ترجمات عبرية-قدس الإخبارية: لا تزال قضية الشهيد نشأت ملحم الذي استشهد أمس الجمعة بعد مطاردة استمرت أكثر من 7 أيام تتصدر الأنباء على الصحف والمواقع الإخبارية الإسرائيلية، غير أن المعلقين والمحللين الإسرائيليين على الرغم من تمكن الاحتلال من الوصول لملحم يتهمون أجهزة الأمن بارتكاب خطئ فادح بالمسارعة في قتل ملحم على الرغم من مقدرتها على اعتقاله في المبنى الذي كان يتحص بداخله قبل اشتباكه معها.
الذي يدركه المعلقون الإسرائيليون وكذلك الأجهزة الأمنية أن ملحم مات ومات معه سره الذي لا يعلمه إلا هو، مات دون أن تعرف أجهزة الأمن فيما إذا كان هناك شخص ما ساعد ملحم في عمليته، ومخطط العملية والأجواء التي رافقت ملحم قبل تنفيذه العملية، كلها معلومات مهمة لأجهزة الأمن الإسرائيلية، لكن ملحم أبى إلا ان تموت معه، وبقي يطارد أجهزة الاحتلال حتى بعد موته.
قص أثره
صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن قصاصي أثر تعقبوا نشأت ملحم منفذ عملية تل أبيب في الأول من الشهر الحالي بعد العثور على أحد الأغراض الخاصة به التي تركت في منطقة وادي عارة وتحليل حمضه النووي.
وقال المراسل العسكري للصحيفة "نوعام أمير" إن "قصاصي الأثر نجحوا في تقليص دائرة البحث في منطقة محددة، في أحد المباني بالمدينة ثم تعقبه عبر طرق إلكترونية، لتحديد مكان اختبائه.
وبحسب الصحيفة فقد تلقت شرطة الاحتلال معلومات بأن ملحم خرج من أحد مساجد المدينة التي تخفى فيها، إلى أحد مباني بلدة عرعرة، وبعد أن قامت الوحدة الخاصة بمناداته من داخل المبنى، أطلق النار باتجاه الجنود الإسرائيليين الذين ردوا عليه وأردوه قتيلا على الفور.
سر دفن بموته
من جهته، قال الخبير العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية "رون بن يشاي": "إن اغتيال ملحم أدت إلى إغلاق الحساب معه شخصيا، لأن قتله كان مسألة وقت ليس أكثر، بانتظار أن يخطئ خطأه الأول".
وأشار بن يشاي إلى أسئلة كثيرة بقيت مطروحة بدون إجابات، سواء التخطيط للعملية أو الانتقال من مكان مخبئه لمكان آخر، ومن قام بمساعدته في هذه المهام، وهو ما يعني أن ملحم لم يتم توجيهه بواسطة تنظيم الدولة الإسلامية أو أي منظمة أخرى، لكن كان له مساعدون سواء من داخل قريته أو خارجها، لمساعدته في الاختباء والتخفي.
وأكد بن يشاي أن منطقة المثلث شمال فلسطين المحتلة عام 48، بما فيها وادي عارة حيث كان يقطن ملحم، تعتبر من المناطق الأكثر تأييدا للحركة الإسلامية بأراضي الـ48 بزعامة الشيخ رائد صلاح، وربما أراد ملحم تلقي مساعدة من أحد للهروب من المناطق الفلسطينية، وصولا إلى الأردن أو تركيا أو سوريا، ولذلك آثر البقاء في مكانه منذ اختفائه، دون التحرك من مكان لآخر، حتى لا يكتشفه أحد.
وأوضح أن أجهزة الاحتلال عملت في مسارين متزامنين: انتشار أمني مكثف في جميع المناطق التي قد يصلها ملحم، والقيام بحملات اعتقال مكثفة لجميع أفراد عائلته، وفي النهاية كان هناك تقدير بأنه كان لابد أن يخطئ حتى يصل الأمن إلى مكانه واغتياله، مع أن هناك توصية أمنية واضحة بضرورة إلقاء القبض عليه حيا.
إخفاقات لا تنسى
أمنون أبراموفيتش، المعلق في قناة التلفزة الثانية، قال: "إن نتنياهو يحاول الاحتفاء بتصفية ملحم، لكنه تجاهل حقيقة أن ملحم وضع دولة بأكملها في طوق لمدة أسبوع، واصفا سلوك نتنياهو بـ"التبجح".
وأشار أبراموفيتش إلى أنه كان يتوجب دراسة الإخفاقات التي كشفت عنها العملية التي نفذها ملحم وليس الاحتفاء بتصفيته.
من ناحيته قال الصحافي أمير تيفون، معلق الشؤون السياسية في موقع "وللا"، إن نتنياهو لم يفشل فشل فشلا ذريعا فقط في مهمة الحفاظ على أمن "الإسرائيليين"، بل إنه لم يعد قادرا على تقديم تعهدات بتحسين الأوضاع الأمنية واستعادة زمام المبادرة في مواجهة الفلسطينيين.
وفي مقال نشره الموقع، نوه تيفون إلى أن نتنياهو بات يتجه إلى محاولة رفع معنويات الجمهور والاستغراق في سرد العبر التاريخية للتشجيع على الصبر، مشيراً إلى أن نتنياهو يستفيد فقط من ضعف المعارضة السياسية له. من ناحيته، قال "ألون بن دافيد"، معلق الشؤون العسكرية في قناة التلفزة العاشرة، "إن "إسرائيل" تقف عاجزة أمام موجة العمليات وإن أحدا لم يعد قادر على تقديم ضمانة باستعادة الأمن. وأضاف "بن دافيد" في مقال له على صحيفة "معاريف" الإسرائليية أن "القادة الميدانيين للجيش في الضفة المحتلة والذين يعدون الأكثر أهلية في تاريخ "إسرائيل "يقرون بعجزهم عن معالجة الأوضاع الأمنية". وشدد بن دافيد على أن أفضل العقول في الجيش وفي جهاز المخابرات الإسرائيلية الداخلية "الشاباك"، قضوا عشرات الساعات في البحث سرا حول آليات عمل ناجحة يمكن أن تفضي إلى إنهاء ظاهرة العمليات الفردية التي لا يوجد عليها رد، دون جدوى.