اعتاد العالم أن يشاهد الفلسطيني وهو يحطم الأرقام القياسية ويدخل موسوعة جينيتس التي تجمع الأحداث والغرائب التي حققت أرقاما قياسية تم تسجيلها لمختلف المجالات في العالم أجمع. فالفلسطيني حطم الرقم القياسي في الإضراب عن الطعام داخل السجون، وحطم الرقم القياسي في العيش بثبات وصمود تحت ظل أطول احتلال في العالم. تجد في فلسطين أيضا أصغر أسير في العالم، وتجد فيها أقدم أسير في العالم، والقائمة تطول ويوما بعد يوم يحقق الفلسطيني رقماً قياسياً جديدا بجهود من يقود السياسات والإجراءات الإسرائيلية القمعية.
"كلنا للوطن" هذا هو الشعار الذي رفعه الفلسطينيين في وجه المحتل الصهيوني.. هذا المحتل الحاقد الذي يغتصب الأرض ويزور التاريخ ويقتل الإنسان. إلا أن الشعار لم يعد شعاراً فحسب، بل تحول مع مرور الأيام إلى سيمفونية ما زالت تصدح بالصوت العالي بموسيقى عجيبة تتداخل فيها ألحان الأمل مع الألم ..
سيمفونية "كلنا للوطن" هي السيمفونية التي تمثل أصوات فلسطين، فمن ليس للوطن ليس منه ..
لن تنتهي السيمفونية الفلسطينية طالما هناك شبر من الأرض أسير.. لا لن تنتهي السيمفونية الفلسطينية طالما هناك طفلة فلسطينية تبكي.. لن تنتهي إلا بانتهاء الاحتلال وإزالته عن بكرة أبيه.
تعتبر السيمفونية التاسعة لبيتهوفن أطول سيمفونية في التاريخ، ولكن حتى سيمفونية بيتهوفن هذه كان لها خاتمة بعد ما يقارب ال 70 دقيقة. أما السيمفونية الفلسطينية التي ذكرناها، فلم تنته بعد ومازالت تصدح منذ أكثر من سبعين عاماً، وليس مجرد سبعون دقيقة .
عذراً جينيتس.. عذراً بيتهوفن.. السيمفونية التاسعة ليست الأطول في التاريخ، فالسيمفونية الفلسطينية تُعزف منذ عقود والدم ما زال ينهمر من بين أصابع عازفيها وهو يبحث عن لحن يحرره ليكون خاتمة السيمفونية.. عذراً فالسيمفونية الفلسطينية لم تنتهه بعد