هي ريشة المصمم والفرشاة التي ترسم الواقع في ألوان وتكوينات، هو الحلم والقضية والابداع، وهو كسر حواجز الحدود. هذه هي ريشة فلسطينية، صرح شبابي متأطر بصفحة فيسبوكية يصل ما بين مجموعة من الشباب المبدعين الذين توحدهم أروقة التصميم وخربشات الفوتوشوب واخوانه.
صورة يصنعها تصميم، ينطق بين جنباته آلاف الكلمات الخفية. لوحةٌ من خيوط وألوان يطلقونها، يترأسها الأبيض والأحمر والأسود والأخضر، وإنطباعاتٌ من ملامح الأرض والإنسان والهوية. لتشكّل تلك التصاميم التي يخرجون بها إلى الجمهور المتابع تحت عنوان "أعمال فنية" رسالة تجذب المتفرّج وتعبر عما يجول في فكره.
بدأت فكرة هذا الصرح لأول مرة في ذهن المصمم علي زيد من بلدة قلقيلية ليتجاوز بها حدود بلدته إنطلاقا لنابلس وغزة ومدن فلسطين المحتلة عام 1948، وتطرح على مجموعة من المصممين. بدأُ بمن يعرفهم في واقعه إنطلاقا للأروقة الفيسبوكية والتواصل الالكتروني مع من يبعدون عنهم بمسافات وحدود مصطنعة. ليشكّلوا الفكرة ويصقلوها بعد نقاشات ومشاورات ويختاروا لها اسمًا بعنوان "ريشة فلسطينية" بإقتراح من المصمم رائف نصار من نابلس لما للريشة من دلالات للإبداع والبحث عن الحرية.
وبروحِ الجماعة التي تميزهم ينسّقون لتشكيل الصفحة التي يقوم على التنسيق العام بها المصمم محمد عبد الرحمن من غزة لتكون صفحة متكاملة غير محصورة بخطّ حدود،وتضم أكثر من عشرين مصممًا متمرّسًا.
يقوم على الصفحة مجموعة من المصممين من مختلف مدن وقرى فلسطين المحتلة، وجميعهم يحملون همّ القضية ويرسمونها بريشتهم وإبداعهم.
تهدف الصفحة إلى توحيد الجهود الإبداعية للمصممين وخلق جو فلسطيني موحّد يجمعهم بكافة أطيافهم لينطلقوا إلى العالم برسالة أن الإبداع ها هنا ينطلق من فلسطين، تحت سقف واحد يعمل على طرح الأعمال بشكل يساعد على الوصول إليها باختلاف مصمميها في صفحة واحدة، ويعمل على تعريف الجمهور بالمصممين الفلسطينيين والاطلاع على أعمالهم وكفاءتهم والتعرف عليهم ضمنها أيضًا.
بدأت الصفحة بانطلاقتها الأولى بطرح شعار من تصميم المصمم مصطفى اسماعيل من غزة، والإعلان عن ترقب أضخم صفحة للمصممين الفلسطينيين، تلتها سلسلة للتعريف الشخصي بكل مصمم ليطلقوا باكورة أعمالهم بتصاميم تخص الثورة السورية وقضايا الأسرى والقدس والأمة من الصعيد السياسي حتى لصعيد الاجتماعي، ولم يقتصر على الأعمال التي تضم القضية بل تضم تختص بالإبداع والفن.
يطمح القائمون على صفحة ريشة فلسطينية أن يتجاوزوا الحدود الإلكترونية والجغرافية الضيقة، وينطلقوا إلى أرض الواقع بهذا المشروع ليطلقوا معارض فنية تضمّ تصاميمهم، ودورات تدريبية على التصميم والفوتوشوب.
ومن أهدافهم الارتقاء بمستوى التصميم الفلسطين بضمّ النخب، والإنطلاق الى العالم العربي والغربي والوصول للمستويات الحرفيّة، أن تصبح المجموعة المرجع الاول لكل مصمم فلسطيني أو عربي أي شخص مهتم بالقضية الفلسطينية.
قد يكون للمعيقات التي تواجه كل فكرة حيزًا في تجربة ريشة فلسطينية، فالحدود الجغرافية التي تفصلهم وتمنعهم من الإلتقاء بشكل واقعي، والإنشغال بالأعمال اليومية لكل مصمم منهم الذي اتخذ التصميم رسالةُ وهواية، تحد من انطلاقهم بشكل بارز، ومع ذلك فقد حظيت تجربتهم في أقل من شهرين على إقبال واسع وعدد من المتابعين والمعجبين، وطلبات كثيرة للإنتساب لكادرهم من مختلف المصممين والهواة في فلسطين.
وكما أن للسياسة صوتٌ ورسالة، للفن للغناء للتصوير، كذلك فإن رسالة التصميم واللوحة لا يقتصر أهمية وهذا ما أدركه شباب شعبنا، صمموا فعبّروا ... رسموا فأبدعوا... توحّدوا فأنجزوا ريشة فلسطينية لا يجفّ فيها ولا يخطؤ رسمها.