القدس المحتلة - قدس الإخبارية: كشفت القناة 12 العبرية، مساء السبت 29 يوليو\تموز 2023، في تقرير مصور، النقاب عن وجود تنسيق وتعاون بين العديد من وزارات الاحتلال لرصد ميزانيات وبذل الجهود من أجل تنفيذ رؤية ترميم "الهيكل" المزعوم في ساحات المسجد الأقصى الشريف.
ووفقًا للقناة، يعلق مؤيدو تحقيق الرؤية لبناء "الهيكل" المزعوم آمالهم على "5 بقرات حمراء" تم اختيارها بعناية حسب الشروط التي تنص عليها الكتب اليهودية، حيث تم جلبها على متن طائرة من ولاية تكساس الأميركية، وأكدت القناة أن وزارة حكومية لدى الاحتلال رصدت ميزانية لاستيراد البقرات الخمس وتربيتها.
وقبيل بناء "الهيكل"، تزعم التعاليم التوراتية بوجوب حرق البقرة الحمراء على جبل الزيتون، ومن ثّم نثر رمادها قبالة الأقصى إيذانا ببدء طقوس إقامة "الهيكل الثالث" والتجهيز لصعود ملايين اليهود إلى المسجد الأقصى أو جبل الهيكل بالتسمية التوراتية.
حول ذلك، يقول الباحث والمتخصص في شؤون القدس عبد الله معروف، إن الأخبار حول البقرات الخمس لم تكن مفاجئة في الحقيقة، لأن البحث عن البقرة الحمراء، لم تكن مسألة حديثة بل يعمل عليها منذ سنوات.
ويضيف معروف في حديثه لـ "شبكة قدس": "قبل 15 عامًا، جاؤوا ببقرة حمراء، قالوا إنه تم تربيتها في النقب المحتل، إلا أن الحاخامات حينها اعترضوا عليها، لأن البقرة ظهرت فيها شعرات سوداء."
ويشير معروف إلى أنه: "لا يستبعد أن هذه البقرات التي جلبوها من تكساس تم هندستها جينيًا أو تهيأتها لإقناع المستوطن الحريدي بها، وفي حال تمكن هذه الجماعات من اقناع التيار الحريدي من جدوى ما تقوم به حاليا فإنه بنذر بخطر كبير في المسجد الأقصى حيث ستفتح الباب للملايين من التيار الحريدي لاقتحام المسجد الأقصى"
ويبين معروف أن هدف الفكرة هو إشعال المنطقة بالكامل عبر توسيع مساحة المقتنعين بفكرة اقتحام المسجد الأقصى حيث نعلم أن الجماعات المتطرفة في الوقت الحالي لا تستطيع أن تجمع أكثر من ألفين ومئتين مستوطن.
ويؤكد الباحث والمتخصص في شؤون القدس على أن الحكومة والتيار الديني المتطرف يعملان معًا على هذا المشروع، حيث أن مشروع البقرة الحمراء، أصبح مشروعًا سياسيًا الآن وهو ما قد يجرّ المنطقة بالكامل إلى ما لا يحمد عقباه، على حد وصفه.
من جانبه، يقول الخبير في تاريخ القدس والأقصى جمال عمرو إن موضوع البقرات ليس مستغربا على الاطلاق، وهم عادة يضفون شيئًا اسطوري على معتقداتهم، حيث يجلبون البقرة، ومن ثم حرقها في جبل الزيتون قبالة الأقصى، وهناك "يتطهرون" ويقولون إنهم سيأتون باليهود من كل العالم، ثم يذهبوا إلى هيكلهم المزعوم تحت المسجد الأقصى، وأنهم سيقومون قدس الأقداس أمام المسجد الأقصى ويدخل الحاخام الأكبر.
ويشير عمرو في حديثه لـ "شبكة قدس": أن التيار الديني يقوم بكل التحضيرات لهذه المشروع من معهد الهيكل الذي أقاموه، والآنية التي سيغسلون أيديهم بها، والمستوطنين الفتية الذين يتدربون على هذا اليوم، والأعلام، وجهزوا لهذا أزياء وتدريبات خاصة، وأذاعوا أفلام حول مشروع البقرة.
ويلفت عمرو إلى أن هذا المشروع يأتي استكمالًا لمشاريع البنية التحتية في القدس، والتي تسير خطوة بخطوة، حيث نشاهد بنية تحتية من نوعٍ اخر، بحفر64 حفرية في محيط الأقصى وتحته، وهذه الحفريات صنعت مدينة كاملها اسمها مدينة أو قرية داوود، تحتوي على 101 كنيس يهودي.
ويؤكد عمرو على أن هذه المشاريع تكون رؤية تلمودية لجعل القدس عاصمة يهودية وتلمودية خالصة، إضافة إلى مشاريع الاستيطان التي ضخت 250 ألف مستوطن في الشطر الشرقي من القدس.