"إذا إنت مش صحفي ما تغلب حالك وتحاول تشرفنا لأنها ما راح تزبط معك"، هذه أول عبارة يشاهدها الصحفي لحظة دخوله "لمة صحافة"، مجموعة للصحفيين تكونت على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك منذ آواخر عام 2011. يكفي أن تكون صحفياً فلسطينياً وتحمل بطاقة إعلام رسمية وتعبئ نموذجا خاصا لتصبح ضمن "اللمة"، هذا ما قاله الصحفي فادي العاروري في لقاء أجرته معه "شبكة قدس"، وقال العاروري أن "اللمة" تضمن أكثر من 500 صحفي فلسطيني من مناطق ومؤسسات مختلفة، ومن أطياف سياسية متنوعة.
"المجموعة في عيون الزملاء"
وتعتبر "اللمة" –وهو المصطلح المتداول بين أعضائها- ذات حضور وأهمية في الوسط الإعلامي، نتيجة العدد الكبير من الصحفيين المتواجدين فيها وحجم النقاشات والتفاعل الكبير داخلها.
مصور الموقع الإلكتروني لجريدة القدس وأحد أعضاء "اللمة" عطا جبر أشاد بعمل المجموعة وقدرتها على خلق أجواء إيجابية داخل الوسط الإعلامي، وأكدت على ذلك الإعلامية في راديو علم مرام سالم، وأضافت أن "اللمة" بحاجة لعمل جاد ومزيد من الوقت لتشكل تجمعا صحفيا بمعناه الحقيقي.
بينما قال الصحافي في تلفزيون بيت لحم، محيسن العمرين "اللمة" حملت فكرة رائعة وجميلة لأول مرة في فلسطين، ولكن يجب أن تساهم اللمة في رأب الصدع الفلسطيني، وانهاء الانقسام عبر الإعلام بشكل أكبر، خاصة أنها تضم عدد كبير من الإعلاميين، وعليها أن تبتعد عن محاربة الوكالات والمواقع الإخبارية وتساعد طلاب الإعلام والخريجين الجدد".
وتتيح "اللمة" المجال لكثير من الصحفيين للتعرف على بعضهم، حيث قال العاروري: "المجموعة مكان مفتوح لكل صحفي، يوجد معنا زملاء من كل مناطق الضفة وقطاع غزة ومن الأردن ولبنان ومصر وأوروبا وأمريكا وتركيا، وهي بعيدة عن كل الأطياف السياسية، والتواجد المركزي للوسط الإعلامي في مدينة رام الله على أرض الواقع".
وأضاف العاروري أن المسؤولين عن "اللمة" بالإضافة لكونه الآدمن الأساسي هم الصحفي علي عبيدات، والصحفي محمود حريبات، والإعلامي جورج قنواتي، وتحدث العاروري عن بعض الصعوبات التي واجهتم في البداية من أجل الحفاظ على مهنية العمل الصحفي حتى أثناء عرضه أو نقاشه على المجموعة.
"اللمة" تحقق الإنجاز على أرض الواقع
وعن الإنجازات التي حققتها "لمة صحافة" قال العاروري: "استطعنا الدفع باتجاه تنظيم وحشد عدة وقفات تضامنية على أرض الواقع بالشراكة مع نقابة الصحفيين ووزارة الإعلام، وكذلك قمنا بحل مجموعة من الإشكاليات الإعلامية في الوسط، وأهم إنجاز للمجموعة أنها شكلت مصدرا يوميا للمعلومات لدى الصحفيين".
أما عن علاقة "اللمة" بنقابة الصحفيين أكد العاروري أن النقابة جسم منفصل وخاص ورسمي أما "اللمة" فهي تجمع إلكتروني إعلامي وقال: "عمل المجموعة لا يعد موازيا أو منافسا لعمل النقابة أو وزارة الإعلام، بل يعد مكملا لدور النقابة والوزارة حيث أن غالبية الصحفيين في المجموعة هم أعضاء في النقابة ومسجلون لدى الوزارة".
"اللمة" تعزز علاقات الزملاء
يتحدث العاروري عن الوقت الذي يقضيه يوميا في متابعة "اللمة"، ويقول: "أقضي وقتا في مراقبة المجموعة وأقوم بتزويد المعلومات والأرقام، وللأسف أضطر أحيانا للتدخل لفض بعض النقاشات، وأنا مسؤول عن إضافة الصحفيين".
الوقت الذي يقضيه العاروري في متابعة اللمة جعلها جزءا من حياته ويؤكد أنه يفتخر بكونه عضوا فيها ومسيرا للأمور، حيث أن هذه المجموعة ساهمت على الصعيد الشخصي بتوطيد علاقاته مع كثير من الزملاء ويعلق على تشبيه بعض الزملاء له بالدكتاتور في المجموعة ويقول: "إن كانت الموضوعية تعتبر ديكتاتورية فأنا أقبل التسمية، أنا شديد في الأمور المهنية، وأدفع الزملاء للنقاش بكثير من الأمور ولكن بدون أن أسمح بالتجريح أو شخصنه الأمور".
تطمح "اللمة" بأعضائها أن يكون لها في المستقبل تواجد أكبر على أرض الواقع من خلال تشكيل ناد أو جمعية تجمع الصحفيين الفلسطينيين، هذا ما أشار إليه العاروري في نهاية كلامه مضيفا: "المجموعة عائلتي الكبيرة وأنا فخور بكوني جزء من هذا المشروع الإعلامي، أتمنى أن يسود الود بيننا وأن نلتزم دائما بما تعودنا عليه من مهنية أثناء العمل الصحفي".