شبكة قدس الإخبارية

في الذكرى 67 للنكبة: الحكاية لا تبدأ من النهاية ..

هيئة التحرير

فلسطين- مازن الصافي: يطوى شعبنا الفلسطيني العام السابع والستين للنكبة على الجرائم المتلاحقة والدمار الواسع والآلاف من قوافل الشهداء والجرحى والمعتقلين، ويأتي هذا العام وقد أعلنت "إسرائيل" عن حكومة جديدة متطرفة وعنصرية ولا تؤمن بالسلام، وبل من أبجديات وصولها لسدة الحكم هو القضاء على كل ما يتصل بالعملية السلمية، وإعادة الحقوق لأصحابها الشرعيين، وتم البدء في توسيع وبناء مستوطنات جديدة حتى قبل أن تُعلن عن هذه الحكومة، فيأتي عام جديد من النكبة المتواصلة، والمستوطنات لازالت جاثمة فوق أرضنا المحتلة، والعاصمة القدس تعاني من خنقها الاقتصادي والجغرافي والإنساني، واللاجئون في كل مكان يعانون، وفي المخيمات الفلسطينية بسوريا يدفعون ثمن الحرب الأهلية، وتم تشريد غالبيتهم الى خارج سوريا بعد أن استشهد منهم المئات وجرح الآلاف ودمرت منازلهم وشوارعهم والمخيمات الفقيرة، وكأن النكبة تأبى إلا أن تعيد نفسها في كل مرة لكي تبقى ذكرى الجريمة الدولية حاضرة. لمعالجة تداعيات وآثار النكبة، يجب البدء أولا في تغذية الوعي في الأجيال الفلسطينية وعلى كافة المستويات والفئات بأسباب النكبة وتحليل النتائج التي أوصلت شعبنا إلى هذا الوقت الصعب، وكما أن هذا الوعي بحاجة إلى أن يكون وعيا عالميا، بحيث يجب على الدول التي ساعدت في حصول (إسرائيل) على قرارات أممية تجعل منها (دولة) بعد أن كانت مجموعة من المنظمات والعصابات والجمعيات، أن تعمل على قيام الدولة الفلسطينية وأن يعملوا على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكي يعيش الفلسطيني فوق أرضه بكرامة وسيادة. وهذا الوعي يقود إلى التأثير التراكمي في الرأي العام العالمي، فهناك مسؤولية فلسطينية نحو جذب المشاركة الإنسانية الأممية لقضيتنا على الصعيد الشعبي والرسمي وإدراك أعماق، وأبعاد الواقع السيء والكارثي الذي يعيشه الفلسطيني فوق جغرافيا تواجده فوق الأرض المحتلة أو في أماكن اللجوء والنزوح القسري والإجباري الممتد منذ النكبة قبل 67 عاما وحتى اليوم. في الذكرى السابعة والستين لنكبة فلسطين، يكبر فينا الأمل بقرب التحرير والانعتاق، وإعادة التاريخ إلى سياقه الطبيعي، وهذا الأمل يجب أن يكبر مع الأطفال والكبار، ولكي لا ننسى أننا شعب تحت الاحتلال، وشفاهية الوعي تعيد لنا ترميم الطريق بحيث لا يمكن للزمن أن يمحو آثاره . أنهي مقالي بما قاله الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش : "الحكاية لا تبدأ من النهاية .. لم ننس البداية، لا مفاتيح بيوتنا، ولا مصابيح الطريق التي أضاءها دمنا، لا الشهداء الذين أخصبوا وحدة الأرض والشعب والتاريخ، ولا الأحياء الذين ولدوا على قارعة الطريق، الذي لا يؤدي إلا إلى الوطن الروح، ما دامت روح الوطن حية فينا".