بيت لحم – قُدس الإخبارية: مالك شاهين ذو الـ 19 ربيعاً ثاني شاب فلسطيني يستشهد من مخيم دهيشة للاجئين خلال الشهرين الماضيين.
حينما كان حياً ارتدى الزي الأحمد ليعبر عن دعمه للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وناداه أصدقاؤه بالرفيق، واليوم يجدون انفسهم ينادونه بالشهيد.
أحد أصدقائه قال إنه استشهد بينما كان يحاول حماية جيرانه، ويضيف جيرانه أن مالك قتل حين اقتحمت قوة عسكرية من جيش الاحتلال المخيم المكتظ بسكانه الهادئ في ذاك الصباح في واحدة من أبرد ليالي السنة في فلسطين.
وفور انتباه سكان المخيم للاقتحام ذاك هرعوا من منازلهم وتناقلوا الخبر بينهم واحدا تلو الآخر، واعتلى شبان فلسطينيون أسطح منازلهم ورموا الحجارة والزجاجات الحارقة على قوات الاحتلال التي اقتحمت هدو المخيم في تلك الليلة.
كان مالك مع الشبان المعتلين لأحد أسطح المنازل وشارك أيضا في إلقاء الحجارة على جنود حاولوا اعتقال احد جيرانه، أطلق الجنود حينها قنبلة صوت على سطح المنزل الذي تواجد فيه مالك، فقفز مالك وما أن ادار رأسة حتى وجد رصاصة من جنود الاحتلال تخترق رأسه.
قتل مالك برصاصة اخترقت رأسه على الفور، في مشهد دموي أعاد لشباب المخيم حادثة قتل معتز زواهرة خلال احتجاجات في مخيم الدهيشة قبل حوالي الشهرين.
وعلى عكس الزواهرة الذي كان الابن الأوسط لخمسة أولاد فإن مالك كان الوحيد لأسرته. أم مالك قالت أنها لا تستطيع تخيل شكل الحياة دون ابنها الوحيد وما زالت تعيش في صدمة لا تعرف كيف تنهيها.
تقول أم مالك والعبرات تخنقها، لقد قتلوا حلمي، أخذوا سعادتنا كلها برصاصة واحدة ولم يبقوا شيئاً لنا، لا أتمنى أن يشعر أي أحد بمثل هذا الشعور أبداً في حياته.
أصدرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لاحقاً بياناً نعت فيه الشهيد، وأكدت أن هجمة الاحتلال على المخيم كان هدفها اعتقال عدد من أنصارها. كما شارك الألاف في جنازة الشهيد مالك بعد صلاة الظهر فيما عم إضراب وحداد عام في ازقة المخيم.
ومباشرة بعد دفن زميلهم عاد أصدقاء مالك لمواجهة الاحتلال واندفعوا نحو الشارع الرئيسي وجدار الفصل العنصري في نهاية الشارع الرئيسي بالمدينة.
خلال الاشتباكات حرقت الإطارات المطاطية وألقى الشبان العبوات الحارقة على جنود الاحتلال ونقاطهم العسكرية في جدار الفصل العنصري في مشهد بات يتكرر يومياً.
المصدر: ميدل ايست آي – ترجمة: هيثم فيضي