الأخوة في حركة فتح حفظكم الله… لا يعقل أن يختزل نضال حركة عملاقة في تستر فاسد وقاتل خلف كوفيتها ويقود جمهورها للمجهول، إلى أن وصل الحال بخلاف مع الفصائل تلاه خلاف وانشقاق فتحاوي تلاه خلاف أكثر حدة مع الفصائل وأطراف في فتح كما الأسير مروان البرغوثي ثم مؤخرا خلاف فتحاوي جديد أفرز انشقاقات وتدهورا انعكس على سلوك الحركة مع الشعب.
" اللي بحكي بنلقه على ثمه"
" اللي بدوش يعيش تحت صرامي فتح ما يضل هون"
" اللي مش عاجبه يروح ع غزة"
" توقفوا عن المطالبة بمحاكمة قتلة نزار وإلا"
" لا تختبروا صبرنا"
"لا تستفزونا فنحن لا نرحم"
وكثير من الشعارات ترجمت مؤخرا بحالة التدهور السياسي والأمني من خلال إلغاء الانتخابات وتصعيد الإقصاء والاعتقال والتعذيب وقتل بالعتلات؛ وليس آخرها سحل وضرب وإطلاق نار واعتداء على الفتيات والقامات.
الإخوة في حركة فتح حفظكم الله…
من يسعى لإلغاء الآخر حتما سيلغي نفسه لأن فكرة الآخر ستتحول لمرض نفسي في قيادة معينة تفصل وتخوّن كل من يقول لها "لا"؛ وهذا يعتبر مقبرة للحركة أو فكر التنظيم ليتحول إلى معادلة الحزب الحاكم التي تربطها مصالح مالية وتغطية فاسدين وغيرها، وهذا سيزيد التعقيد في إعادة الترتيب وبعض الحالات ينهار كما الحزب الحاكم في مصر أيام حبيب العدلي وعمر سليمان ومبارك .
أما روح التنظيم وحيويته فتكمن في قربه من تطلعات شعبه من مقاومته ومن حياته التي يحب؛ ففصائل لديها ديمقراطية البنادق والصواريخ وأسر الجنود في غرفة مشتركة هذا ما يتطلع له الشعب.
يرتاح الشعب لكلمة "مقاوم" ويحبها مع أنها تدلل على المشقة والمواجهة؛ ويخاف الشعب ويكره كلمة "أمن" مع أنها يجب أن تشعره بالارتياح لأنها ارتبطت بالذل والسحل والفساد والعربدة.
يا فتح لديك من الإرث النضالي ما يجعلك تعيدين النظر جيدا في تفعيل القدرات نحو الإيجابية والبناء وليس نحو التنسيق والتمكين والسلام والاستقلال؛ تلك الكلمات التي بدل أن تكون مرتكزا للحياة كانت ويلات على الشعب لمخالفة مضمونها عنوانها.
ليس عيبا أن تخطىء كتنظيم أو شخص؛ ولكن العيب والكارثة أن تلجأ لتغطية الخطأ بالخطأ؛ فبدل التصحيح يتراكم سلوك الفوضى ما ينعكس على تصرفات القيادة والأفراد فيبدأ الانهيار وتضعف النفوس وتركن للراحة وأسهل شيء الشتم والتخوين والعربدة؛ وأصعب شيء البناء والإعداد والتجهيز والتربية والقانون والنظام.
يا فتح ننتظر منك الكثير في الأيام القادمة.. لا نحب أن يختطفك فاسد يتغطى بكوفية الياسر ليواجه الشعب.
يا فتح فيكم الأصيل والثائر وأهل الشهيد والأسير فلا يمكن أن تساق هذه الجموع لخدمة فئة فاسدة قاتلة، لا تهينوا هيبة نضالكم لإرضاء فسادهم وعربدتهم.
وجاء اغتيال الشهيد نزار بنات وسبقه سيف القدس الذي عزز النفسية المنتصرة للشعب؛ وقبله إلغاء الانتخابات ومن قبله ترهل كبير في المنظمة والوزارات، لذلك الآن باتت فتح على المحك والكل ينتظر منها موقفا واضحا لا تشوشه فكرة بُعبع المؤامرة ولا أفكار الشيطان؛ فقط بات الآن قرار أحرارها على المحك من قلوبهم لينتقل إلى تعميماتهم وهيكلهم التنظيمي.
يا فتح لك القرار الآن..
* إن رأيت في المشاركة والوحدة الوطنية ووقف الفساد والتغول ومحاكمة قتلة نزار مسارا لتجديد الروح لفتح وانخراطها في عملية ديمقراطية وتداول للسلطة واحترام صوت الشعب؛ فلزاما وفورا عليها وقف كل التعبئة والكراهية والدفاع عن القتلة والفاسدين والبدء بتصدير شخصياتها المحبوبة للإعلام والشارع وتوزين التصريحات وبناء جسور الثقة التي دمرها فساد فاسد وإجرام قاتل وحاول جر فتح ليكونوا جيشه الذي يبطش دون أن يفهم، ويشرفني أن يكون رئيسي المنتخب من الشعب فتحاويا لأنني أحترم صوت الشعب وأدرك أنه على الأقل منتخب ولديه قوانين لا يمكن أن يتجاوزها، وهذه الحيوية ستجبر فتح وليس فتح وحدها بل كل الفصائل على فرز الأفضل ومضاعفة الإنتاج ونبذ الفاسد وتطوير مشاريع التحرر؛ وستكون الأمور مختلفة تماما عما تريده أدوات الشر لفلسطين وشعبها.
وأما الخيار الثاني فهو صعب على فتح وليس على الشعب، وهو اصطفاف خلف الفاسد ومحاربة الشعب وتدمير السلم الأهلي والقتل بالعتلة والفوضى وأخذ القانون باليد لأنه لا توجد انتخابات ولا قوانين تضبط المنفلت، وبالتالي ستكون الساحة مفتوحة للحثالات أن تتحدث وتصرح وتهاجم وتقتل ورويدا رويدا سينقلون القتل والتخوين أكثر وأكثر إلى داخل الحركة ويحرقون رويدا رويدا إرثا نضاليا وكوادر قوية وموارد مهمة، فقط ليكون الكل عبدا لسيده، وأما الشعب فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون فالتاريخ قال إن الشعوب منتصرة على الظالمين.
الأحبة في حركة فتح الوقت من ذهب وسفينتكم هناك من يحاول إغراقها ليحيا فساده وإجرامه؛ فإذا ضربتم على يده نجى ونجيتم وإذا تركتموه سيغرق وتغرقون.
لديكم الكثير مما يتطلع لكم الشعب أن تقدموه لحركتكم؛ فنقاء الفتح وحيويتها تزيد رصيد التحرر وتسرع للشهداء تطبيق وصيتها.
ننتظر جميعا سلوككم المسار الأول الذي تعيشه كل الشعوب ونتمنى عليكم عدم الانجرار للمسار الثاني.. فالديكتاتورية محرقة الحرية حتى أنها تحرق صاحبها.