القدس المحتلة – قُدس الإخبارية: كشف الأسير بلال أبو غانم عن جانب إنساني للعملية التي نفذها مع الشهيد بهاء عليان الشهر الماضي في القدس، لكن سلطات الاحتلال تعمدت إخفاءه كما فعلت في عدة عمليات أثبتت خلالها المقاومة الفلسطينية بعدا إنسانيا لافتا لدى عناصرها.
ونفذ الأسير أبوغانم عملية مزدوجة بالطعن وإطلاق النار مع الشهيد بهاء عليان، وذلك داخل حافلة إسرائيلية في مستوطنة "أرمون هنتسيف" بتاريخ 13/تشرين أول الماضي، حيث أدت العملية لمصرع ثلاثة مستوطنين وإصابة 11 آخرين، فيما استشهد بهاء وأصيب بلال بجروح تلقى بعدها العلاج ونقل إلى سجن بئر السبع.
وفي ذكرى مرور شهر على العملية، نجح أبو غانم الليلة الماضية في تهريب رسالة من داخل المعتقل، أكد فيها أن الهدف من العملية لم يكن القتل العشوائي، مبينا، أنه والشهيد بهاء أنزلا كبار السن والأطفال من الحافلة قبل الإجهاز على من بقي داخل الحافلة.
ولم يشرح أبو غانم تفاصيل تنفيذ العملية في رسالته، لكنه اكتفى بالقول إنهما أنزلا كبار السن والأطفال لإيمانهما بأن المقاومة الفلسطينية تقوم على أسس دينية وحضارية، ولقناعتهما بعدالة القضية، وعدم سعيهما لسفك الدماء، إلا وفق قواعد الشرع والمقاومة الحضارية، حسب تعبيره.
وأضاف أبو غانم، أنهما لم يهدفا للقتل العشوائي من هذه العملية، بل نفذاها ردا على اقتحامات المسجد الأقصى، واستهداف قوات الاحتلال للنساء.
وأشار أبو غانم إلى سلطات الاحتلال ترفض إدراج هذه الزاوية ضمن لائحة الاتهام، حتى لا يظهر قتال الفلسطينيين القائم على البعد الحضاري في مواجهة الاحتلال، موضحا أن ضابط التحقيق قال له، "لن نظهركم ملائكة في عملياتكم أمام العالم".
وتتوافق رواية أبو غانم مع معلومات كشف عنها الإعلام الإسرائيلي سابقا لكنه تجاهلها لاحقا خلال عمليتين وقعتا الشهر الماضي وأمس الجمعة.
فخلال تشرين أول الماضي نفذ مقاومون فلسطينيون عملية إطلاق نار على مستوطنين قرب مستوطنة "ايتمار" المقامة على أراضي نابلس، وفي ذلك الوقت كشف مسعفون ووسائل إعلام إسرائيلية عن إطلاق المقاومين النار على مستوطن وزوجته من نقطة صفر، وتأكدهم من مصرعهما، ثم مغادرتهم الموقع تاركين خلفهم أبناء المستوطنين يصرخون دون المساس بهم.
وتكرر هذا الموقف أيضا في عملية إطلاق النار على سيارة مستوطنين جنوب الخليل أمس الجمعة، حيث أكدت مصادر إسرائيلية أن المقاومين شاهدوا ثلاث نساء وطفل داخل السيارة، لكنهم لم يطلقوا النار عليهم وتركوهم بسلام، بعد أن تأكدوا من مصرع الرجلين اللذين كانا داخلها.