رام الله – قُدس الإخبارية: "لقد شارك الجميع في أعمال التنكيل بمعرفة الضباط"، بهذه الكلمات يلخص الجنود جولات التعذيب التي ارتكبوها بحق أسرى فلسطينيين في قاعدة تابعة لجيش الاحتلال، مؤكدين بذلك أن تعذيب الأسرى سياسة ممنهجة لدى الاحتلال.
هذه الاعترافات كشف عنها موقع القناة الإسرائيلية الثانية، اليوم الثلاثاء، موضحا أنها وردت على ألسنة أربعة جنود في كتيبة "نيتسح يهودا" داخل قاعدة عسكرية، وبمعرفة الضباط هناك، حيث تضمن التعذيب استخدام الكهرباء والضرب المبرح.
وقال أحد الجنود، إنه شاهد منذ استيقاظه باكرا معتقلا فلسطينيا نقل إلى القاعدة، فسحبه وشارك الجميع في ضربه موجهين له لكمات ورفسات أفقدته السيطرة على جسده، حتى استدعت حالته نقله للمستشفى، زاعما، أنه ضربه لأنه شاهد في منزله عند اعتقاله كتابا عن هتلر و"أشياء أخرى رهيبة"، حسب زعمه.
وأقر جندي آخر باستخدام الكهرباء في تعذيب أسير فلسطيني، مضيفا، أنه يدرك خطورة ما قام به، لكنه لم يقم به بهدف التسبب بالضرر، كما ادعى.
وقال الجندي، إنه أخرج جهازا يستخدم في تقويم العظام، وله أربعة أقطاب كهربائية تشبه اللصقات المطاطية وترتبط من خلال سلك كهربائي مع الجهاز، ثم عذب الأسير بواسطة قطبين كهربائيين بعد وصلهما بجسده.
وزعم الجندي أن استخدام هذا الأسلوب كان يهدف لإخافة الأسير وليس إيلامه، لأن الأسير لا يرى نوع الجهاز الموصول به فيحس بالخوف من الكهرباء، مدعيا، أنه وزملاءه الجنود يستخدمون هذا الجهاز لإخافة بعضهم البعض.
وبدا واضحا في أحاديث الجنود سعيهم إلى التقليل من أهمية التعذيب الذي ارتكبوه، ومحاولتهم البحث عن مبررات لجرائمهم، وذلك في الإفادات التي قدموها أمام المحقق العسكري، لكن الحقيقة أن هذه الأساليب تعتبر تعذيبا وفقا للقانون الدولي وانتهاكا لكل حقوق الإنسان والمواثيق الدولية المتعلقة بالأسرى.
وسبق أن نقل محامو هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير شهادات مروعة عن التعذيب الجسدي والنفسي داخل سجون الاحتلال، بما في ذلك تعذيب الأطفال القاصرين، لتأتي هذه الاعترافات تأكيدا للروايات الفلسطينية، وإثباتا بأن الاحتلال ما زال يستخدم التعذيب بشكل أساسي ومنهج ضد الأسرى.