شبكة قدس الإخبارية

الاحتلال: الطريقة الوحيدة لإنهاء "أعمال العنف" في الخليل؟؟

هيئة التحرير

ترجمات عبرية-قدس الإخبارية: "أعمال العنف لا تنتهي إلا بالقوة، وفي حال استمرت يجب استخدام المزيد من القوة"، هذه هي الأوامر التي يتلقاها الجنود الإسرائيليون من ضباطهم وقادتهم في التعامل مع الفلسطينيين المنتفضين في الضفة الغربية والقدس"، بحسب ما ذكرته مجلة "972" الإسرائيلية على موقها الإلكتروني اليوم الثلاثاء.

وتنقل المجلة عن أحد الجنود السابقين بجيش الاحتلال والذي أنهى خدماته في منطقة الخليل مؤخرا قوله: "إن سياسة الجيش خصوصا في منطقة الخليل لم تأتي بأي شيء، فالأمن المنشود للمستوطنين في الخليل لم يتحقق على الرغم من تحول المدينة التي يسكنها 400 مستوطن إلى نقطة اشتباكات عنيفة في الأسابيع الماضية".

ويضيف، "انا اعرف مدينة الخليل جيدا، فقد خدمت فيها اكثر من عام في الانتفاضة الثانية، وبعد إنهائي للخدمة بدأت القيام بجولات سياحية في المدينة لمئات الاشخاص الذين يريدون رؤيتها من وجهة نظر جندي اسرائيلي عمل بالمنطقة".

وذكر الجندي ان السياسة الاسرائيلية لفرض الأمن في الخليل بدأت في العام 1994 عندما قام الطبيب اليهودي (باروخ جولدشتاين) بمذبحة المسجد الإبراهيمي، حيث أطلق النار على المصلين أثناء أدائهم للصلاة، وفي ذلك الوقت بدأ تطبيق سياسة الفصل، أي فرض قيود على حركة تنقل الفلسطينيين في الأحياء التي يسكن فيها المستوطنون، ومن أجل تنفيذ هذه القيود، فقد تم منع الفلسطينيين من قيادة السيارة في الشوارع قرب المستوطنات وإغلاق بعض الطرق أمام المشاة.

وقال: "تم اغلاق مئات المحال التجارية الفلسطينية خلال العشرين عاما الماضية في وسط المدينة وفي شارع الشهداء، بأوامر عسكرية إسرائيلية، وتم منع الفلسطينيين من السير في الشوارع التي يعيشون فيها من اجل تأمين حماية المستوطنين، الامر الذي دفع نصف سكان هذه الاحياء الى تركها وتحولت بعد ذلك الى مدينة اشباح".

وأضاف، " فرض قيود على حركة الفلسطينيين ليست الاداة الأمنية الوحيدة التي يستخدمها الجيش الاسرائيلي في الخليل، فهناك مداهمات للمنازل حتى منتصف الليل، وذلك بهدف إثبات الوجود، إضافة الى القيام بدوريات داخل المدينة، ويعرف سكان المنازل القريبة من المستوطنين ان الجيش يستطيع مداهمة منزلهم في اي وقت من أجل تفتيش ممتلكاتهم".

ويقول الجندي إنه "عندما يواجه الجنود في الخليل خطرا فإنهم يعلمون ماذا يجب عليهم ان يفعلوا، فهذه مناطق يلتقي فيها الجنود بالفلسطينيين بشكل يومي، واستخدام العنف ضد الفلسطينيين ليس امرا جديدا ويحدث بشكل دائم".

ويتساءل الجندي، كيف أدت الإجراءات التي يستخدمها الجيش الاسرائيلي الى فرض الأمن في المدينة؟ فخلال الاسابيع الماضية قد تضاعف التهديد للجيش والمستوطنين ثلاثة أضعاف؟ فكيف أصبح المكان الأكثر حراسة من قبل الجيش نقطة اشتعال العنف بين الفلسطينيين والاسرائيليين؟ وأضاف "الجواب بسيط..ما يتم تطبيقه في الخليل ليس أمنا لإسرائيل، بل هو هيمنة استيطانية، وهذا الامر له ثمنه".

ويقول الجندي "السيطرة العسكرية على الفلسطينيين لمدة طويلة لن تجلب الأمن للإسرائيليين، وفرض الأمن باستخدام العنف لن يغير شيئا، وعلينا أخذ العبر والدروس مما يحدث في الخليل، والتي تعتبر آلية مصغرة لنظام الحكم العسكري الذي يتم تطبيقه في الضفة الغربية".