فلسطين المحتلة – قُدس الإخبارية: بات في حكم المؤكد أن يتولى نائب رئيس "الشاباك" روني الشيخ، منصب قائد شرطة الاحتلال، بعد أيام من الإعلان عن التراجع عن تعيين العقيد جال هيرش في هذا المنصب على خلفية شبهات بصفقات أسلحة.
وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن روني الشيخ يهودي متطرف من أصول يمنية، ولد عام 1963 وقدم إلى فلسطين المحتلة عام 1081، ويتحدث اللغة العربية بطلاقة وقد سكن سابقا في مستوطنة مقامة على أراضي مدينة رام الله حتى سنوات قليلة سابقة.
وتجند روني في بداية عمله العسكري بلواء المظليين في جيش الاحتلال، قبل أن ينتقل في عام 1988 إلى صفوف الشاباك، ويتدرج في المناصب حتى وصل في العام الماضي إلى منصب نائب رئيس جهاز المخابرات العام "الشاباك" والقائم بأعماله.
ويحمل روني رتبة موازية لرتبة جنرال في جيش الاحتلال، ولم يكن معروفا المنصب الذي يشغله سابقا، حيث يحظر الاحتلال نشر اسم نائب رئيس "الشاباك"، لكن الكشف عنه تم بعد ترشيحه لرئاسة الشرطة من قبل نتنياهو الذي تولى شخصيا مهمة إقناعه بقبول هذا المنصب.
وخلال سنوات الانتفاضة الثانية، كان روني مسؤولا عن الضفة الغربية والقدس المحتلة في "الشاباك"، ما يعني اطلاعه الواسع على هوية الناشطين وعناصر المقاومة في القدس والمناطق التابعة لها، كما يعني أن نتنياهو يسعى للاستفادة من خبرته في التصعيد ضد الهبة الشعبية في القدس.
ويشير الخبير في الشأن الاسرائيلي علاء ريماوي، إن تعيين روني جاء في ظل الاتهامات لقيادة شرطة الاحتلال بالفساد والفشل في قمع الاحتجاجات الفلسطينية أو العمليات في محيط المستوطنات ومثال ذلك عملية خطف المستوطنين الثلاثة العام الماضي في الخليل، وهي العملية التي تم تحميل مسؤوليتها بالكامل لجهاز الشرطة.
ويقول ريماوي لـ قُدس الإخبارية، إن هذا القرار يعني عسكرة الشرطة ومنحها صلاحيات أمن دون نزع بزة الشرطة عنها، وذلك في ظل منع القانون الإسرائيلي لأي استعانة بالجيش في المناطق التي يعتبرها الاحتلال تابعة لـ"دولة إسرائيل" بما فيها القدس، ما يعني أن الشرطة ستتحول إلى قوة تقوم بدور الجيش لكن بثياب الشرطة.
ويضيف، أن هذا القرار جاء أيضا في ظل توقعات بزيادة وتيرة المواجهات، ما يعني أن منطق التعامل مع الأمور في الفترة المقبلة أمني عسكري، تحديدا في القدس المحتلة، منوها إلى أن جيش الاحتلال هو صاحب النفوذ الان وهو المسيطر في ظل الصراع الأمني الداخلي في دولة الاحتلال.
وتشهد القدس المحتلة هبة شعبية كبيرة منذ أكثر من أسبوعين، بسبب اقتحامات الاحتلال المتكررة للمسجد الاقصى، ومحاولاته فرض التقسيم الزماني في الاقصى، وقد أعلن الاحتلال ما أسماها "حربا على ملقي الحجارة والمولوتوف"، شملت مجموعة من القرارات غير المسبوقة في محاولة لقمع هذه الهبة قبل تصاعدها واتساع رقعتها.