شبكة قدس الإخبارية

هآرتس: السيناريو الذي أرعب مخابرات الاحتلال بعملية بئر السبع

هيئة التحرير

ترجمات عبرية-قدس الإخبارية: قال المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، "عاموس هريئيل": "إن وجود استعداد لدى ثلاثة أو أربعة أو خمسة فلسطينيين في اليوم لتنفيذ هجوم على الإسرائيليين بالطعن أو باإطلاق النار وهم يدركون بأن احتمالات موتهم مرتفعة جدا، أدى إلى تغيير الوضع القائم بشكل أساسي، لا إلى منحى يسر "إسرائيل" بل إلى منحى يجعل الإسرائيليين يعيشون الرعب والخوف ويعايشون الموت حتى داخل منازلهم".

وأوضح "إن هذه الظاهرة زرعت حالة من الهلع في الشوارع وفي الحافلات العامة، حتى داخل المنازل، وألزمت قوات الشرطة الإسرائيلية والجيش بتعزيز عناصرهما بشكل كبير في قلب المدن، وفي المستوطنات  الواقعة على خطوط التماس".

وأضاف أنه "على الرغم من وجود قوات كبيرة من الشرطة والجيش، التي تمكنت من إحباط عدد كبير من العمليات الفدائية، وتحديدا الطعن، لم تمنع الشباب الفلسطيني من تنفيذ عمليات أخرى في المدينة، والشيء الخطير الذي لا يمكن لحكومة نتنياهو واجهزتها الامنية منعه بشتى الوسائل هو استعداد الكثير من الفلسطينيين للمخاطرة بأنفسهم والموت، وهذا الأمر هو الذي أحدث التغيير الأساسي في الأسابيع الأخيرة".

وتابع "هريئيل بالقول: "إن تقديرات الأجهزة الأمنية، كانت تؤكد على أن عمليات الطعن ستستمر، ولكن حتى اللحظة، تمتنع الحكومة الإسرائيلية عن اتخاذ خطوات عقابية، كما فعلت في الانتفاضة الثانية عام 2000، وبحسب وجهة نظر قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية فإن إغلاق الضفة الغربية وفرض الطوق العسكري عليها، لن يتمكنا من وقف ظاهرة الطعن بالسكاكين، إنما سيؤدي إلى المس بالفلسطينيين الذين يعملون داخل ما يطلق عليه الخط الأخضر، وسيؤثر سلبا على الاقتصاد الإسرائيلي، ويدفع بالكثيرين من الشبان الفلسطينيين في الداخل إلى تنفيذ عمليات فدائية ضد الجنود والمستوطنين".

وفيما يتعلق بعملية بئر السبع قال "هرئيل": "إن السيناريو الأسوأ والأخطر، والذي تم وضعه من قبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من شأنه أن يتحقق، وهذا السيناريو، بحسب المصادر في تل أبيب، هو قيام خلايا فلسطينية منظمة أكثر بالدخول في الصورة والقيام بموجة عمليات ثانية، لتكمل دور "إرهاب الأفراد"، على حد قوله.

وأوضح "هريئيل" أن "أكثر من أرعب الأجهزة الأمنية الإسرائيلية هو أن منفذ عملية بئر السبع أمس الأحد تمكن من طعن أحد الجنود والاستيلاء على سلاحه الرشاش الأوتوماتكي، والأكثر تعقيدا أنه أثبت، أي الفدائي، أنه يجيد استعمال السلاح بصورة ممتازة، أفضل من جنودنا الذين كانوا في المكان"، على حد قوله.