القدس المحتلة – قدس الإخبارية: لم يكتفِ الاحتلال بلوعة عائلة عبد السلام أبو غزالة على ابنها الذي قتله ثم احتجز جثمانه، بل عزز عذاباتها بتحويل والده للاعتقال الإداري، ليكون واحدا من أوائل الفلسطينيين في القدس الذين يطبق بحقهم قرار الاعتقال الإداري بعد أن أقرت حكومة الاحتلال إعادة تطبيقه في المدينة.
واستشهد الشاب ثائر أبو غزالة (19 عامًا) من باب حطة في القدس، بعد عملية طعن أصاب خلالها مجندة وثلاثة مستوطنين بتاريخ 8/تشرين أول الجاري، ومنذ ذلك الحين تواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثمانه لديها.
[caption id="attachment_76601" align="aligncenter" width="339"] الشهيد ثائر أبو غزالة[/caption]وأصدر وزير جيش الاحتلال موشيه يعلون، اليوم الثلاثاء، قرارا بتحويل عبد السلام خضر أبو غزالة، والد الشهيد ثائر أبو غزالة إلى الاعتقال الإداري، وذلك في إطار سياسة الاحتلال الانتقامية من عائلات منفذي العمليات الفدائية.
وقال رئيس لجنة أهالي الأسرى المحامي أمجد أبو عصب، إن الاحتلال سبق وأن اعتقل عبد السلام أبو غزالة والد الشهيد ثائر أبو غزالة في ذات اليوم الذي أعلن الاحتلال فيه تنفيذ ثائر لعملية طعن، وجرى استجوابه ثم الإفراج عنه لاحقاً.
وأضاف لـ قدس الإخبارية، أن الاحتلال أقدم فجر أمس على اعتقال الوالد مجدداً، وأصدر قرارا بتحويله للاعتقال الإداري، وسيمثل أمام المحكمة المركزية ويتوقع أن يحكم عليه بفترة من 4-6 أشهر، علما أن المثول أمام المحكمة المركزية ليس سوى إجراءً شكليا لإعطاء الاعتقال الإداري بعدا قانونيا.
وأشار أبو عصب إلى أن قرار اعتقال والد ثائر إداريا يعني حرمانه من وداع نجله في حال قرر الاحتلال الإفراج عن جثمانه في أي وقت.
وبحسب محامي مؤسسة الضمير محمد محمود فإنه لا توجد أدلة تدين عبد السلام أبو غزالة أو تبرر اعتقاله، وهو ما يبرر لجوء الاحتلال إلى الاعتقال الإداري، الذي يتم دون أي تهمة واضحة بحق الأسير الفلسطيني، ولفترات محددة قابلة للتجديد وفق رؤية أجهزة الاحتلال العسكرية.
وبين أبو عصب، أن أبو غزالة هو تاسع فلسطيني من القدس يتم تحويله للاعتقال الإداري خلال 72 ساعة، مشي را إلى أن هذه الاعتقالات بدأت بعد إصدار المجلس الوزاري المصغر قرارا بإعادة تطبيق نظام الاعتقال الإداري في المدينة المقدسة، متوقعاً زيادة إصدار مثل هذه الأوامر في الأيام المقبلة.
تجدر الإشارة إلى أن عدد الفلسطينيين الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال من القدس منذ شهر أيلول الماضي بلغ 530 معتقلا حتى هذه اللحظة، علما أن المفتش العام لشرطة الاحتلال أعلن عن نية الشرطة اعتقال المئات من أبناء القدس في الأيام المقبلة بهدف التحقيق معهم حول أعمال رشق الحجارة والزجاج الحارق في الفترة الماضية.