كتب: رأفت عوايشة
شكل تكوين حكومة نتنياهو الجديدة خوفاً وقلقاً متحدين لدى النشطاء الشباب في النقب وذالك بحكم التغيرات في المرحلة القادمة التي سوف تحدثها التعيينات الجديدة في المكاتب المختصة في قضايا النقب، هذه المكاتب هي التي ستهندس سياسات الاقتلاع والتهجير وسلب الأراضي، وفي المقابل عدم وحدة الصف وأزمة القيادة في النقب، التي يحاول اقتناصها عملاء السلطة وسماسرته الذين لطالما حاولوا التأثير على خط النضال في النقب وأسرلته بقدر استطاعتهم، وهنا تذكر بعض من مؤسسات المجتمع المدني التي عبرت مرحلة التطبيع بأشواطٍ حتى وصلت لأن تكون اليوم شريكةً في تطبيق السياسات وأسرلة الشارع الفلسطيني في النقب في تبعيتها لصناديق دعمٍ صهيونية الأجندة ولها دورٌ كبير في تهجير الفلسطيني واقتلاع الإنسان مثل" الكيرن كييمت " الإسرائيلية وغيرها. أهم الحيثيات في سياق النقب تتمحور حول وزارة الزراعة التي تملك ملف النقب، فمن هو الوزير "أوري أريئيل" الذي يهدد النقب؟ " 23 سنةً في جيش الاحتلال وأول من استوطن في مستوطنة "ميشور أدوميم وكفار ادوميم " رئس مجلس المستوطنات لمدة عشرة أعوام، رئس قسم الاستيطان في وزارة الأمن الأسرائيلية وكان أول رئيس لبلدية مستوطنة بيت إيل والمزيد". هذا البعض من بطولات أوري أريئيل لم يكن مقنعاً كفايةً لشخصيات عديدة في النقب لتمنعهم من استقبال أريئيل أو الدخول في لعبته، لكن أريئيل والبيت اليهودي كانا صادقين منذ البداية مع عرب النقب حين أعرب البيت اليهودي أن أحد أهداف انضمامه الى الحكومة هو أعادة قانون برافر إلى حيز التنفيذ. الجديد الذي قدمه وزير الزراعة أوري أريئيل هو محاولته للتغلغل في السلطات المحلية للقرى المخططة هذه المرة على غرار الوزير السابق بيني بيغن، الذي تركزت محاولات سلب الأراضي في النقب في عرض الصفقات الكاذبة على أهالي القرى غير المعترف بها، والتهديد بالهدم بشكل أكبر ومن هنا جاءت زيارات الوزير أوري أريئيل لمدينة رهط، بلدة اللقية وحورة وركز أريئيل على حورة التي نالت الحجم الأكبر من الزيارات والجلسات فيها وذلك لصعود قضية أم الحيران اليوم للرأي العام التي تظهر نوايا أريئيل جليا في دعمه لتهجير أهلها العرب لبناء مستوطنة حيران اليهودية مكانها، وذلك بدعمه لنواة المستوطنين الموجودة في جبال "عتير" المنتظرين لبناء مستوطنة حيران حتى يحققوا حلم الصهيونية ويكونوا أول المستقرين على أنقاض قرية أم الحيران العربية أي "النواة المقيمة " على حد تعبيرهم. احتضن أريئيل مجلس حورة المحلي كثيراً بزياراته لها ولرئيسها د.محمد النباري في مشروع وادي عتير "التجاري" الممول من " الكيرن كييمت" الإسرائيلية وليس هو فقط الرمز الوحيد هنا أيضا رئيس الدولةِ "روبي ريفلين" نال حقه من الصور والمباركة على المشروع. نفس المشروع تواجد وبارك في حفل التدشين له الكثير من الشخصيات العامة العربية في النقب وتم افتتاحه بالدبكة الفلسطينية وبإنشاد طالبات الصف السابع مرتديات الأثواب الفلسطينية، قبل وصول أريئيل إلى الوزيرة وبحضور الوزير سيلفان شالوم من وزارة تطوير النقب والجليل قبل سنتين. ليس هنالك مادة ٌ صلبة لمعرفة سر هذه الزيارات والاهتمام الذي يبديه أريئيل، في حورة ورهط واللقية لأنه لم يعلن عن برنامج واضح لمخططه القادم "لتنظيم الاستيطان البدوي في النقب" لكن يمكن استنتاج مما ذكر سابقًا أن اهتمامه بالقرى المخططة هو لنية تتعلق