شبكة قدس الإخبارية

"هولوجرام غزة".. يصعد بأفكاره إلى العالمية

مصطفى البنا

غزة- خاص قُدس الإخبارية: بات مُلاحظًا لدى المتابع أن قطاع غزة غدا مقبرةً لأحلام الشباب وطموحاتهم، في ظل الظروف السياسية والاجتماعية القاهرة التي يعيشها أهله، بل وأصبح بالنسبة لكثيرٍ منها محطة عيشٍ مؤقتة قبل السفر إلى أي بلدٍ آخر يجدون فيه أرضًا خصبةً لأفكارهم وأحلاهم، إلا أن كثيرين من الشباب يصرون على انتزاع الحياة من بين مخالب الموت والصعود على جبل النجاح برغم وعورة الطريق.

هذا ما دفع ثلاثة مهندسين من طلبة الجامعة الإسلامية بغزة إلى السعي والعمل الدؤوب من أجل إنجاح مشروعهم الذي قدموه ضمن المشاريع المؤهلة للفوز بجائزة "هالت" العالمية، التي تقدمها مؤسسة بيل كلينتون العالمية بالشراكة مع مؤسسة "هيلت برايز hult prize" للطلاب الجامعيين أصحاب الأفكار التي يتوقع من خلالها إحداث تغييراتٍ اجتماعية في العالم.

غزة هولوجرام (Gaza hologram) فريقٌ مكون من ثلاثة مهندسين هم محمود راضي وزياد الدحدوح ومحمد الحلاق، اقتبسوا اسم فريقهم من تقنية "هولوجرام" للتصوير الجسمي للأشياء لتمنحها أبعادًا إضافية، حيث تتمثل فكرتهم حول تعظيم الاستفادة من المساحة السكانية المتاحة بشكلٍ يمكّن من القضاء على مشكلة الازدحام مع توفير دخلٍ للسكان عن طريق الأراضي التي يتم توفيرها بعد إتمام المشروع.

وقد تفوق مهندسو فريق "غزة هولوجرام" على نظرائهم في 40 فريقٍ آخر، اختير منهم 5 فرق لخوض الجولة النهائية، ليصعد "غزة هولوجرام" على قمة تمثيل فلسطين في المسابقة العالمية، التي كان موضوع تحديها لهذا العام هو إمكانية بناء مشاريع اجتماعية مستدامة تراكمية وسريعة النمو في المناطق الحضرية المكتظة، بما يحقق مضاعفة دخل 10 ملايين شخص يعيشون في هذه المناطق عبر تحسين طرق الوصل بين الأشخاص والبضائع والخدمات.

يتطلع المهندس الشاب محمود راضي أحد أعضاء الفريق إلى إبراز مشاركة الشباب في قطاع غزة في ايجاد حلول ترقى للعالمية خصوصا مع الوضع المتردي القائم في القطاع، يضيف في حوارٍ مع "شبكة قدس الإخبارية"، "آمل أن يتم تطبيق الفكرة والظفر بمزيد من الالقاب على المستوى الاقليمي والدولي".

يضيف راضي حول المشروع "قمنا بالعمل على مخيم جباليا البالغ مساحته قرابة 1440 دونمًا كعينةٍ للمشروع، ثم قمنا بمحاكاة لتطبيق المشروع على المخيم واختصرناه في 600 دونمًا فقطً تضم مباني ومرافق عامة، بالإضافة إلى ضمان زيادةٍ سكانية حتى 10 أعوام قادمة، وبالتالي فقد وفرنا حوالي 800 دونمٍ يتم استثمارها لصالح سكّان المخيم".

أما زميله المهندس زياد الدحدوح فقال بأن "هذه التجربة رائعة بكل تفاصيلها ولكن الأمل المنشود هو رؤية هذا العمل الهندسي واقعًا قائمًا، خاصةً أن هناك حاجةً ملحة في قطاع غزة لمثل هذه المشاريع التي تهدف لحل مشاكل الاكتظاظ السكاني والكثافة السكانية التي نعاني منها",

ويؤكد الدحدوح لـ قدس الإخبارية، أن لديهم عزيمةً وإصرارًا شديدين على مواصلة الطريق والسعي من أجل تحقيق هذه الفكرة وتطبيقها على أرض الواقع سواءًا كان الفوز من نصيبهم في التصفيات العالمية للجائزة أم لا.

وستعقد نهائيات جائزة "هالت" في ست مدنٍ حول العالم مطلع مارس من العام المقبل، وهذه المدن هي "بوسطن، سان فرانسيسكو، لندن، دبي وشنغهاي"، وستعلن المؤسسة عن موقع المدينة الأخيرة قريبًا، حيث سيتم استضافة الفائزين الستة في المرحلة الإقليمية على مسرح جائزة "هالت" في بوسطن، أما نهائيتاها العالمية فستعقدها مؤسسة كلينتون في نيويورك الأميركية، وسيحصل الفائز بهذه الجائزة على مبلغ مليون دولار أميركي كرأس مالٍ لبدء المشروع والعمل به.

f3f1