شبكة قدس الإخبارية

شافيز وحامية النار المقدسة

حمدي فراج
يتصادف رحيل الزعيم الفنزويلي هوغو شافيز مع الاحتفالات بيوم المرأة العالمي المعتمد من قبل الامم المتحدة في الثامن من آذار من كل عام سبعينيات القرن الماضي ، والتي يطلق عليها في العديد من ادبيات الشعوب المختلفة "حامية النار المقدسة "، وليست بالطبع كل النيران مقدسة، فالنار التي يشعلها الجنود المحتلون لا تعتبر نارا مقدسة حتى وهم ينشدون دفئها في اصقاع بلاد ليست بلادهم، والنيران التي يشعلها السجانون ليست مقدسة، لطالما خلف ابوابهم صرير عتمة أطبقت على تطلعات آدميين واجهزت على أحلامهم في وطن حر ينشد ان يكون له مكانا تحت شمس الله الساطعة . وهذا ما فعله الرئيس شافيز مع فنزويلا، وهذا ما جعل منه رمزا فنزويليا وامريكيا وعالميا. كل الناس يموتون، بما في ذلك الرؤساء، عن مثل سنه واحيانا أقل كما عبد الناصر والهواري بومدين، ولكن لماذا كل الحزن ولماذا كل هذه الدموع بجنسيات مختلفة تبكيه الى هذا الحد، ولماذا كل هذا الشعور بالفجيعة، ولماذا لا يتم السير على هديه خاصة في البلدان التي لها تقاسيم مشتركة مع فنزويلا، لطالما أنها – الطريق- تخلد سائريها وتجعل منهم اشباه آلهة، بدلا من تظل شعوبهم تلعنهم الى يوم الساعة . حكم أربعة عشر عاماً، هي أقل من أي مدة حكم فيها أي زعيم عربي ممن حكموا ثلاثين واربعين سنة، وبالمجمل حكموا حتى الموت، ملوكا وامراء ورؤساء وسلاطين، لم يحققوا ما حققه هذا الزعيم، على كافة الصعد، للدرجة التي وصلت ببعضهم ان يبدد منجزات غيره، كما فعل السادات ومبارك بمصر، وحتى البعض الذي رفع شعارات تقدمية، ومارس عكسها مثل انظمة البعث "قالوا بالوحدة.. لكن زادوا القطرية ذيلا قبليا"، وحتى الاسلاميين الذين لطالما انتقدوا امريكا وهم في المعارضة، سرعان ما قفزوا الى عربتها بعدما تسلموا السلطة. ومن بين أكثر المشاهد المؤثرة مشهد السيدة الفنزويلة التي تقول في معرض تأبينها لرئيسها، ان لا يقلق على المسيرة التي بدأها ورحل عنها مبكرا ـ قالت : انا هنا، سأحافظ عليها واحفظها، وكأنها تقول انا أحفظ نارك المقدسة، وفي خيمة التضامن مع الاسرى تحولت – الخيمة – الى مكان تأبيني بشافيز، علقت صوره واعلام سوداء على اسطح المنازل، حضرت مالكة ابو عكر والدة أحد شهداء الانتفاضة الاولى، التي كانت التقت شافيز في عاصمته قبل عدة سنوات، وقالت اأه ميزها كفلسطينية من خلال ثوبها الفلاحي المطرز بالحرير، وعمدها وقبل يديها وقال لها فيفا فلسطين. ولانها ايضا تحرس نيرانا مقدسة دعت جميع المتواجدين الى ان يأكلوا "زلابية" تصنعها خصيصاً على روحه الطاهرة. بمناسبة يوم المرأة العالمي .. كل عام وانت بخير و حارسة لنارنا المقدسة