بناء الجيتووات العربية وترحيل أهل القرى غير المعترف بها إلى القرى المخططة، معتمداً سياسة برافر السابقه "أكثر عدد من السكان على أقل قدرٍ من المساحة" ويمكن إثبات ذلك بحقيقة تضاعف حدة الهدم في القرى غير المعترف بها في الأسبوعين الماضيين حيث تم هدم بيوتٍ في أكثر من عشر قرى في النقب. لا يعتبر هدمُ البيوت في النقب تصعيداً للأسف وذلك بسبب تراكم سنواتٍ من الهدم وتدمير البيوت والأحلام ولكن التصعيد الذي أحضره أوري أريئيل معه هو البناء، البدء ببناء مستوطنة حيران اليهودية رغم عدم انتهاء دعاوى أهل أم الحيران القضائية والبدء بنقل مدارس قرية وادي النعم التي تضم 15 ألف نسمة إلى بلدة شقيب السلام التي تبعد عشرات الكيلومترات، والسبب الوحيد لهذه الممارسة هو النية في الترحيل القريب والتهجير لأهل وادي النعم ففي حالة فصل التعليم عن القرية ونقله لمكان آخر يعطي هذا الشرعية لسلطة توطين البدو وأريئيل وحكومتهم لفصل أهل وادي النعم عنها حسب وجهة نظرهم. لم تقتصر زيارات أوري أريئيل على مزارع الخضار والأغنام فقد أخذ جزءاً كبيراً في إفطار كبير نظمه المجلس الإقليمي (القسوم) وسلطة توطين البدو في رمضان الماضي جمع فيه مئات العباءات والشيوخ البدو الذين تم خداع جزء كبير منهم بعدم ذكر مشاركة سلطة التوطين في تنظيم الإفطار، حيث عمل السماسرة وأعوان السلطةِ بجد لإنجاح هذا المهرجان أمام الإعلام وأهم ُ حملة المسؤولية في هذا السياق هو رئيس سابق للمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، مازال يحاول ركوب الأمواج رغم نبذه من قبل اللجان المحلية وأهل القرى. وفي الحديث عن الرؤساء تأتي النقطة والحدث الأخطر الذي تم تنظيمه هذا الأسبوع بخطورة حيثياته وهو تنظيم جمعية " أجيك معهد النقب " لمؤتمرها الأول للفرص المتساوية حيث استضافت العديد من الشخصيات الإسرائيلية منها رئيس الدولة روبين ريفلين ورئيس بلدية بئر السبع "روبيك دانييلوفيتش ". في خطاب دانيلوفيتش حسب مقال صحيفة هآرتس عن المؤتمر تحدث عن أن"الطائفة البدوية " يجب أن تحصل على العدالة في النقب وأنه دعم مخطط برافر الذي يعطي الطائفة البدوية حقها في النقب ولكن مخطط برافر لم ينفذ لتدخل القوى السياسية فيه وأنها هي من تقف عائقاً في وجه تطوير النقب والعدالة "للطائفة البدوية ". وقوبل بالتصفيق من الحاضرين بعد انتهاء خطابه. داني دانيلوفيتش ضيف المؤتمر رئيس بلدية بئر السبع منع قبل عدة أشهر عرض فيلم "ارتجاف في غزة" الذي يتحدث عن ضحايا الأزمة النفسية من سكان غزة بعد الحرب الأخيرة في منتدى التعايش السلمي في بئر السبع بدعوى أنه نشاط سياسي ويهدد اليوم بإغلاقه. أما روبين ريفلين فحظي بحصة الأسد من الترحيب والتهليل حيث تحدث عن أن كل مواطن في دولة إسرائيل يهودي وغير يهودي هو متساوٍ أمام القانون. وتظاهر خارج قاعة المؤتمر خالد الجعار والد الشهيد سامي الجعار وعائلته وذلك لتذكير ريفلين بوعوده بملاحقة الشرطي حتى اعتقاله، حين رافق رئيس بلدية رهط طلال القرناوي والد الشهيد في وضع العباءة البيضاء على كتفي ريفلين تعبيراً عن الامتنان، مر ريفلين مرور الكرام بجانب والد الشهيد ولم يقل له كلمةً واحدة بعد كل تلك الوعود ورافقته كل تلك الشخصيات التي خدعت والد الشهيد سابقاً، وخدعت الجميع ومازالت تفعل، تنكروا له ولدماء ابنه التي خرجوا بسببها أبطالاً قوميين في بلداتهم بوعودهم ونفاقهم وبقي وحيداً.