أكتب عن سلوان....سلوان وجعنا وألمنا...سلوان طريقنا للأقصى والقيامة...سلوان رغم ما يجري من خذلان وتساقط من اناس فقدوا كل قيم ومعاني الإنتماء،فنحن واثقون بأنك ستبقين قلعة من قلاع القدس الصامدة....سلوان في دائرة الاستهداف والاحتلال يجند كل طاقاته وإمكانياته ومستوياته السياسية والأمنية والشرطية، وكذلك كل جمعياته الإستيطانية ومؤسساته من أجل تهويدها والسيطرة عليها،ويندرج في إطار ذلك تجنيد مرتزقة وعملاء وعديمي الضمير والأخلاق والانتماء لتحقيق هذا الهدف.
أكثر من مرة جرى تسريب عقارات في سلوان... وكان ذلك كفيلاً ليس لأهل سلوان والقدس أن يدركوا حجم الخطر المحدق بهم، بل لمن هم يبيعون الشعارات ويطلقون الخطب والبيانات خلف جدار الفصل العنصري، بأن القدس عاصمتنا الأبدية.... سلوان والقدس بحاجة الى أكثر من خطبة وشعار ومقال ومؤتمر صحفي... سلوان بحاجة الى دعم جدي وحقيقي في أرض الواقع.. سلوان بحاجة الى وقفة شاملة على كل الصعد والمستويات... وما يجري في سلوان يجري في قرية النبي صموئيل المحاصرة بالإستيطان من كل الجوانب... بؤرة استيطانية من ثلاثة مستوطنين يسيير لها الاحتلال باصا خصوصيا، وقرية كاملة ممنوع على أهلها الوصول للقدس، والوصول للضفة الغربية عبر معبر خاص.
قرية تفتقر إلى كل أشكال وأنواع الخدمات لا يزيد من تبقى من أهلها على (250) نسمة...من أجل بقائهم وصمودهم لو كانت هناك سلطة حقيقية تريد القدس لسجلتهم كمتفرغين على احد اجهزتها ودفعت لهم رواتب شهرية لقاء البقاء والصمود بدلاً ما تدفعه من ملايين على اجهزة ومتفرغين لا يقدمون للوطن شيئاً.
سلوان يجب ان تدق جدران الخزان لكل مقدسي، بأن يلتفت الى كل شاردة وواردة من حوله، فهناك الكثير من يلبسون لبوس الدين او الوطن، ويدعون الحرص على عدم ضياع وتسريب العقارات لجهات مشبوهة وجمعيات إستيطانية، يظهرون في ثوب وعاظ ونساك، وهم شياطين وثعابين ومتاجرين بالدين والوطن،ولا تبرير لأي كان أن يقول قد جرى التغرير بي، أو بأنني بعت لفلان او علان،وفلان أو علان معروف بتدينه وتقواه، فاليوم جزء من عدة النصب والاحتيال عند البعض هو التستر بالدين، تماماً كما هو دور العملاء (العصافير) داخل السجون في غرف العار، الاحتلال يغير وجوه عملائه حسب المرحلة ونوعها، ولا يعقل ان يباع عقار بثلاثة او أربعة أضعاف سعره، ويكون قصد البيع شريفاً، ويكفينا اختلاقا للحجج والذرائع، يجب أن نسمي الأمور بأسمائها، وأن تكون الحقائق عارية، يجب نشر وتعميم الأسماء على الناس علناً حتى تأخذ حذرها وحيطتها.
لجان الدفاع عن الأراضي والعقارات،يجب ان تكون لجان فاعلة ولها دور في توثيق كل عقارات البلدة وملكيتها،ومتابعة ادق الأمور في هذا الجانب،ويجب ان تكون مرجعية في بيع او شراء أي عقار،وأن تقف بكل حزم امام كل من يقدمون على بيع عقاراتهم وممتلكاتهم دون علمها ومعرفتها ومصادقتها.
