ما حصل في المسجد الأقصى قبل أيام ليس مسألة مكبر صوت معزول، فهذه المحطة الثانية من مكبرات الصوت التابعة لشرطة الاحتلال في الأقصى، فهناك مكبرات صوت ركبت بعد هبة باب الأسباط مباشرة في 2017 فوق سطح المدرسة العمرية، بجانب مئذنة الغوانمة في الزاوية الغربية من الرواق الشمالي.
مكبر الصوت ركبته شرطة الاحتلال مؤخرا على نفس الرواق الشمالي، لكن من زاويته الشرقية، وبذلك بات لشرطة الاحتلال مكبرات صوت تسمح لها ببث ما تريد على طول الجهة الشمالية للأقصى، والتي يدخل منها معظم المصلين، وكلاهما في موقع قريب جداً من مكبرات الصوت على المآذن.
هذا يثير أسئلة يجب أن تجد جواباً:
1. هل هذا يقتصر على جهة الشمال فقط؟ أم إن شرطة الاحتلال ماضية في تركيب مكبرات الصوت في مختلف زوايا الأقصى لبث ما تريد؟ ألا تصبح السيطرة على الناس وإرهابهم وتهديدهم وتفريق جمعهم أسهل بوجود مكبرات الصوت؟
2. ماذا لو أراد الاحتلال استخدام مكبرات الصوت التابعة لشرطته لفرض إغلاق الأقصى من جانب واحد دون تنسيق مع أحد؟ قبل أيام كانت هناك جلسة وزارية لمناقشة توصيات مجلس الأمن القومي الصهيوني بخصوص الإغلاقات؛ وكان إغلاق الأقصى على جدول الأعمال بحسب القناة 12 العبرية، لكن نتنياهو أجله في اللحظة الأخيرة... مكبرات الصوت ركبت في صباح ذات اليوم، فهل هذه صدفة؟
3. ماذا لو أراد الاحتلال استخدام مكبرات الصوت الخاصة به هذه لبث إرشادات بالعبرية للمقتحمين الصهاينة؟ وماذا لو استخدمت لإقامة الصلوات اليهودية الجماعية؟ وماذا لو بث عبرها توجيهات بالإنجليزية للمقتحمين الصهاينة المسيحيين الذين يدخلون الأقصى بهيئة سياح؟!.
4. ألا تنص صفقة القرن على أن "الناس من جميع الأديان يجب أن يمكنوا من الصلاة في "جبل المعبد" بما يتناسب بالضبط مع دينهم؟"، فهل نحن أمام مكبر صوت معزول أم أمام تأسيس بنية تحتية خارج سيطرة الأوقاف تمهد لذلك؟.
السؤال الأبرز والأهم هنا، ماذا تبقي إجراءات الاحتلال من دور للأوقاف والأردن؟ وما معنى المسميات الكبيرة من "وصاية" و"ولاية دينية" و"رعاية" ونحن نتفرج على بنية تحتية تُؤسس لفرض إدارة موازية في الأقصى؟.