أولاً: في القدس: 1. أثبتت الأحداث أن المنهجية الصهيونية المدروسة لاجتثاث القيادات والنخب قد نجحت، وأحدثت فراغاً حقيقياً في القيادة وفي القدرة على التوجيه داخل المجتمع المقدسي. 2. في المقابل أثبتت الأحداث كذلك أن مواجهة الاحتلال هي خيار جماعي كامن لدى جميع المقدسيين، لا يتوقف على وجود قيادة أو تنظيمات تزرعه وتعبئه. 3. كرّس المقدسيون معادلة مباشرة للمستوطنين وللدولة الصهيونية: أن لكل فعل رد فعل، وأن هناك ما يخشونه في القدس، هناك مجتمع قادر على جباية حقه بيده، أو جزء من حقه على الأقل.
أمام هبة القدس أحد احتمالين:
الأول: أن تتفاعل وتتدحرج لتستقطب تجاوباً من الضفة الغربية، خصوصاً إذا ما ارتقى عدد أكبر من الشهداء، لتتحول إلى انتفاضة شاملة تغير إجمالي المعادلة في الضفة وعموم فلسطين. الثاني: أن تبقى هبة داخلية محدودة بالقدس نتيجة عدم جاهزية الضفة على مستوى الجماهير وعلى مستوى السلطة.
في الحالتين القدس ستستفيد من هبتها:
إن تحولت المواجهة إلى انتفاضة: تعيد التفاف الفلسطينيين على خيار موحد، وتنهي حالة الرخاء والنمو المستمر التي شهدها الاقتصاد الإسرائيلي على مدى 8 سنوات خلت، وحالة الاسترخاء التي عاشها المجتمع الصهيوني تجاه حماية جبهته الداخلية، ويعيد الخطر الوجودي على إسرائيل إلى الواجهة.
إن بقيت محدودة في القدس: تكريس معادلة ردع مع المحتل، وأن لديه ما يخشاه، وأن هناك مجتمعاً مقدسياً موجوداً وليس ذائباً رغم كل المحاولات، لا بد أن تخفف القيود عنه وأن تحترم اختياراته لأنه قادر على الرد والإيلام.
أولويات المرحلة في القدس: استثمار الهبة الشعبية لتحقيق مكتسبات دائمة، وإعادة مخططات التهويد خطواتٍ إلى الخلف: 1. القطار الخفيف أكبر استثمار للاحتلال في القدس، وأكبر مشروع تهويدي لربط المستوطنات وجعل الحياة فيها ممكنة. لا يكفي إحراق محطة شعفاط. هذا القطار يجب أن يصبح جزءاً من الماضي، ببناه التحتية وعرباته. 2. الممنوعون من دخول المسجد الأقصى: أن يطلقوا حملة دخول جماعي، للمئات منهم معاً ضمن الآلاف الغاضبة يوم غد، وليفعل الاحتلال ما يشاء. لا بد أن يكسر المنع. 3. المقاطعة الاقتصادية: يحرق محمد أبو خضير فجراً وهناك من المقدسيين من يملؤون كانيون المالحة ومنشآت رامي ليفي، يجب أن يصبح هذا جزءاً من الماضي، وأن تعود المقاطعة خياراً أول، وأن ينتعش تجار القدس في البلدة القديمة وغيرها ليتمكنوا من مواصلة الحياة. 4. المستوطنون: المعادلة بسيطة: ما دمنا غير آمنين على أولادنا، فأنتم غير آمنون على حياتكم، هذه بتلك. هذه خيارات المجتمعات الحية، وأي خيار دونها هو الفناء.