رام الله – قُدس الإخبارية: تشهد تصريحات المسؤولين الفلسطينيين عن خطاب الرئيس محمود عباس المرتقب أمام المتحدة اخر الشهر الجاري، حالة من التضارب والتناقض حول مضمون هذا الخطاب، الذي قال الرئيس عباس إنه سيتضمن قنبلة.
قبل يومين، تحدث مسؤول فلسطيني لصحيفة "الخليج أنلاين" لم تكشف الصحيفة عن هويته، قائلا، إن الخطاب سيتضمن خمس نقاط آخرها الاعلان عن فلسطين دولة تحت الاحتلال، وتحميل "إسرائيل" المسؤولية عن ذلك. وقد جاء هذا الحديث مشابها نسبيا لتلميحات نقلت سابقا عن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، خلال اجتماعه بمسؤولين أوروبيين.
لكن وسائل إعلام إسرائيلية وعالمية حملت اليوم أحاديث أخرى، تختلف عن ماسبق ذكره حول الخطاب، فصحيفة "هآرتس" نقلت عن الرئيس تأكيده لمسؤولين أوربيين أنه لن يتخذ هذه الخطوة، ولن يلغي اتفاقية أوسلو، معتبرة، أن عريقات يحاول الضغط على المجتمع الاوروبي من خلال "تهويل" هذه القنبلة.
صحيفة "يديعوت أحرنوت"، تحدثت من جانبها تصريحا لأبومازن بأنه ينوي الاستقالة خلال ثلاثة أشهر، أي قبل نهاية العام الجاري، إذا استمر الوضع السياسي الحالي على ماهو عليه.
وبحسب الصحيفة، فإن الرئيس كشف عن نيته هذه خلال لقاء جمعه اليوم بأربع سفراء إسرائيليين سابقين في باريس، داعيا في الوقت ذاته رئيس حكومة الاحتلال بنامين نتنياهو بقبول "امتحان السلام" والعودة للمفاوضات فورا.
من جانبه، تحدث القيادي في حركة فتح نبيل شعث عن توقعاته لمضمون الخطاب، موضحا، أنه سيعبر عن حالة اليأس الفلسطينية من السلام، كما سيدشن استراتيجية العمل الفلسطيني المقبلة، والتي تقوم على رفض استمرار الامر الواقع الذي تفرضه إسرائيل وتريد من خلاله استمرار إلغاء كافة الاتفاقيات مع استمرار الاحتلال دون ثمن.
وقال شعث لوكالة شينخوا الصينية، إن عباس ربما سيعلن في خطابه عن تحلل القيادة الفلسطينية من التزاماتها الخاصة بالمرحلة الانتقالية، لأن "إسرائيل" لم تف بأي من هذه الالتزامات، وتعمل بشكل مكثف على تدمير حل الدولتين.
وأوضح شعب، أن المقصود بذلك هو الاتفاق الانتقالي الذي وقع في شرم الشيخ عام 1994 بغرض تنظيم العلاقة السياسية والأمنية والاقتصادية مع "إسرائيل"، بما في ذلك التنسيق الأمني واتفاقية باريس الاقتصادية.
يشار إلى أن الرئيس عباس قد وصل إلى باريس اليوم للقاء نظيره الفرنسي، في خطوة قال مسؤولون إنها تأتي في سياق تحضير الأجواء إقليميا ودوليا للخطوة المنتظرة، بعد أن كان قد التقى العاهل الاردني عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وقبل لقاء متوقع مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري.