رام الله - خاص قُدس الإخبارية: أكدت الزميلة الصحفية شذى حماد، أن قرار مؤسسة "تومسون رويترز" سحب الجائزة التي منحتها إياها بعد ضغوطات من مؤسسة صهيونية، لن يمنعها من الاستمرار في الانحياز إلى قضايا شعبها ومجتمعها، في مواجهة الحملة الاستعمارية الإسرائيلية المستمرة عليه.
وأوضحت حماد، في لقاء مع "شبكة قدس"، أنها فازت بجائزة "كورت شورك" من مؤسسة "تومسون رويترز"، بناء على تقييم 3 مقالات نشرتها على موقع "ميدل ايست آي"، أولها عن بدايات حالة المقاومة الحالية في مخيم جنين وثانيها عن شهيد طفل بلغة إنسانية وثالثها عن قرية محاصرة في مسافر يطا.
وتابعت: خلال هذه الفترة منذ 12 أيلول/سبتمبر حضرت للسفر إلى لندن، وكانت المؤسسة تنتظر وصول جواز السفر لإجراء عمليات حجز تذاكر الطيران والفندق، لكن خلال هذه الفترة أطلقت مؤسسة "HonestReporting" الصهيونية المتخصصة في متابعة الصحفيين العاملين في المؤسسات الدولية حملة تحريض ضدي، واستخدمت منشورات قديمة على صفحتي في "الفيسبوك" تعود إلى 2014، وزعموا أنها تندرج تحت التهمة الفضفاضة "معاداة السامية" التي تستخدمها لكتم الأصوات، وأحد البيانات المستخدمة ضدي تعليق لم أجده على صفحتي، وهو غير حقيقي وغير مكتوب بلغتي المعهودة، واستجابت المؤسسة لهذه الضغوط وقررت سحب الجائزة مني.
وذكرت شذى أن المؤسسة أجرت معها "مقابلة" أو "تحقيق" عبر الفيديو، وقالت: لم يكن الهدف من هذه الجلسة الاستماع لتوضيحاتي بل فقط إثبات أن هذه المنشورات لي، وقد أوضحت لهم طبيعة كل منشور، لكنهم أرسلوا لي رسالة سحب الجائزة ونشروا بياناً خاصاً بذلك.
وأشارت إلى أن المؤسسة الصهيونية بدأت بعد إعلان النتائج في التحرك والضغط على "رويترز" من أجل سحب الجائزة منها، واعتبرت أن "الخضوع لهذه المجموعات الصهيونية غير مهني ويفقد الجائزة مهنيتها ونزاهتها".
وأضافت: هذه التجربة تطرح سؤالاً كبيراً عن نزاهة هذه المؤسسات واستقلاليتها وتحررها من الضغوطات الصهيونية.
شذى شددت على التزامها بقضايا الناس والمجتمع الفلسطيني، وقالت: نجاح كل مقال صحفي لا يعود لي فقط، بل للناس الذين يتحدث عنهم وعن معاناتهم ومآسيهم، المجتمع الذي تحدث رغم كل الظروف الصعبة والتحديات، وأقل ما نقدمه لهم أن نبقى أوفياء لقضاياهم، لولا أنني بنت هذه البلاد ومن هذا المجتمع ولقربي منهم وجزء من معاناتهم، لما كان هذا التفاعل الذي رأيته.
وتابعت: هذا التفاعل جزء رئيسي من نجاح مقالاتي، هذه المقالات التي تحدثت عن قضايا وبلغة لأول مرة تخرج على الإعلام الدولي، كثير من المقالات التي نشرتها على موقع "ميدل ايست آي" كان لها تأثير كبير، هنا أذكر مقالي عن رشيد طليب عن الدخول إلى فلسطين، كان له تأثير على قرارها وقد شاركته على صفحتها، بالإضافة إلى المقال الذي حللت فيه حالة المقاومة في جنين، المقال يدرس حالة مستمرة ويبقى صالحاً لفهم الحالة في كل يوم.
وذكرت شذى مقال مسافر يطا الذي تناول قضايا هامة في معاناة الفلسطينيين هناك، بالإضافة لبروفايلات الشهداء الذين حرصت على إبقاء قضيتهم حية في الإعلام الدولي، وأشارت إلى المقالات التي تحدثت عن انتهاكات الأجهزة الأمنية الفلسطينية بحق الإعلام وهي قضية غير مطروحة عادة على الإعلام العربي.
شذى تعرضت لاعتداء من قبل عناصر أمنية خلال تغطيتها للمسيرات التي عمت الشارع الفلسطيني، بعد اغتيال المناضل نزار بنات، في حزيران/يونيو 2021.
وقالت: رغم الضغوطات والحصار المستمر الذي يلاحقنا بسبب وفائنا لقضايا شعبنا، إلا أننا لن نغير مواقفنا، وفي السابق تعرضت لتهديدات من قبل الاحتلال والأجهزة الأمنية، وبقيت كما أنا أكتب فلسطين المحتلة والشهداء وحافظت على وفائي لقضايا شعبي.
وعن حملة المؤسسات الصهيونية ضد الصحفيين الفلسطينيين، أوضحت شذى: مؤسسة "HonestReporting" تضم جنوداً في الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتجدر الإشارة إلى مؤسسات صهيونية أخرى ناشطة في مجال ملاحقة الصحفيين الفلسطينيين إحداها يديرها مدعِ عام في محاكم الاحتلال الإسرائيلي، لذلك فإن هذه المؤسسات جزء من السياق الاستعماري الإسرائيلي الذي يعتدي على الصحفيين الفلسطينيين في الميدان، ويلاحقهم أيضاً في الإعلام الدولي، وهذا سياق طويل يتعرض له الصحفيون الفلسطينيون لأهداف متعددة بينها عزلنا عن الإعلام الدولي وحجب صوت فلسطين عن الإعلام الدولي.
وتابعت: في ظل هذه الحرب المفتوحة على الصحفيين الفلسطينيين، نحتاج إلى حراك منظم لمواجهة هذه المؤسسات الصهيونية التي تضم جنوداً في جيش الاحتلال، نحتاج لتشكيل "لوبي" أو حراك لمواجهة الآلة الاستعمارية التي تحاول تغييب صوتنا والقضاء علينا.
وفي رسالة للمجتمع والصحافة الفلسطينية، قالت: سأبقى طوال الوقت صوتاً لشعبي وقضيتي وهذه الضغوطات والحرب لن تحطمني، في كل مرة نتعرض لمثل هذه الضغوطات كنا نصل لنقطة الصفر ثم نعود للبناء من الجديد.
وأضافت: رسالتي للإعلام الدولي أنه دائماً يتغنى بالموضوعية والحياد ومختلف المصطلحات الفضفاضة، التي يعمل على إسقاطها علينا، لكنه في الواقع لا يلتزم بها، بل يخضع لمطالب الاحتلال، أسهل شيء للإعلام الدولي هو ممارسة التشويه والإقصاء ضدنا، لذلك يجب أن يراجع نفسه بناء على المعايير التي يدعي أنه يحملها.
تخرجت شذى من تخصص الإعلام والعلوم السياسية في جامعة بيرزيت، عام 2011، وبدأت العمل في الإعلام، والتحقت بالإعلام الدولي منذ عام 2017 وانضمت إلى موقع "ميدل إيست آي" عام 2018، وحالياً تحضر لاتمام رسالة الماجستير في مسار "قضايا عربية معاصرة"، من جامعة بيرزيت.