رام الله – قُدس الإخبارية: قررت سلطات الاحتلال طرد الصحفي الألماني مارت ليجون ومنعه من دخول الأراضي المحتلة لـ 10 سنوات قادمة، بذريعة امتلاكه أجندات سياسية وتجاوزه أعراف مهنة الصحافة العادية، وذلك على خلفية تغطيته للجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
وأوضح موقع 972 الإسرائيلي، اليوم السبت، أن الصحفي ليجون يعمل كمراسل لحسابه الخاص وقد زار قطاع غزة عام 2014 واشتهر بتحقيقاته الصحفية التي مست قادة قوات الاحتلال، وقد سخر الموقع من هذا الحدث قائلا إن "سكان "إسرائيل سيهنأون لقدر عال من الأمان لعشر سنوات قادمة إثر إحباط خطر كبير في الوقت المناسب".
ويعاني ليجون من كثير من التضييق في ألمانيا لأن جذوره تعود لمسيحيين فرنسيين اشتهرت ألمانيا على مر التاريخ باضطهادهم، ما جعله يتعاطف مع جميع المضطهدين حول العالم.
وكانت قوات الاحتلال قد احتجزت مارتن لمدة 20 ساعة متواصلة مساء يوم الإثنين الماضي، وأصدرت قراراً بمنعه من التواجد داخل "إسرائيل" أو الدخول عبر معابرها بحجة أنه ليس مراسلاً وإنما يملك أجندة سياسية واضحة، حسب وصف الاحتلال.
وفي الوقت الذي تدعي فيه سلطات الاحتلال أنها لا تمنع أحداً من دخول أراضيها ولا تحارب حرية الرأي والتعبير بأي شكل من الأشكال، وتحاول إظهار نفسها كبيئة حاضنة للحرية والديمقراطية في محيط من العنف واللا إستقرار، تظهر دوائر الاحتلال وجهها الحقيقي بمنع هذا الصحفي من دخول "إسرائيل" أو الأراضي الفلسطينية ومنعه من العمل أو حتى إجراء مقابلات مع أي مسؤول إسرائيلي.
وسبق لمارتن أن تعرض لمضايقة من قوات الاحتلال أثناء سعيه للحصول على بطاقة صحفي عامل في الاراضي المحتلة، وحينها ادعت مكاتب وزارة الاعلام أنها لم تستطع التمييز عن طبيعة عمل مارتن، هل هو صحفي أم ناشط، حسب زعمها.
ويقول الموقع، "لعل الخطر الذي مثله الصحفي هذا البالغ من العمر 35 عاماً يكمن في نقله تجاوزات خطيرة يقوم بها جيش الاحتلال للاعلام الألماني والأوروبي بشكل عام منها تفاصيل اعتداء الاحتلال على أسطول الحرية مروراً بحروب غزة الثلاثة، وتتبع أسماء قادة جيش الاحتلال عبر وثائق مختلفة استخدمت في عمليات محاكمتهم أمام المحاكم الأوروبية وزادت من معاناتهم أثناء دخولهم للدول الأوروبية المختلفة".
يذكر أن سلطات الاحتلال رحلت الصحفي الألماني وأصدرت قرار المنع بحقه بحجة الدخول غير الشرعي للبلاد على الرغم من امتلاكه جميع الأوراق التي تتيح له دخول الأراضي المحتلة، ثم أصدرت قرار المنع بحقه معنوناً بأنه يمتلك أجندة سياسية معادية للاحتلال.
من جهته لم يدلي الصحفي بأي تصريح حتى الآن، على الرغم من أنه ألمح سابقاً أنه يحاول التوجه إلى غزة عن طريق مصر بهدف استكمال تغطيته لبعض تفاصيل المجازر التي نفذتها قوات الاحتلال إبان حرب غزة الأخيرة عام 2014 ولكن مصر كانت تمنعه و الآن انضمت إسرائيل لمصر في منعه من دخول أراضيها.
ووفق نشطاء فقد تم منع أكثر من 14 صحفي من دخول الأراضي المحتلة خلال العام 2015 بحجج انحيازهم للجانب الفلسطيني أو لأن مقابلاتهم وتحقيقاتهم استخدمت ضد قوات الاحتلال وقادة جيش الاحتلال خلال المحكامات على جرائم الحرب.
ترجمة: هيثم فيضي