شبكة قدس الإخبارية

الولجة: عائلة محرومة من فتح باب منزلها بسبب الاحتلال

شذى حمّاد

بيت لحم – خاص قدس الإخبارية: لن يستقبل عمر حجاجلة ضيوفه إلا بموافقة جيش الاحتلال، الذي سيأمره بفتح البوابة الإلكترونية التي وضعت على مدخل بيته أو إبقائها مغلقة، حسب مزاجه الأمني.

"أهلا وسهلا" الترحيبية.. سيعتذر عمر عن قولها لضيوفه بعد اليوم بسهولة، وسيضطر ضيوفه للإنتظار ثلاث ساعات على الأقل، وقد تطول إلى أيام، يحاول خلالها عمر انتزاع قرار يمّكن ضيوفه من اجتياز البوابة الالكترونية والوصول إلى منزله.

سلطات الاحتلال أقرت مؤخرا نصب بوابة الكترونية ضخمة على مدخل منزل عمر حجاجلة الكائن في شرقي قرية الولجة جنوب بيت لحم، ليتم بذلك فصل المنزل عن محيطه بشكل كامل، ضمن سياسات الاحتلال الساعية لنهب أراضي القرية.

عمر حجاجلة يروي لـ قدس الإخبارية، إن معركة صموده في منزله، بدأت عام 2009 تزامنا مع بدء سلطات الاحتلال نصب الجدار على أراضي القرية وفصلها عن مدينة القدس.

ويبين أن الجدار، فصل البيت بشكل كامل عن قرية الولجة، "عرضوا علينا الهوية الإسرائيلية ولكننا رفضناها بشكل مطلق، فأقاموا لنا نفق يصلنا مع قرية الولجة"، إلا أن الاحتلال حذر العائلة بنيته إغلاق النفق بالأيام القادمة.

صراع طويل خاضت العائلة أمام محاكم الاحتلال لانتزاع قرر عدم فصلها عن قرية الولجة، متمسكة ببقائها بأرضها وعدم قبول الهوية الإسرائيلية، أو مساومتها بأي شيء كان، فيشير حجاجلة إلى أن الاحتلال أصر على مخططه ونصب البوابة الحديدية.

سلطات الاحتلال لم تكمل بعد تجهيزات البوابة الحديدية التي ستزود بنظام إلكتروني، وسيكون لها مفتاحين، أحدها بيد العائلة إذ سيمكنها من الدخول والخروج بمركبتها، والآخر بيد جيش الاحتلال.

يقول حجاجلة لـ قدس الإخبارية، "لو قبلنا الهوية الإسرائيلية لأغلق الجدار وتم ضمنا إلى القدس، ولكننا رفضناها منذ عام 2008 لنبقى في قريتنا وبين أهلنا".

وأكد حجاجلة على أن نصب البوابة على مدخل منزله يتزامن معه منع توافد الزوار والضيوف إلى المنطقة وخاصة منزله، مشيراً إلى أن حضور ضيوفه من أهالي القرية أو عائلته يتطلب وجود تنسيق مسبق مع جيش الاحتلال وانتزاع قرار بذلك قبل حضورهم بثلاث ساعات على الأقل.

فيما يمنع الاحتلال العائلة أن تستقبل ضيف سينام ليلته لديها، إذ أنه لا يسمح لأحد البقاء في المنزل سوى لعمر وزوجته وأبنائه الثلاثة. رغم ما يحاول الاحتلال فرضه على العائلة، إلا أن تعتبر استمرار وجودها في منزلها يعتبر انتصارا، "سنبقى في بيتنا، وسنبقى المسيطرين على أرضنا.. كما انتزاع قرار الدخول والخروج بأي ساعة تناسبنا، فالبوابة التي تهز صمودنا هنا".

وتملك عائلة حجاجلة في المنطقة مساحة أرض تبلغ مساحتها 32 دونما، فيما تبلغ مساحة منزلها 170 مترا، يسكنه عمر وزوجته وأبنائه الثلاثة، "أسرتي مهيأة للوضع الجديد الذي سيفرض علينا، وخاصة أننا نخوض المعركة منذ عام 2009، ونتعرض يوميا للاعتداءات والمضايقات"، حسبما أفادت العائلة لمراسلة قدس الإخبارية. على مدخل منزله المطل على قرية المالحة المحتلة تجاورها أراضي الولجة الممتدة، يروي عمر عن الاعتداءات المستمرة التي ترتكب بحقه وعائلته على يد قوات حرس الحدود الإسرائيلية، مشيرا إلى أنه اعتقل 16 مرة جراء صده هذه الاعتداءات. وأضاف أنه في إحدى السنوات، وخلال اعتداء قوات من حرس الحدود على زوجته الحامل في شهرها التاسع، فقدت جنينها، مبينا أن أبنائه الثلاثة تعرضوا للضرب وللاعتداءات المتكررة أيضا. وفي ظل ما تتعرض له العائلة من اعتداءات وضغوطات، تدهورت الحالة الصحية لعمر ليدخل في غيبوبة 90 يوما وينقل إلى المشافي الإسرائيلية، "الأطباء أخبروني أن دخولي الغيبوبة كان بسبب دخول مادة غريبة إلى جسمي، إلا أن المشفى رفض بشكل قاطع اطلاعى على التقارير الطبية". السياج يعلو الجدار الإسمنتي أمتارا عدة يحيط محيط منزل عمر الحجاجلة من كل الجهات، ليحول المنطقة إلى سجن مفتوح السقف، الأسرى فيه عمر وأسرته الصغيرة. أنس (14) عاما نجل عمر محروم من جلب أصدقائه إلى منزله أو حتى اللعب في المحيط، وخاصة أن اقتحامات حرس الحدود المتكررة تجعلهم عرضة للاعتداءات، فيما نصب البوابة لن تسمح له بذلك بعد اليوم، يقول عمر لـ قدس الإخبارية، "لا نستطيع القدوم واللعب هنا، ولكني أذهب أحيانا إلى منازل أصدقائي في القرية".

وعن الاعتداءات التي تعرض لها وأسرته، " كان يعتدون علينا بالضرب المستمر، إضافة لتعمد إثارة الغبار تجاه المنزل، فيما ألحق الحفر المستمر في المنطقة وإقامة الجدار، أضرار كبيرة في المنزل وباتت المياه تتسرب إليه"، إلا أن أنس ورث عن والده التمسك في أرضهم وعدم ترك بيتهم المحاصر، "سنبقى هنا، ولن نخرج أبدا".