القدس المحتلة - قُدس الإخبارية: يعرض موقع أمريكي على شبكة الانترنت شققا للإيجار في مستوطنات بالضفة والقدس المحتلتين، زاعما أنها موجودة داخل "إسرائيل"، وفقا لما نقلت وكالة "فرانس برس" اليوم الثلاثاء.
وتُطرح الشقق للإيجار في موقع شركة "اير بي اند بي" الأمريكية من قبل مستوطنين، يتحدثون عن هذه المناطق (المستوطنات) على أنها مناطق هادئة وتقع في "دولة إسرائيل"، فيما امتنع الموقع عن حذف هذه الإعلانات رغم أن بإمكان الموقع إزالتها باعتبارها خادعة وغير صحيحة.
وفي احد الاعلانات عن منزل يقع في مستوطنة مقامة على أراضي قرية تقوع قضاء بيت لحم، يقول صاحب المنزل انه يبعد 15 دقيقة عن القدس، مشددا على "المناظر الخلابة المطلة على صحراء يهودا" وهو الاسم الإسرائيلي للضفة.
هذا الانتهاك الفاضح للقانون الدولي الذي يعتبر المستوطنات على أراضي الضفة وشرقي القدس غير شرعية ولا قانونية أثار غضب الفلسطينيين، فتعهد مسؤولون باتخاذ إجراءات ضد الموقع.
واتهم حسام زملط نائب مفوض العلاقات الدولية لحركة فتح الشركة الأمريكية بالتربح بشكل غير قانوني من الاحتلال، مضيفا، أن هذه الأفعال من الشركات الدولية والقطاع الخاص ساهمت في تصعيد الوضع، ومؤكدا، أن الفلسطينيين سيتخذون إجراءات ضد سياسة الشركة ما لم تغيرها بشكل فوري.
لكن الشركة الأمريكية لم تتصرف بما يوحي نيتها تغيير سياستها، حيث قالت في بيان مقتضب، "نحن نتبع القوانين والاجراءات حول الاماكن التي يمكننا العمل بها ونحقق في المخاوف المتعلقة باعلانات معينة"، وامتنعت عن الرد على اتصالات الصحفيين كما أوردت الوكالة الفرنسية.
ولم تتردد الخارجية الإسرائيلية في الضرب مجددا عرض الحائط بالقانون الدولي والمواقف العالمية من الاستيطان، فقد أعلنت رفضها "التفريق بين المستوطنات وباقي مدن إسرائيل"، وأضافت، "الوزارة تنصح بالزيارة والاقامة في كل مكان في البلاد دون تفرقة بين أي مكان أو آخر".
في المقابل، قال الناشط بحركة المقاطعة (DBS) عمر البرغوثي إن على الشركة الأمريكية أن تستثني كافة المستوطنات الإسرائيلية من عروضها كخطوة أولى هامة نحو الامتثال مع التزاماتها تجاه حقوق الانسان بموجب القانون الدولي.
ومع ذلك، فقد أكدت ميري عوفاديا من مجلس "يشع" الاستيطاني أن المستوطنين لن يتوقفوا عن طرح منازلهم للإيجار، مضيفة، "نحن فخورون للغاية بازدهار السياحة لدينا، مع مئات من الفنادق النادرة التي توفر مناظر خلابة وخدمات على مستوى عالمي"، كما قالت.