شبكة قدس الإخبارية

(صور وفيديو) انتفاضة الأقصى بذكراها الـ15.. علامات فارقة

هيئة التحرير

القدس المحتلة – قُدس الإخبارية: بتاريخ 28/أيلول/2000، اقتحم ارئيل شارون المسجد الاقصى محاطا بالمئات من عناصر شرطة الاحتلال، انفجر المصلون في الاقصى حينها غضبا، لتنفجر معهم فلسطين بأكملها، وتندلع ما باتت تعرف لاحقا بالانتفاضة الثانية، أو انتفاضة الأقصى.

15 عاما مرت على الانتفاضة التي نسفت كل الجهود الدولية للسيطرة على الشعب الفلسطيني وكفاحه المسلح والشعبي معا، وشهرا إثر آخر تدحرجت كرة النار لا الثلج في المدن الفلسطينية، وتصاعد العمل المقاوم تدريجيا، وتسابق الفلسطينيون في الاتقاء شهداء بما في ذلك قيادات بارزة في مختلف التنظيمات.

[caption id="attachment_75241" align="aligncenter" width="600"]اقتحام شارون للاقصى اقتحام شارون للاقصى[/caption]

واندلعت الانتفاضة شعبيا على شكل مواجهات عنيفة في مختلف المناطق، كان سلاح المحتجين فيها الحجارة والمولوتوف، وبدا لافتا في هذه الانتفاضة مشاركة كافة المناطق المحتلة فيها، بما في ذلك الفلسطينيون الذين سعت "إسرائيل" طوال 52 عاما لسلخهم عن قضيتهم الوطنية.

فكانت هبة الاقصى من أبرز ما حدث في الداخل المحتل بداية تشرين أول من عام 2000، وأدت لاستشهاد 13 فلسطينيا خلال مواجهات مع شرطة الاحتلال. وشهداء الهبة هم، رامي غرة، أحمد جبارين، محمد جبارين، مصلح أبو جراد، اسيل عاصلة، علاء نصار، وليد أبو صالح، عماد غنايم، اياد لوابنة، محمد خمايسي، رامز بشناق، عمر عكاوي، وسام يزبك.

[caption id="attachment_75242" align="aligncenter" width="640"]شهداء هبة الاقصى في أراضي 48 شهداء هبة الاقصى في أراضي 48[/caption]

وسرعان ما تطور العمل الشعبي إلى مقاومة مسلحة منظمة، فشكلت حركة فتح بأمر من الرئيس ياسر عرفات كتائب شهداء الاقصى، التي كان عدد كبير من مقاتليها حينها من أبناء الأجهزة الأمنية، ما ساعد في إطلاق يد المقاومين في تنظيمات أخرى في الضفة وقطاع غزة قبل الانقسام.

وبرزت خلال الانتفاضة الثانية العمليات الفدائية المتمثلة بتفجير الاستشهاديين لأنفسهم، كأسلوب فلسطيني خاص في المقاومة، لم يكن جديدا بل تم استخدامه في تسعينات القرن الماضي، لكن تم تطويره ليصبح أكثر تأثيرا وقوة، وتتبناه كافة الأذرع المسلحة حينها، وتدخل إليه النساء أيضا، فتوالت الاستشهاديات من مختلف التنظيمات وتوالى سقوط المستوطنين قتلى في عمق الأراضي المحتلة والقدس، ما سبب شللا حقيقيا في الحافلات الإسرائيلية التي كانت هدفا اساسيا للفدائيين.

وانتهجت حكومات الاحتلال المتعاقبة بقيادة ايهود باراك ثم ارئيل شارون سياسة الاغتيالات وتصفية القيادات السياسية والعسكرية، بهدف ضرب المقاومة وإضعاف قدرتها على الإبداع والتخطيط والعمل، فبدأت بحصار الرئيس ياسر عرفات في مقر المقاطعة لسنوات، ثم اغتيال الشهيد أبو علي مصطفى القيادي في الجبهة الشعبية، ثم الشيخ أحمد ياسين وخليفته عبدالعزيز الرنتيسي في قيادة حماس، والشيخ رياض بدير من قيادات الجهاد الاسلامي.

