لم تلبث صفحات الفيسبوك طويلاً حتى أطلقت العنان لسلسلة طويلة من التعليقات والصور الساخرة والمنتقدة لتصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس في المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت، والتي قال فيها أن خطف الجنود الإسرائيليين "ليس من ثقافتنا" وتفاخر بإعادة الجنود والمستوطنين التائهين في شوارع الضفة و"الحفاظ على الأمن".
أبدت الساحة الفيسبوكية بالمعظم الإمتعاض والرفض لهذه التصريحات بشدة وتفاوتت طرق التعبير عن هذا الرفض ت بين الهزلي والجاد، والرسمي والشخصي. وبصعوبة بالغة يمكن إيجاد أي تعليق يمدح هذه التصريحات.
الاأسير المحرر حسام بدران نشر صورة طفله الرضيع مرفقة بالتعليق التالي:"تعقيبا على تصريحات عباس بأن خطف الجنود ليس من ثقافة شعبنا ..ولدي محمد الفاتح وقد بلغ من العمر ثلاثين ساعة وأصبح يفهم في السياسة جيدا يقول: يا ابو مازن لولا خطف الجنود لما جئت انا الى الحياة".
اما الشاب أحمد الكاريري فقد عقب مستهزئًا "إحمدوا ربكم أن رئيسكم حنون، ويُعيد التائهينَ إلى أهله، أتريدونَ دليلاً أقوى من ذلك على أنه سيعيدكم إلى أرضكم المغتصبة!".
وبلهجة أكثر جدّية قال الشاب سامي خليل:"منيح الي ابو جهاد مات قبل ما يسمع هالحكي". أما الشاب عاصم نور ففي مقارنة ساخرة ما بين ان يتوه جندي إسرائيلي في الضفة الساخرة وان يدخل فلسطيني من الضفة الى الأراضي المحتلة عام 1948 قال:"احنا اذا بيمسكونا الاسرائيليه بالقدس او بتل ابيب اول ما بيحكيلك الجندي (ايفو تسريخ خبيبي) بتقول ما فيش بيمسكك بعدين بحولك عل المركز وهناك بتبصم بالعشره وبصير اللي بيسوى واللي ما بيسوى يبزق عليك وبعدين بودوك ع السجن 20 يوم بعد محكمه وبعدها ( تناي ) سنتين ولا تلات وبعدها بزتوك ع اقرب معبر وبحكيلك عباس معززين مكرمين".
أما تدقيقًا لما ذكره أبو مازن وتوضيحا للصورة فقد اقترح عليه الشاب عمر عادل مطالبا سيادة الرئيس أن يضيف على خطابه أنه يجوز له الافتخار ان جيبات الهمر "سداح مداح " في الضفة أيضًا
وبحسرة لا تحمل تعقيبًا أهدى الشاب محمود المدهون أبو مازن منشورًا على صفحته قائلاً:"
# أبو مازن / لك ما قاله احمد مطر لمن قبلك:
الذين استُشهدوا .. أم قُيْدوا .. أم شُرِّدوا ؟ هون عليك .. كلهم ليس يُساوي .. شعرةً من شاربيك .. بل لك العرفانُ ممن قُيدِّوا .. حيثُ استراحوا .. ولك الحمدُ فمَن قد شُرِّدوا .. في الأرض ساحوا .. ولك الشكر من القتلى .. على جنات خُلدٍ .. دَخَـــــــلوهــــــا بِــــــــيَدَيكْ .."
ولم تقتصر التعليقات على التعقيب فقط بل ترافقت بالصور الساخرة وكان أشهرها كاريكاتيرات أبو الدبعي:
وما زالت ردود الفعل تتوالى وما زال الفيس بوك الساحة والمنفس الأول الذي من خلاله يعبر الشباب عما يختلج صدورهم وما تضيق به نفوسهم إثر المتغيرات السياسية، فهل ستشهد الساحة الفلسطينية مجددًا معتقلين جدد بإسم "شتم مقامات عليا" عقب موجة التصريحات والتعليقات عليها؟