبارية: يعتبر القصف الذي نفذه الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من عناصر المقاومة على شاطئ بيت لاهيا شمال قطاع غزة أمس الأربعاء، تطورا خطيرا في طريقة تعامل جيش الاحتلال مع قطاع غزة من حيث الأهداف المركزة ومبررات الاستهداف.

هذا الاستهداف بررته قوات الاحتلال هذه المرة بالادعاء بأنه جاء لإحباط محاولة المجموعة المستهدفة زرع عبوات ناسفة على الحدود، فيما كانت في السابق تبرر قصفها لأهداف في القطاع بأنها رد على عملية إطلاق صواريخ أو إحباط عملية قنص، وهنا يكمن تطور خطير، من ناحيتين، الأول أنه جرى داخل أراضي قطاع غزة، والثاني أن الاحتلال يريد أن يوصل رسالة تهديد باستهداف كل من يقترب من المناطق الحدودية.

التحليلات الإسرائيلية من جهتها تشير إلى أن قوات الاحتلال تجرأت كثير على المس بالمقاومة الفلسطينية في غزة بالأمس، وهي التي كانت بعيدة كل البعد عن هذا الوضع، وتعتقد سلطات الاحتلال أن انعدام الرغبة لدى حماس في غزة بالرد هو الذي جرأ قوات الاحتلال.

رسالة من المقاومة

صحيفة "معاريف" الإسرائيلية من جهتها قالت: "إن تكرار حوادث وضع العبوات الناسفة على الحدود رسالة من حماس موجهة لإسرائيل باستمرار المقاومة المسلحة من خلال إفساح المجال للشبان الصغار بالاقتراب من الحدود في مظاهرات أسبوعية كل يوم جمعة، واستمرار استخدام نيران القناصة، ووضع عبوات ناسفة قرب الدوريات الإسرائيلية".

وذكر المراسل العسكري للصحيفة "نوعام أمير" أن جيش الاحتلال عزز قواته العسكرية داخل المستوطنات الإسرائيلية الجنوبية على حدود غزة، وأصدر تعليماته للمستوطنين بعدم الاقتراب من الجدار الحدودي.

ونقل المراسل عن عضو الكنيست "أيال بن رؤوفين" قوله: "إن الجيش مطالب بتقوية منظومة الردع أمام حماس"، زاعما أن استهداف الخلية المسلحة على حدود غزة بالأمس يشير إلى حالة اليقظة والعمل الاستخباري الممتاز بالتنسيق مع القوات العملياتية على الأرض في الزمان والمكان المناسبين.

وزاد بن رؤوفين أن "أي رد من حماس وغيرها من الفصائل يجب أن يواجه من الجيش الإسرائيلي برد سريع وحاسم من أجل تقوية الردع من جهة، ومن أجل عدم السماح بإحداث تغيير في قواعد اللعبة على الأرض من جهة أخرى.

أما عضو الكنيست "أمير يوحنا" فيرى أن تواصل العمليات الفلسطينية على الحدود مع قطاع غزة هو الرد الفلسطيني العملي على الانسحاب الإسرائيلي من مستوطنات غوش قطيف بقطاع غزة، وأي انسحابات إسرائيلية قادمة من أي أراض في المستقبل ستعمل على تعزيز العمليات المعادية، "لأن الفلسطينيين يستهدفون إسرائيل دون ارتباط بحدود أراضي 67 أو48، مما يتطلب من الإسرائيليين الاصطفاف خلف الجيش الإسرائيلي في استمراره بضرب المنظمات الفلسطينية، وتوفير الحماية للإسرائيليين"، على حد تعبيره.

مواجهة قريبة مستبعدة

وتشير الصحيفة إلى وجود تقديرات عسكرية للجيش بعدم حصول تصعيد عسكري على الحدود مع غزة، على الأقل في الفترة الحالية، وذلك ردا على حادثة أمس، على اعتبار أن حماس ليست من وضع هذه العبوة الناسفة.

وتنقل الصحيفة عن أحد ضباط جيش الاحتلال قوله: إنه "ولو تم الرد من قطاع غزة على مقتل أحد المسلحين فلن يكون ردا دراماتيكيا، وهو ما يمنع اندلاع موجة تصعيد عسكري كبيرة، رغم البيانات الساخنة التي أصدرتها التنظيمات الفلسطينية".