الغريب اليوم أننا اصبحنا نقف امام نغمة جديدة، ونسمع العديد من الأصوات النشاز الناعقة، والتي تقول إما ان تقوم السلطة بشراء عقاري بالسعر المطلوب، أو أقوم ببيهع لليهود، هذه الناس الفاقدة لكل معاني القيم والانتماء، يجب أيضاً مساءلتها ومحاسبتها، بدل السكوت عليها، ولو كان هناك حركة وطنية قوية، او سلطة واجهزة تقوم بدورها وواجباتها، لما وجدنا بان مثل هذه الأصوات تتكاثر تكاثر الطحالب في المياه الآسنه.
نعم سلوان في دائرة الاستهداف الأول من بلدات ما يسمى بالحوض المقدس، فهي في فكرهم وتراثهم الديني، التوراتي والتلمودي مدينة داود، وبالسيطرة على بلدة سلوان تفتح لهم الطريق وتصبح معبدة للسيطرة على المسجد الأقصى، هذا المسجد الذي سيطرح موضوع تقسيمه على ما يسمى بالكنيست الإسرائيلي الشهر القادم، في ظل موقف عربي وإسلامي مخزي، ويعبر عن حالة إنهيار غير مسبوقة، ونحن لا نريد ان نسمع المزيد من الشعارات والاسطوانة المشروخة التي يرددها من هم اوصياء على المقدسات والأقصى، فالمرحلة مرحلة فعل وتصدي جدي وحقيقي، لمن أراد ان يكون اميناً على الأقصى فليكن قدر الأمانة.
سلوان يريدون لها أن تكون الرابط بين بؤرهم الإستيطانية داخل البلدة القديمة وخارجها، بسيطرتهم على سلوان يحكمون السيطرة كاملة على القصور الأموية،وعلى كامل المنطقة الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى. وسيعملون على تغيير طابع المنطقة العربي – الإسلامي، وسيسرقون آثارها ويزورن تاريخها، بإقامة أبنية جديدة تحاكي ما يسمى بتاريخهم وحضارتهم ووجودهم المزعوم في هذه الأرض.
الخطر داهم علينا جميعاً كمقدسيين، صحيح بأن بلدة مستهدفة اكثر من الأخرى، ولكن الاستهداف يطال الجميع، البلدة القديمة، سلوان، الشيخ جراح، الصوانة والطور، شعفاط وبيت حنينا، العيساوية، جبل المكبر، صور باهر، ام طوبا، الثوري وبيت صفافا، هذا الخطر يتطلب منا جميعاً أن نتوحد وان نصهر جهودنا في بوتقة واحدة، يجب ان يكون هناك جسم مقدسي علني يقود المدينة في كل نواحي وشؤون حياتها، ويقف على همومها واحتياجاتها، جسم على غرار لجنة المتابعة العربية في الداخل الفلسطيني، فنحن اليوم أحوج من أي يوم آخر لهذا الجسم، جسم يمثل فيه كل ألوان الطيف السياسي والمؤسساتي والمجتمعي المقدسي، يتولى التنسيق مع كل الجهات الرسمية التي لها علاقة بالقدس.
سلوان حرب مستعرة عليها، بغرض تهويدها، معركة يضخ فيها الاحتلال مليارات الدولارات، لأنه يعرف معنى وقيمة سلوان والأرض، ويحقق اختراقا هنا وهناك مع بعض المرضى وعديمي الضمير والقيم والأخلاق، وفاقدي أي معنى من معاني الانتماء والشرف، ولكن ما يحدث يجب ان يكون درساً قاسياً للجميع لسلوان والقدس، والحركة الوطنية والسلطة، بأن معركة القدس يجب ان توحد الجميع، وأن يدفع الثمن فيها الجميع، وأن يدافع عنها الجميع، وأن يسهم في حمايتها الجميع.