القدس المحتلة – قُدس الإخبارية: لم تكن رحلة عودة خليل الكسواني (15 عاما) من مدرسة إلى منزله قبل أربعة أيام طبيعية كما يستحق طفل مثله، فيومها لم يصل خليل منزله، ولن يكتب لعائلته رؤيته بعد الآن بهيئته الكاملة البهية كما اعتادت.
بتاريخ 2/كانون أول الجاري اقتحمت قوات إسرائيلية كبيرة مخيم شعفاط شمال القدس المحتلة، رافقتها آليات وجرافات بهدف هدم منزل الشهيد إبراهيم العكاري منفذ عملية الدهس الفدائية بجرافة في القدس العام الماضي، لكن الثمن للعملية الكبيرة لم يكن منزل الشهيد أو حتى المنازل المحيطة به، بل عين خليل أيضا كانت الثمن الأغلى لتلك الجريمة.
يقول خميس الكسواني والد الطفل خليل، إن ابنه كان عائدا من مدرسته في الوقت الذي اقتحمت فيه قوات الاحتلال المخيم، وعند اندلاع مواجهات عنيفة مع الشبان المحتجين على الاقتحام؛ أطلق جنود الاحتلال الرصاص بشكل عشوائي في كل الاتجاهات، فأصابت رصاصة عين خليل اليسرى وسقط جريحا.
نقل خليل إلى مجمع فلسطين الطبي برام الله لتلقي العلاج، لكن وضعه الصحي الصعب استدعى نقله إلى مستشفى "هداسا عين كارم" في القدس المحتلة، وهناك خضع لعمليتين جراحيتين في الرأس وفوق العين اليسرى تحديدا، بعد أن تبين إصابته بتهتك شديد في عينه والمنطقة المحيطة بها من رأسه.
لأكثر من خمس ساعات من الليلة الماضية استمرت العمليتان الجراحيتان في محاولة لإنقاذ الطفل، لكن النتيجة كانت استئصال عينه اليسرى التي أصيبت بالرصاص، ومنذ ذلك الحين مازال خليل يرقد في المستشفى تحت تأثير المخدر.
ويؤكد الكسواني لـ قُدس الإخبارية، أن طفله خليل ورغم فقدانه لعينه إلا أن وضعه الصحي استقر وتحسن عما كان عليه في السابق، نافيا بشدة الأنباء عن دخوله في حالة موت سريري، ومعربا عن تمسك العائلة بالتفاؤل والأمل الكبير في نجاة طفلها وتجاوزه لمرحلة الخطر.
تجدر الإشارة إلى أن قوات الاحتلال انتهجت خلال العامين الماضيين استهداف أعين الأطفال في القدس المحتلة، مستخدمة الرصاص المطاطي والاسفنجي لهذا الغرض، ورغم المزاعم بأن هذا الرصاص أقل خطورة من الرصاص الحي، إلا أن استهداف عيون الأطفال به وبشكل متعمد يكفي ليجعله أشد خطورة من رصاصة حية تطلق على الأطراف.