من جديد أثبتت المقاومة الفلسطينية وأذرعها المختلفة أن يدها العليا قادرة أن تردع وتباغت الاحتلال في عقر داره ومن حيث لا يتوقع ففي الساعات التي كان يتجهز فيها رئيس حكومته بنيامين نتنياهو للاحتفاء بالاعتراف الأمريكي الجديد بسيادته المزعومة على الجولان المحتل جاءه صاروخ كفار سابا ليقض مضجعه هو ومسؤولي مؤسسته الأمنية والعسكرية.
وفجر هذا الصاروخ الذي جاء بعد أيام بسيطة لم تتجاوز أسبوعين لقصف صاروخي آخر لمدينة "تل أبيب" موجة جديدة من الغضب والتخبط في أوساط الاحتلال ويوجه صفعة جديدة لغطرسة نتنياهو الذي بات يحسب لغزة ومقاومتها ألف حساب.
واتضح تقدم المقاومة الحقيقي من خلال محدودية رد الاحتلال واستنفاره الشديد على الحدود وتغيير حركة القطارات ووقفها والرحلات الجوية في مطار بن غوريون وتعطيل الدراسة في مختلف المدن المحتلة عام 1948 وما تبعها من إجراءات، إذ لم يكسر الاحتلال قواعد الاشتباك مع المقاومة.
وحولت المقاومة تل أبيب في هذه الجولة لغيرها من المدن والبلدات المحتلة عام 1948 لتكسر حالة الخوف والهاجس السائد لدى الكثير من الأنظمة والجيوش طوال فترات الصراع والخشية من قصفها واستهداف على اعتبار أنها العاصمة السياسية للاحتلال.
وخلال هذه الجولة لم تلتزم المقاومة الفلسطينية بالصمت والاكتفاء بمقعد المشاهدة فردت بشكلٍ قياسي ووفي وقت وجيز بأكثر من 50 قذيفة وصاروخ انطلقت في مستوطنات غلاف غزة مؤكدة على أنها تلتزم الصمت وستواصل دفاعها عن شعبها وحاضنتها.
ويبدو تفوق المقاومة واضحا ًمن خلال الاعترافات الرسمية لمسؤولين سابقين في دولة الاحتلال أو حتى صحفيها ومراسليهم العسكريين الذين أقروا بتفوق المقاومة الواضح في الفترة الأخيرة من خلال سلوكها على الأرض الذي أثبت تفوقاً عملياتي وحتى سياسي في إدارة التفاوض.
وفي كل مرة من جولات الاشتباك يكتفي الاحتلال بالرد في أهداف تحمل بعد مدني وسياسي وبعض المواقع العسكرية الخاصة بالأذرع العسكرية الأمر الذي أضحى يعكس فشلاً ذريعاً لدى الاحتلال واخفاقاً استخباراتياً وعدم وجود بنك أهداف.