ونقل المراسل عن عضو الكنيست عوفر شيلح رئيس كتلة حزب هناك مستقبل المعارض، اتهامه الحكومة الإسرائيلية بأنها "لا تعمل بما فيه الكفاية لإرجاء الحرب القادمة مع غزة، مع ضرورة بذل مزيد من الجهود لتوفير الحماية لسكان غلاف غزة الإسرائيليين".

أنفاق في العمق

وقال عوفر للصحيفة: "إن حماس تمتلك الآن أنفاقا اخترقت الحدود الإسرائيلية، بينما رئيس الحكومة ووزير الدفاع يتركان الجبهة الجنوبية لمواجهة قادمة"، كاشفا النقاب عن أن الكلفة المالية المطلوبة لإيجاد حل لمشكلة الأنفاق تصل 2.7 مليار شيكل (685 مليون دولار).

وأضاف أن "حماس مستعدة لاستخدام أنفاقها الهجومية في كل لحظة، في حين أن أيادي بنيامين نتنياهو وموشيه يعلون مقيدة، مع أن الوضع يتطلب مبادرة سياسية تبعد شبح المواجهة القادمة عبر التوجه إلى أطراف إقليمية ذات تأثير واضح كي تحقق "إسرائيل" ما طمحت إليه عقب الحرب الأخيرة، خاصة مسألة نزع سلاح قطاع غزة، أو خفض قدرات حماس العسكرية، مقابل تحسين ظروف سكان غزة المعيشية، بما في ذلك إقامة ميناء بحري لهم".

ورأى شيلح أن "الحادث الذي وقع على حدود غزة مرحلة جديدة من التصعيد التي قد تذهب بنا إلى جولة عنيفة قادمة مع حماس"، وقال "صحيح أن من يقوم بوضع هذه العبوات هي منظمات صغيرة وليست حماس كما حصل قبيل اندلاع حرب غزة الأخيرة 2014، وصحيح أن العدو لم يقرر بعد أن تكون هناك حرب قادمة، لكنه في الوقت ذاته مستعد لها".

وفي الوقت الذي يتوقع فيه معلق إسرائيليون عدم لجوء حماس لتنفيذ أي هجوم رداً على القصف الذي استهدف مجموعة للمقاومة والأهالي أمس، يرى محللون إسرائيليون آخرون على أن المشهد الميداني في قطاع غزة قد يشتعل في أي لحظة وأن غارة بيت لاهيا لن تكون الأخيرة "لأن إسرائيل تريد نقل الجبهة من الضفة لغزة، لتخفيف التصعيد في الضفة".

وحذر المحللون من تدحرج الأوضاع لمواجهة جديدة في غزة بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال خاصة وأن وسائل الإعلام الإسرائيلية روجت خلال الأيام الماضية أن أنفاق حركة حماس تحت الأرض وصلت لمناطق العمق داخل حدود فلسطين المحتلة.

كما أن إذاعة جيش الاحتلال ذكرت أن جيش الاحتلال كثف من انتشاره على حدود قطاع غزة بعد الغارة على بيت لاهيا خوفاً من عمليات انتقامية للفصائل الفلسطينية وطلب من المستوطنين الابتعاد عن المناطق الحدودية القريبة من غزة وأغلق المناطق الحدودية مع شمال قطاع غزة واعتبرها مناطق عسكرية مغلقة.

حماس: لعب بالنار

حركة حماس من جهتها حملت الاحتلال المسؤولية عن الاستهداف شمال غزة أمس، محذرة الاحتلال من الاستمرار في مثل هذه العمليات.

وقال صلاح البردويل القيادي البارز في حماس في تصريح صحفي "إن الرد من قبل حركة حماس على جريمة الاحتلال أمر متروك لكتائب القسام".

وأكد أن "استهداف الاحتلال لمجموعة من المواطنين في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، هو لعب في النار".

وقال البردويل في تصريح صحفي: "إن هذه الجريمة هي ابتزاز تضاف إلى سلسلة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق أبناء شعبنا، ونعتبرها لعب في النار لحسابات خاطئة يقدرها قادة الاحتلال".

وشدد على أن هذه الجرائم من شأنها أن تزيد من فاتورة الحساب ضد الاحتلال.