ابتسمت رغم الألم عندما حدثني أحد زملاءنا في الوفد الفلسطيني الموحد أن وفد فتح كان يفتخر بمشاركة فتح في النضال و المقاومة والتصدي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة من خلال كتائب شهداء الأقصى لواء الشهيد نضال العامودي و لم أستغرب ذلك رغم تقديري أن غالبية القيادة في اللجنة المركزية ترفض الاعتراف بأي مجموعات عسكرية للحركة بل وترفض اعتبارهم أبناء شرعيين للحركة وربما تعتبرهم متجنحين مثلي ومن السخرية ما أخبرني به أخ آخر في نفس الوفد أنه تفاجأ من سؤال القيادات الفتحاوية في الوفد واستفساراتهم عن علاقة لواء الشهيد العامودي بالتيار الوطني الذي يقوده دحلان!!! ورغم ذلك أكد أنهم كانوا يرددون لحماس بأنهم ليسوا وحدهم في الميدان وأن" فتح تقاتل معهم جنبا لجنب وكتفا بكتف" وهذا صحيح تماما ولكن السؤال هنا هل كلفت القيادة نفسها برفع سماعة التليفون والاطمئنان على مقاتليها اللذين افتخرت بهم أثناء المفاوضات بعد أن انتهت الحرب؟ أو حتى قامت بسؤالهم عن احتياجاتهم الضرورية وتعزيتهم في الشهداء منهم وإمكانية مساعدة جرحاهم وتطييب خواطر من فقدوا بيوتهم منهم؟ أم أن دورهم انتهى بعد الحرب وعادت قيادتنا الحكيمة إلى عاداتها القديمة برفضهم الاعتراف أو التعرف على أبطال فتح الذين رفعوا رأس الحركة وأبناءها وهذا ينطبق على كل المجموعات العسكرية الفتحاوية لواء العاصفة وفيصل الحسيني وغيرهم من الذين اجتهدوا وقدموا دون أن ينتظروا أوامر أو توجيهات من أحد..... وكأن الحفاظ على هؤلاء الأبطال ليس مصلحة فتحاوية أو وطنية ،وقبل أيام أسعدني تصريح فخامة الرئيس بفخره واعتزازه بوجود أكثر من 850 شهيد فتحاوي في الحرب وهذا مؤشر واضح للعطاء والنضال الفتحاوي المتواصل ويخرس كل المزايدين على فتح وتضحياتها ،ولكن السؤال الأهم هنا ، هل تبنت حركة فتح 850 بيت عزاء وغطت مصروفاتها ولم تقصر مع ذوي الشهداء ؟ وهل كفكفت الحركة دموع الثكلى والمكلومين من أسر الشهداء وذويهم ؟وأتمنى أن تجيب القيادة رغم أن معلوماتي التي آمل أن لا تكون سليمة أن أقاليم وقيادة فتح في غزة خجلوا من زيارة أسر الشهداء وعيادة الجرحى بسبب قصور الحركة في توفير الحد الأدنى من الإمكانات لأسر الشهداء أو بيوت عزاءهم’’’’’’’’ وأخيرا أين قيادة الحركة من آلاف الجرحى الفتحاويين ؟ هل ضمدت جراحهم ووفرت لهم العلاج اللازم ؟أو على الأقل هل وفرت للأقاليم الإمكانات اللازمة لثمن "بوكيه" باقة ورد لعيادتهم وتهنئتهم بالسلامة ؟و ماذا قدمت قيادة الحركة لأبنائها الذين تشردوا من بيوتهم خاصة وأن حماس قدمت لعناصرها مبلغ مالي لتدبير احتياجاتهم الطارئة ،أم أن المصلحة الوطنية والفتحاوية لا تتطلب إزعاج قيادة الحركة بقضايا الشهداء والجرحى والمشردين وفقط كل ما يلزم قيادة الحركة هو حصرا دقيقا للتضحيات الفتحاوية لاستخدامها في حرب المزايدات مع الفصائل الوطنية والإسلامية أما أبناء الحركة المتضررين فسيشملهم برنامج أعمار غزة حينما يحدث ،والقلوب الفتحاوية المكسورة يعالجها الزمن ويا قائدنا بايعناك ..وهذا هو القائد هذا هو ،إن كنا بره أو جوه،وختاما الرحمة والمغفرة والنور للخالد فينا أبو عمار الذي كانت قيادة فتح وهو على رأسها خادمين لأبناء فتح وفلسطين في عصره ولم تكن فتح وفلسطين خادما لهم ولمصالحهم يوما من أيام عهده.