من جديد ينتفض طائر الفينق الفلسطيني المقاوم مسجلاً حضوراً مختلفاً منتفضاً على الظروف والعقبات ومسجلاً صورة من صور النصر والمقاوم في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
عملية عوفرا الأخيرة والتي جاءت في الوقت الذي يبحث فيه الاحتلال عن إغلاق حساب عملية بركان مع منفذها المقاوم المطارد أشرف نعالوة لتسجل فشلاً ذريعاً جديداً وإرباكاً جديداً في حساباته الأمنية والعسكرية ورحلة بحثٍ جديدة عن مقاومٍ جديد نجح في الانسحاب بسلام.
هذه العملية التي أعقبت تصريحات أثارت حفيظة وعضب شريحة واسعة في الشارع الفلسطيني للرئيس محمود عباس تؤكد أنه ورغم الرفض الرسمي لأعلى هرم لخيار المقاوم المسلحة إلا أن الضفة ما زالت حاضرة وقادرة على تسديد الضربات للاحتلال رغم الحالة الأمنية والتشديد الواسع الذي يقوم به الاحتلال لحماية جنوده ومستوطنيه.
إن نجاح العملية التي جرت في وقت كان يتواجد فيه عشرات المستوطن يحملون المشاعل ويحطيون بنصب لأحد قتلى العمليات الفدائية التي نفذت على شارع 60 الاستيطاني، تحديداً مقابل مستوطنة عوفراَ، ودوى فيه رصاص المقاومة يسجل صورة من الصور النجاح المتمثلة في استغلال الحدث ويؤكد الجهد المقاوم المتواصل والمراقب لأي ثغرة وخطأ يمكن عبره تنفيذ عمليات جديدة.
علاوة على ذلك فإن العملية وتنفيذها بهذه الدقة وفي هذه المنطقة والانسحاب بسلام بعد إصابة 9 مستوطنين يؤكد الإعداد الجيد من قبل المنفذين لها ودلالة إضافية على تطور أداء المقاومة في الضفة المحتلة التي يحاول تغيبها منذ أكثر من 10 سنوات عن ساحة العمل المقاوم.
بالإضافة لنجاح العملية فإن ثمة ملاحظات تتلخص فيما يلا:
- أولاً: نجاحات المقاومة المتتالية منذ بداية العام في تنفيذ عشرات العمليات وبشكلٍ خاص عمليات إطلاق النار والدهس والطعن وإيقاع الخسائر سيعزز من مخاوف الاحتلال وسيساهم في ارتفاعها خلال الفترة المقبلة.
- ثانياً: إن كل محاولات طمس العمل المقاوم تأكد حتى الآن فشلها.
- ثالثا: تبدو حالة الوعي والحرص على سلامة المقاومين حاضرة عبر الدعوات التي تعقب كل العمليات التي يتمكن المنفذ من الانسحاب المتمثلة في مسح تسجيلات الكاميرات وغيرها من الإجراءات.
بالإضافة لذلك فإن حضور المقاومين من رام الله وسلواد التي أضحت تقض مضاجع الاحتلال سنوياً ويحسب الاحتلال لها ألف حساب نتيجة للعمليات النوعية التي تشهدها وخروج المقاومين منها في الكثير المن الحالات، يعتبر علامة بارزة في الآونة الأخيرة.