كما استهدف الاحتلال بشكل متعمد الأطفال الفلسطينيين، كان من أكثر القصص التي أثارت الرأي العام العربي والعالمي جريمة إعدام الطفل محمد الدرة في حضن والده بدم بارد بغزة، وجريمة قتل الرضيعة إيمان حجو التي بكى والدها أمام عدسات الكاميرات متسائلا إن كانت طفلته تحمل سلاحا وتهدد أمن الاحتلال.

http://www.youtube.com/watch?v=1lE5Rk03azg

ونفذت قوات الاحتلال اجتياحات للمدن الفلسطينية والمخيمات مستخدمة مدرعاتها ودباباتها، ومستدعية قوات كبيرة وجنود احتياط وضباط برتب عالية، وكان مخيم جنين أبرز الملاحم التي وقعت في هذه الانتفاضة، حيث تكاتفت الفصائل معا مشكلة وحدة مقاومة مشتركة أفشلت اقتحام المخيم لمدة أسبوعين تقريبا، وألحقت بالاحتلال خسائر فادحة في أرواح جنوده ومعداته العسكرية، قبل أن تنتهي بتدمير المخيم وارتقاء 58 شهيدا بعضهم أعدموا ميدانيا.

http://www.youtube.com/watch?v=P2roZ-PaBIU

كما شكل حصار كنيسة المهد في بيت لحم لأربعين يوما علامة فارقة في الانتفاضة الثانية، حيث أثبت الاحتلال من خلاله أن كل رموز فلسطين ومكوناتها على مسافة واحدة من رصاصه، فيما سطر رجال المقاومة حينها صمودا أسطوريا آخر في قلب المكان المقدس، بعد أن حضروا إليه مجهدين وبينهم مصابون نتيجة الاشتباكات في المدينة، وحافظوا على وجودهم فيه حتى أكلوا ورق الشجر.

ولعل أبرز عمليات المقاومة في هذه الانتفاضة كانت اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي المتطرف حبعام زئيفي، ردا على جريمة اغتيال الشهيد أبو علي مصطفى، كما شهدت سنوات الانتفاضة عدة محاولات لاختطاف إسرائيليين، إلا أنها جميعا لم يكتب لها النجاح، بسبب إحكام الاحتلال سيطرته على المدن الفلسطينية عسكريا واستخباراتيا.

http://www.youtube.com/watch?v=I6s8erB3R-U

ولا يمكن في هذا التقرير حصر عدد القيادات العسكرية التي تم اغتيالها من قبل الاحتلال خلال الانتفاضة، كما لا يمكن حصر عدد شهدائها لوجود خلاف على عدد السنوات التي استمرت فيها هذه الانتفاضة، لكن تقريرا لوزارة الصحة يشير إلى أن عدد الشهداء حتى أواخر 2011 بلغ 7.227 شهيدا، مقابل 60.043 جريحا.

ويوضح التقرير، نسبة الذكور من الشهداء بلغت 92.4%، فيما بلغت 88.9% من الجرحى، وبينت، أن 63.7% من الشهداء كانوا من الفئة العمرية (15-29) عاما، فيما بلغت نسبة الجرحى من الفئة العمرية ذاتها 58.8%. أما جغرافيا فقد كانت غزة الأعلى من حيث الشهداء، ونابلس الأعلى من حيث الجرحى.

ويؤكد التقرير، أن قوات الاحتلال استهدفت بشكل متعمد الفلسطينيين في المناطق العلوية من أجسادهم (الرأس والرقبة)، ما يعني أن الجنود كانوا يقصدون بشكل دائم ارتكاب جرائم قتل بحق المحتجين، وقد بلغ عدد من ارتقوا نتيجة الإصابة في المناطق العلوية 6.249 بنسبة 88.5%.

ولم تسلم الطواقم الطبية من استهداف الاحتلال، فقد استشهد 40 عاملا في الجهاز الطبي وأصيب 485 آخرين، كما فقدت الطواقم الطبية 40 سيارة إسعاف، وفقا للتقرير الذي رصد الأوضاع حتى آخر عام 2011.

في المقابل، تقول إحصاءات رسمية إسرائيلية إن 1069 إسرائيليًا (334 جنديًا و735 مستوطنًا) قتلوا خلال سنوات الانتفاضة (قبل الحروب على غزة)، وجرح نحو 4500 آخرين، وأعطبت أكثر من 50 دبابة إسرائيلية.

وكانت شبكة قدس الإخبارية أعدت تقريرا خاصا حول أسباب عدم تكرار اندلاع انتفاضة على الرغم من أن الاحتلال يعود بعد 15 عاما على الانتفاضة الأولى لارتكاب جرائم في الاقصى، يمكنكم قراءته على الرابط التالي.